العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ

بعضهم يعرف العربية... وغالبيتهم لا ينتمون لقضايا أصولهم

نجوم أجانب من أصول عربية

نجوم في كل المجالات من مختلف دول العالم، بأشكال وأعراق متنوعة، تستقطبهم هوليوود طوال الوقت، تطلق نجوميتهم حول العالم، وتتبنى مسيرتهم الفنية، حتى يكاد من يراهم على الشاشة لا يشكك ولو لوهلة بأنهم من أصول غير أميركية، على رغم أن ملامحهم تشابه أصولهم المتباينة، لكن تبنيهم لحياة هوليوود، واتقانهم للكثير من الأدوار التي تمثل مختلف الجنسيات، يجعل المشاهد لا يلتفت أو لا يتعرف على أصولهم وبلد المنشأ الذي جاءوا منه.

وعلى رغم أن غالبية نجوم هوليوود من الوافدين إليها من دول أخرى يأتون من أميركا اللاتينية، ولعل من أشهرهم، المغنية جينفير لوبيز، التي تعتبر اليوم من أغنى نجمات هوليوود، وأكثرهم نفوذاً وشعبية، فإن النجوم من أصول عربية أيضاً وجدوا لأنفسهم منفذاً وطريقاً باتجاه استوديوهات مدينة الأفلام والشهرة.

ومن أشهر النجوم العالميين الحاملين لمختلف الجنسيات اليوم، الذين ينتسبون إلى أصول عربية، المغنية الكولومبية شكيرا، وهي من أب لبناني وأم إيطالية، والممثلة المكسيكية سلمى حايك، ابنة رجل أعمال لبناني وأمها إسبانية الأصل، وبولا عبدول أحد أفراد فرق تحكيم برنامج «أميركا أيدل» الشهير، والمغنية ومصممة الرقص الأميركية، التي تنتسب إلى أصول سورية.

ومن النجوم الرجال، عمر الشريف واسمه الحقيقي ميشيل ديمتري شلهوب، من أصول مصرية، الذي استطاع خلال مسيرته الفنية أن يحقق الكثير في مهنته على مستوى العالم، وهناك أيضاً الممثل طوني شلهوب، الممثل الأميركي الشهير في مسلسل «أدريان مونك» التحري الخاص المهووس بالنظافة، وهو لبناني الأصل.

وإن كانت هذه الأسماء تنتسب بأصولها إلى دول عربية، فتجد أن ملامحها قريبة منا، وأسماءها فيها ما يوحي بأنها من أصل عربي، فإن غالبيتهم لا يجيدون اللغة العربية، أو على الأقل لا يتحدثونها بطلاقة، باستثناء البعض، وقله منهم فقط من زاروا بلدانهم الأصلية أو كانت لهم صلة حقيقية بها... على أساس هذه الفكرة، ينتقد الكثير من المهتمين إصرار الإعلام العربي على تسميتهم بفنانين من أصول عربية، فهم لا يقدمون أنفسهم إلى جمهورهم حول العالم من خلال أصولهم وتاريخ نسبهم، ولا ينتمون إلى قضايا المجتمع الذي ينسبهم إلى نفسه، فهم ليسوا أكثر من أشخاص من أب أو أجداد عربية، هاجروا في يوم من الأيام إلى ما وراء البحار وعاشوا حياة جديدة في مكان جديد، وبنوا لهم إرثاً يتناسب والمكان الذي انتقلوا إليه.

ومن هنا لا يمكن الجزم بأن من نسبه إلى أصله العربي هو فعلاً ينتمي إلى ما ينسب إليه.

في مقابل هذه الفئة، هناك من يرى أنهم في النهاية يمثلون وينقلون شيئاً عن أصولهم حتى لو كان ذلك من خلال أشكالهم وملامحهم فقط، وإن كان هذا النقل قد لا يتناسب في كثير من الأحيان مع الصورة التي تمثلها مجتمعاتنا، فمثلاً يمكن القول إن المغنية شاكيرا تؤدي رقصات شرقية باتقان، لكن هل هذه هي الصورة التي تحاول أن توصلها عن أصولها العربية؟!

ولعل عمر الشريف من الأسماء القليلة التي انطلقت إلى العالمية واستطاعت في الوقت نفسه أن تحتفظ بصلتها بأصلها بطريقة متوازنة لا تتنافى مع الأنموذج المقبول في بيئتها الأصل، ولا يناقض شروط ومتطلبات النجومية العالمية.

أخيراً، ما يعيد موضوع الوجوه عربية الأصل التي تسعى إلى أن تصل وتوجد لنفسها مكاناً في ساحة النجومية العالمية، والأميركية تحديداً، هو وصول فتاة أميركية مسلمة من أصول عربية لبنانية اسمها (ريما فقية) إلى لقب «ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية»، مستقطبة بفوزها الإعلام حول العالم، ليس لجمالها ولقبها فقط، بل لحصولها على اللقب في هذا الوقت، وهو ما يراه البعض أنه فرصة لكي يثبت للجميع أن الموهبة والتميز هما ما يحسم الموقف في العالمية، وليس الأصل فقط.

العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً