الاختلاف بيننا أمر بالغ الروعة، لو كان الجميع متشابهون في أشكالهم وآرائهم وتوجهاتهم لأضحت الحياة بلا معنى ولا هدف ولا حتى طعم... تلك حكمة من حكم الخالق عز وجل حين جعلنا شعوباً وقبائل بمختلف الأشكال والأجناس، اليوم سأتناول موضوعاً حساساً قد يثير حفيظة شريحة كبيرة من الشباب ولكن لا بأس من طرحه على طاولة النقاش العائلية في كل بيت، وسأبدأ الموضوع بمثال تبادر إلى سمعي قبل فترة ليست ببعيدة واستمر يتكرر هنا وهناك مراراً.
أحكي لكم حكاية شاب لم يكمل الثانوية العامة ليس لأنه يعاني خطب ما أو مرض أو ظروف تمنعه عن الدراسة، لكنه فقط لا يرغب بالدراسة واختار طريقاً آخر مختصراً يوصله إلى ضفة الزواج، أي أنه اختار أن يعمل وبالفعل تزوج، ولكن مهلاً... لقد اختار كف ميزانه الأخرى بتمعن وتفكير وتدبير محكم، فقد اختارها (معلمة) أي أنها جامعية، لم تنتهِ الحكاية بعد، ففي حوار آخر له مع زملائه حول موضوع ارتفاع نسبة العنوسة في الخليج وخصوصاً اللائي لم يكملن الثانوية ولم يستطعن الدخول إلى الجامعة، كان رده أن قال: (تستحق أن تكون عانساً لأنها لم تكمل دراستها...)
والآن... هل أترك لكم التعليق أم أكتب تعليقي؟
بالطبع سأكتب، فما يثير دهشتي بالفعل في هذا الزمن الغريب أن شروط الزواج أصبحت تلفّ بمليون قيد وقيد باسم (صعوبة المعيشة) ليقدم شرطاً آخر على قائمة الشروط التي تدفع الفتاة ضريبتها وحدها، فاليوم مطلوب من الفتاة إلى جانب كونها جميلة وذات نسب وخلق أن تكون جامعية حتى وإن كان من جاء يطلبها لا يملك سوى الشهادة الإعدادية. إذن، أين التكافؤ؟
يقول الرسول صلوات الله عليه: (وانكحوا الأكفاء، وانكحوا فيهم، واختاروا لنطفكم).
هذا الشاب وبكل وقاحة يلوم الفتاة التي لم تسنح لها الفرصة لإكمال تعليمها على وصولها إلى مرحلة العنوسة وهو الذي بالكاد يملك الشهادة الإعدادية.
السؤال هنا: ترى ماذا سيكون رأيه ووضعه لو عكسنا الأدوار وكان هو المرفوض لأنه لم يكمل دراسته؟
ولكن ماذا أقول غير أنه (يسخر من الجروح من لا يعرف الألم) فلو كان يعي معنى الألم لما تحول إلى سكين طاعنة، وهذا أيضاً نوع من أنواع العنف ضد المرأة، فليس العنف بالضرب أو باللفظ وحده كما يظن البعض، العنف يكون باستنقاص المرأة والتقليل من شأنها، العنف يكون بتحميلها ذنب كل المشاكل الاجتماعية ومن ضمنها مشكلة العنوسة التي هي ذنب المجتمع بأسره.
ولكن... كيف للإنسان أن يطالب بشيء لم يقدمه هو ولا يملكه؟
والمؤسف بالفعل هو انتشار هذا الفكر الغريب في مجتمعنا، وباتت الفتاة تعرف بأن مصيرها العنوسة لأن المجتمع حكم عليها باللاوجود لأنها لا تحمل الشهادة الجامعية، يقول الإمام الصادق (ع): ( الكفؤ أن يكون عفيفاً وعنده يسار).
والإمام هنا وضع شرطين للزوج، الأول شرط أخلاقي يتمثل في العفة والثاني شرط اقتصادي وهو اليسار ويعني القدرة المادية، ولكن يجب أن يكون هذا الوئام من الجانبين لا من جانب واحد فتكون المرأة أيضاً ذات عفة وقدرة مادية (فأنت تطالب... إذن أعطِ)
اليوم مطلوب من الفتاة أن تكون صورة مثالية متكاملة وأن تكون جامعية أو لديها القدرة المادية، لأنه زمن النساء لا الرجال مع الأسف...
تقول إحدى الفتيات التي تعدت سن الثلاثين، بأنه تقدم شاب لخطبتها وقد وجد فيها جميع المقومات المطلوبة للزواج كما يرتأيها هو... لكنه حينما علم بأنها لم تتمكن من إكمال دراستها الجامعية لظروف أقعدتها عن الدراسة، تركها وعلل الأمر بأنه صرف النظر عن فكرة الزواج لنجده قد تزوج بأخرى جامعية وتعمل ممرضة في غضون ثلاثة أشهر ماذا يسمى ذلك؟ أليس ذلك هضم لحق المرأة وتلاعب بأحاسيسها؟
ولكن الحقيقة كالنحلة تحمل في جوفها العسل وفي ذنَبها الإبرة ولا يتقبلها أحد.
يقول إفلاطون: (من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلف شيئاً فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى الأسعار).
وتلك نصيحة لا أوجهها أنا إنما وجهها الرسول الكريم والأئمة الأطهار فيكفي أنه قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)
اليوم نعاني من مشكلة تزداد يوماً بعد يوم، فتيات كالورد يقبعن في بيوتهن يراقبن أعمارهن وهي تنسلخ أمام أعينهن وقطار الزواج يمر من أمامهن وصفارته تنذر بالرحيل، وهنّ لا حول لهنّ ولا قوة... ترى من المسئول؟ هل هي طلباتهنّ المُبالغ فيها والتي تحتاج إلى مال قارون؟
أم هي طلبات الشبان هذه الأيام التي يفرضونها كالقيد على الفتيات وكأنهم يعاينون بضاعة؟
جزء من المشكلة تتحملها الفتيات أنفسهن وجزء أكبر يتحمله الشبان... ولكن أقول كما قال الأحنف بن قيس: (إن عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم).
نوال الحوطة
– لماذا لا تستقدم خدمات استشاريين متخصصين من دول متقدمة كأميركا في مجال الشوارع وتنظيم مرور السيارات إذ من الواضح أن البحرين متوجهة إلى أزمة اختناق مروري عميق إذا لم ينظر في حل لها بمساعدة اختصاصيين؟
– لماذا أصحاب المناصب المتقدمة في الحكومة يقومون بواجب تقديم العزاء لمن يعرفونهم في الأوقات الرسمية صباحاً وليس في أوقاتهم خارج الدوام؟
– لماذا لم يتخذ من مدينة عوالي التي أنشئت في البحرين قبل نحو سبعين سنة بهذا التنظيم والجمال مثالاً يحتذى به في بناء المدن الجديدة وتجديد الأحياء القديمة وتوسعة المدن الحالية واضعين مدينة عوالي وما فيها من خدمات نصب أعيننا واهتمامنا؟
– لماذا لا يزال المواطن البحريني غير قادر على الحصول على الماء الذي يمكن شربه من خلال نظام أنابيب المياه الحكومية فيضطر إلى اللجوء إلى الشركات التي توفر له المياه الصالحة للشرب في المطبخ مقابل مبالغ معينة لمد المطبخ بآلات تحلية معينة؟
- لماذا لا يقام فرع لخدمة في إدارة المرور لفحص وتسجيل السيارات في المحرق ومدينة حمد فهذه اللامركزية في تقديم الخدمات تساهم كثيراً في راحة المواطن والتخفيف من الاختناقات المرورية؟
– لماذا تصرف معاشات تقاعدية لأعضاء مجلس الشورى الذين كلهم معينين بخلفيات إما تجاراً أو أصحاب مناصب ذات دخل عالٍ فالجماعة تكفيهم أصداء مناصب أعضاء في مجلس الشورى بما فيها من امتيازات؟
– لماذا لا ينظر في أمر الجسر المقترح بين البحرين وقطر بأن يقتصر المشروع على جسر للقطار يحمل المسافرين والبضائع لأن وصول السيارات إلى البحرين يساهم في الاختناقات المرورية التي يمكن من الآن رؤية معضلتها في المستقبل؟
– لماذا حتى الآن لم نسمع شيئاً عن تطوير جزر حوار ومساحتها حسبما قرأنا في الصحف المحلية؟
عبدالعزيز علي حسين
يوسف شاب في مقتبل العمر، تقدم إلى خطبة فتاة تسمى زليخة، فاشترطت عليه شروطاً خمسة وهي :
- أن يكون مهرها خمسة آلاف دينار، أن يشتري سيارة جديدة، أن يشتري قاربا بحريا جديدا ذا محركات، أن يسكنها في فيلا تكون ملكيتها مشتركة بينهما، أن يقيم لها وجبة غداء تتسع لخمسمئة شخص من أهلها، وأن يكون «الايدام» أسماك الهوامير الطرية لأنها لذيذة و شهية و مفضلة لدى العائلة .
أطرق يوسف رأسه إلى الأرض وأخذ يفكر، ثم قال: من أنتِ يا زليخة حتى تشترطي هذه الشروط الخمسة ؟
أجابته قائلة :أنا أبعد نظراً من زرقاء اليمامة إلى ابعد الحدود وصفاً و جمالاً في العينين، و أجمل من زبيدة زوجة هارون الرشيد .
قال يوسف: اشتهرت أنا بوصف جمال يوسف عليه السلام .
قالت زليخة :إذاً (وافق شن طبقة).
قال يوسف :اليوم نشتري السيارة و القارب، و ندفع المهر، و غداً نشتري الفيلا، و في اليوم الثالث نقيم مأدبة الغداء .
ثم أن يوسف أوفى بالشروط الأربعة وعقد القران، وجاء لليوم الثالث لينفذ الشرط الخامس .
فقال لها: كيف تتم إجراءات الغداء ومن الذي يقوم بإعداد الغذاء وفي أي مكان ؟
قالت زليخة :في الصباح الباكر نذهب إلى بستان العائلة الكبير وهو واسع و مليء بالأشجار نجول فيه و يقوم الخدم بإعداد وجبة الغداء فنجتمع مع جميع أفراد العائلة للتقارب والتعارف ثم نتغدى و نستريح، وفي العصر نتوجه إلى البحر في قوارب العائلة نتقدمهم نحن الزوجان ونسير في عرض البحر للنزهة والتمتع بجماله ونحوم فيه، لمدة نصف ساعة بعدها نعود إلى البستان وفي المغرب بعد الصلاة يحضر رئيس العائلة فنجتمع معه و نسلم عليه و يلقي فينا كلمة ترحيبية ويقدم لنا هدايا تذكارية، ثم بعدها يبدأ العشاء وهي وجبة خفيفة من الأجبان والألبان والمشويات والخضار والفواكه ويتحملها صندوق العائلة أما وجبة الغداء فتتحملها أنت بعد تناول وجبة العشاء مع رئيس العائلة نتناول القهوة والشاي، بعدها يقف رئيس العائلة ليودع أفراد عشيرته ويصافح كل واحد ثم ينصرف من البستان وبعدها يتتابع أفراد العائلة في الخروج من البستان كل يصافح الآخر.
قال يوسف: هل هذا الاحتفال خاص بالعائلة أم بغيرهم من أفراد ؟
قالت زليخة: هذا الاحتفال خاص بأفراد العائلة فقط أما غيرهم فيكون يوم عقد القران و يوم آخر يوم الزواج (الدخول) .
قال يوسف :على بركة الله، والآن أنا ذاهب إلى البحر لاصطاد اسماك الهوامير .
ثم دخل البحر وخاص في الماء وركب قاربه وسار به في عرض البحر، يبحث عن مكامن صيد الهوامير ورأى الأسماك مختلفة الأحجام والأصناف تأكل في نباتات البحار، والأعشاب المرجانية كثيرة ومتفرعة بألوانها الكثيرة كأنها غابات كثيفة وتوغل في هذا المكان وأخذ يمتع نفسه بحركات الأسماك إلى أن رأى مكاناً كله قيعان وحفر مغطاة بالأحجار البحرية وفي وسطها اسماك الهوامير تحوم فتدخل في هذه القيعان ثم تخرج وهذه القيعان محاطة بالأعشاب المرجانية، فوقف يتفرج عليها ثم نزل من قاربه وحبسه عن السير حتى لا تتقاذفه الأمواج فيبعد عنه و يغيب، فرأى الهوامير ترفرف بزعانفها و ذيولها عند الأعشاب المرجانية ثم تدخل، لكنه لم يخف لأن هذه الأسماك مسالمة فأراد أن يصطادها لوجبة شهية لخطيبته وأهلها تنفيذاً للشرط، فعام في الماء أمام هذه الأبواب لكنه لم يستطع أن يرى شيئاً فأدخل رأسه في إحدى الفوهات، لكنه لم يستطع أن يرى من الظلام ثم أراد أن يتلمس ويتحسس ليستطيع أن يصطاد بيده، فمد يده اليمنى، إلا أن القضاء والقدر كان له بالمرصاد فوقعت خنصر الأصبع اليمنى بين فكي هامور وفيها دبلة الخطوبة فقطعها الهامور و غاصت في جوفه فصرخ صرخة مدوية تذوب لها حبات القلوب، لكن ليس هناك من ينقذه ولا يستطيع أن يسترد خنصره لأن الهامور الذي قطعها خرج من المجفرة كما يسميها الصيادون وعام في البحر ولا من معين يسعفه أو يقود قاربه، ولا ليس معه أدوية لتسعفه وتوقف نزيف الدم المتدفق من خنصره فأصفر لونه، وضعفت قوته، إلا انه تجدد عزمه وركب قاربه وسار به إلى الشاطئ وهناك أوقفه وقد صبغه بالدماء ثم نزل منه وركب سيارته، وإلى قسم الطوارئ بالمستشفى قصده، وما أن وصل أوقف سيارته فدخل، وهو يرتجف ويبكي، و قد صبغت ثيابه بالدم، فاستقبلته الطوارئ وعن اسمه سألته، فأجاب إلا أن الطوارئ لم تستطع استكمال البيانات منه وأسباب الحادث لأنه وقع في غيبوبة، فاستدعي الطبيب الجراح فضمده، وركب عليه المغذي ليسعفه، وأخذت منه عينة من الدم وأخذت له الأشعة و تم التحفظ عليه تحت العناية الصحية لحين استيقاظه من غيبوبته ووضع الطبيب الجراح ممرضات تراقبه لاستكمال إجراءات العلاج و التحقيق فيما حصل حتى طلع الفجر و هو مايزال في غيبوبته.
وصادف أن ذهب صياد إلى البحر في مكان الحادث فاصطاد الهوامير بخبرته ووسيلته التقنية ثم رجع إلى بلده وهو نفس البلد الذي يعيش فيه يوسف المصاب ونادى في الناس تعالوا لأسماك الهوامير فإنها صيد الصباح الجديد فأقبلت امرأة وأشارت إلى هامور كبير وزنه ثمانية كيلوغرامات فدفعت الثمن واستلمت الهامور، وذهبت به إلى البيت لتمشطه و تقطعه وعندما شقت بطن الهامور ورأت ما بداخله زهقت من منظره، فرأت إصبع خنصر يمين مقطوعة والخاتم فيها (دبلة الخطوبة)، فقامت بإرجاع الهامور على البائع فرفض فقالت له العجب العجاب في جوف هامورك الكبير افتحه وانظر، و بالفعل و بدون تردد فتحه فرأى خنصر إصبع مقطوعة و فيها خاتم رفعها بيده وهو في حالة مروعة، نزع الخاتم وإذا به اسم صاحبه و تاريخ الخطوبة، ثم نادى في النساء الواقفات هل تعرفن هذا الاسم ؟
و كانت خطيبته واقفة فصرخت صرخة مدوية وقالت هذا زوجي وهذه دبلة خطوبته، هل غرق في البحر أو أن إنساناً قتله، وانقضت وأخذت الإصبع من يد السماك و هي تبكي ودموعها منحدرة وتقول قتل زوجي في البحر، ولا أدري من أغرقه فتجمعت عليها النساء يبكين معها و تعطلت حركة البيع و صار الناس وقوفاً رجالاً ونساء يبكون، ثم توجهت إلى بيت أهلها وخرجوا يبكون وانضم إليهم أهل خطيبها فخرج الجميع وصارت صولة وجولة في الشوارع والطرقات و الكل لا يعرف ما حدث، ثم توجهوا إلى ساحل البحر فوجدوا القارب خالياً والدماء تلطخة لكنهم لم يروا سيارته فبكى أهله وتباكى الجميع وقالت خطيبته قتلوا يوسف ظلماً وعدواناً وسرقوا سيارته، توجه البعض إلى قيادات الشرطة وخفر السواحل يبحثون عن القتيل فهرعت الشرطة وخفر السواحل لتقصي الحقائق واتصلوا هاتفياً بالمستشفى المركزي فأفادهم قسم الطوارئ بالمستشفى المركزي أن لديهم مصاباً وذكروا اسمه لكنهم لا يعرفون التفاصيل، لأن المصاب لا يزال فاقداًً للوعي وجاء أهله إلى المستشفى يحملون الخنصر واتصلوا بالطبيب الجراح و سلموه الخنصر وقد تقاطرت دموعهم، و تقطبت وجوههم، و تفجرت أفواههم بالبكاء والنحيب، وأشار إليهم الطبيب بالتزام الهدوء، ليقرر ماذا يفعل، فسكتوا وهم في حيرة وارتباك، قال لهم الطبيب سأجري عملية جراحية لأركب إصبعه المقطوعة و طمأنهم بنجاح العملية أن شاء الله وجلسوا في غرفة الانتظار، وبعدها أجريت له العملية وتم ربط الخنصر المقطوعة باليد وجاء اليوم الثاني ليستيقظ المريض و يعرف أهله و جاءت خطيبته تحتضنه وتهنئه بسلامته و نجاح عمليته، ثم قالت (قبلتك زوجاً بلا شروط، ولو أسكنتني في كوخ، و ما أعطيتني رددته إليك، ويبقى الحب المتبادل وسيلة النجاح في الزواج).
عبدالله محمد الفردان
شُعاعُ الشمسِ قدْ بَانا
وَوَقتُ الصُّبْحِ قَدْ حَانا
وهَذِي العُتْمَةُ انْسَابَتْ
وَصَارَ الكَونُ أَلْوانا
فَلِلأزْهارِ بَسْماتٌ
وَلِلأَطْيارِ أَلْحَانا
حَفِيفُ النَّخْلِ أَنْغَامٌ
صَدَىً بِالأُذْنِ رَنَّانا
جَمِيلٌ صُبْحُكَ الدَّافِي
ِهِ قَدْ تُمْحَ بَلْوانا
أَيَا بَحْرَيْنُ أَنْتَ عُلاً
فَفِيكَ اللهُ أَحْيَانا
وَفِيكَ المَجْدُ قَدْ أَرْسَى
وَنَورُ العِلمِ يَغْشَانا
مَتَى مَا قُلْتُ فِي نَفْسِي
صَغِيرٌ قُلْتُ بُهْتَانا
فَمِنْكَ الشَّرُّ قَدْ وَلَّى
وَبَاتَ الخَيْرُ يَرْعَانا
عَظِيمٌ أَنْتَ يَا بَحْرَيـن
لَنْ نَنْسَاكَ مَحْيَانا
مَدَدْنا البَحْرَ كَي نُوْفِي
جَعَلْنَا الفِكْرَ أَوْزَانا
فَمَرَّ الدَّهْرُ أَعْوَامَاً
وَأَزْمَانَاً وَأَزْمَانا
فَجَفَّ البَحْرُ لَكِنْ مَا
وَصَفْنَا مِنْكَ بُسْتَانا
حسين محمد جعفر
من مدرسة الدراز الإعدادية الصف الثالث الإعدادي
في إحدى زياراتي لإحدى العيادات لفت نظري جلوس أب مع ابنته الصغيرة ذات الست سنوات تقريبا، حيث انشغل الأب بتصفح الجرائد متجاهلا ابنته التي شغلت وقتها بان راحت تتجول وتتصفح في وجوهنا نحن الجالسين معهم في الغرفة، حيث بدت إنسانة لطيفة من خلال توزيع الابتسامات يمينا ويسارا وكانت تقطع تصفح الوجوه بان ترفع رأسها لتعاين سقف الحجرة ومرة أخرى تنزل رأسها تنظر إلى أرضية الحجرة، مع العلم ان البنت كانت تريد أن تهمس في أذن أبيها للتحدث معه بشأن ما، إلا أن الأب كان يزجرها وينهاها عن فعل هذا الأمر.
الموقف هذا جعلني أتساءل كم منا يخصص له ساعة على الأقل يوميا للاستماع إلى الأبناء؟ مع العلم أن القرآن والأحاديث النبوية يحثنا أن نكون سباقين للاستماع إلى أبنائنا قبل أن يسبقنا الآخرون إليهم، وبالتالي صد هذا الأب عن الاستماع إلى ابنته فانه بهذه الطريقة يجعلها ويشجعها بان تلجأ إلى أشخاص سواء من داخل العائلة أو مدرساتها أو زميلاتها، وهذا الطريق آمن وليس هناك خوف على البنت، ولكن الأخطر من ذلك هو لجوء الأبناء أو البنات للحديث عبر الانترنت مع أفراد يلبسون لباس العطف والحنان وهم بالداخل وحوش ينتظرون أن يصفوا لهم الجو للانقباض على فريستهم، وإذا حصل هذا الأمر الذي لا نتمناه أبدا فان الأسف والندم لا ينفع عند إذن. فهل نسارع جميعا لأن نخصص وقتاً من أوقاتنا العبثية وما أكثرها للجلوس والاستماع إلى أبنائنا وبناتنا فكم فكرة جميلة وكم تصرف حكيم قد صدر من هؤلاء والآباء والأمهات سيفاجأون وبالتالي سيكونون آخر من يعلمون بمستوى تفكيرهم.
مجدي النشيط
إن رجلاً قال :يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟، قال: أمك، قال: ثم من ؟، قال: أمك، قال ثم من ؟، قال: أمك، قال: ثم من ؟، قال: أبوك) من هنا تكمن التربية ومن هذه اللحظات التي يرتمي فيها هذا الطفل البريء في أحضان أبويه، إذا كانا صالحين فنعم المسلك وأبشره بمستقبل زاهر وحياة سعيدة ملؤها الحب والعطف والبر للوالدين والنجاح المثمر في شتى مجالات الحياة، الدراسية منها والعملية والمهنية وفي نهاية المطاف الزوجية أيضا، لماذا انعكس ذلك عليه بالمعطيات الإيجابية إلى أن شد عوده وبلغ أشده وأصبح جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وصار معطاء خدوماً لأبناء مجتمعه وناسه ووطنه، إن كان أستاذاً فيستفيد منه الأجيال اليافعة والنشء، وان كان طبيبا أو مهندساً معماريا أو جندياً يحمي وطنه وحدوده والذود عنه وقت النزال والدفاع المقدس، هذا كله يدر بالنفع عليه وعلى والديه والمجتمع ككل. والعبء الأكبر والأثقل والوزر الرسالي يقع على المدرسة الكبرى وهي الأم، حين آوته وحضنته وألقت عليه بظلالها الظليل ورفده، وأغدقت عليه من نبع لبنها الصافي المغذي المنشئ وتولته بحنانها وعطفها وأحسنت تربيته وهيئته لحب الله ورسوله وعلمته النطق بأسمائهم المقدسة وبمفردات القرآن العظيم وتعاليمه، والتوجه والإنابة إلى الله وحبه، وتقوم بتأهيله لبزوغ نور المستقبل وتكون له كالجدار الواقي للدراسة والمذاكرة وتتبعه وتجاريه في كل أموره الدراسية صغيرة وكبيرة إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي يبلغ فيه مبلغ الرجال ويعتمد على نفسه، وبهذا تكون الأم قد أوفت ما عليها من تأدية الرسالة الحياتية للابن ومن ألم سهر الليالي وعذاب التربية والمثابرة لنيل النجاح والتفوق والمستقبل الواعد في الدراسة. والآن تنتظر قطف ثمار ما زرعته بعد مرارة وعناء طويل طال جزءاً من عمرها وانصرم في تحسين تربية وأفضل سلوك انتهجته له وأقدس توجه لله الواحد وجهته.
مصطفى الخوخي
يمثل الأمن الاقتصادي أحد أهم الواجبات التي يجب على الجميع المحافظة عليها ويعنينا في عمود «ثقافة أمنية» توضيح الأثر السلبي لتزييف العملة على الأمن الاقتصادي وذلك عن طريق توعية المواطنين بأبعاد خطورة تزييف العملة على الاقتصاد وماهية المواد القانونية التي شرعها القانون في هذا المجال حماية للمصلحة المالية الوطنية وذلك من خلال سلسلة من المقالات تسهل للقارئ الهدف من وراء تجريم تزييف العملة الوطنية أو الأجنبية. جرم المشرع البحريني مجموعة من الأفعال تنصب على العملة، فتنال من الثقة التي يجب أن تتوافر لها كي تؤدي في المجتمع دورها الاقتصادي كأداة للتعامل وقياس للقيم المادية ووسيلة لاختزانها وبالإضافة إلى ذلك جرم مجموعة من الأفعال لا تنصب على العملة مباشرة ولكنها تهدد بالخطر الثقة فيها وذلك في الباب الخامس في الجرائم المخلة بالثقة العامة الفصل الثاني من قانون العقوبات البحريني (المواد 262 - 269) ومن أهم خصائص هذه المواد المساواة بين العملة الوطنية والعملة الأجنبية من حيث نطاق الحماية الجنائية ومداها.
الحق المعتدى عليه: إن الحق المعتدى عليه أساساً بارتكاب هذه الجرائم هو الثقة العامة في العملات، وهب ثقة لابد منها كي تؤدي النقود دورها الاقتصادي في المجتمع، وهذه الثقة هي أساس لكل الضمان الذي ينبغي توفيره للمعاملات الداخلية والدولية. ولا تتوافر للعملات هذه الثقة إلا إذا كانت نظرة الناس إليها صحيحة مطلقة، وأنه لا احتمال في أن يتكشف فيها بعد تزييفها. تمس هذه الجرائم وزارة المالية في سلطتها على رقابة النشاط الاقتصادي في المجتمع عن طريق رقابتها كمية النقود المتداولة فيه. وتمس هذه الجرائم في النهاية حقوق الأفراد، ذلك أن من تلقى عملة مزيفة على أنها صحيحة إنما وقع بذلك لخداع وحمل على النزول عن بعض حقوقه نظير عملة لا تمثل القيمة التي توقعها لها، بل إذا علم عن التزوير ولم يقم بإبلاغ الشرطة وظن أنه ذكي وقام بالتعامل في هذه العملة المزيفة فإنه بذلك يعرض نفسه للمسئولية الجنائية، فلذلك يجب على من تصل إلى يديه العملات المزيفة سرعة تسليمها إلى الشرطة حتى يتم إلقاء القبض على الجاني ومن ثم إرجاع النقود الحقيقية إلى المجني عليه.
نص قانون العقوبات البحريني في المادة (262) على أن (يعاقب بالسجن والغرامة من قلد أو زيّف أو زوّر «بأي كيفية كانت» عملة ورقية أو معدنية متداولة قانوناً في مملكة البحرين أو في دولة أخرى بقصد ترويجها أو استعمالها. ويعتبر تزييفاً في العملة إنقاص شيء من معدنها أو طلائها بطلاء يجعلها شبيهة بعملة أخرى أكثر منها قيمة).
وسوف نكمل في المقال القادم إن شاء الله مفهوم تقليد وتزييف وتزوير العملة والخطورة الأمنية من جراء ذلك.
وزارة الداخلية
العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ
الخنصر والهامور
عجيبة القصة
وفيها مواعض تفيد الشباب والشابات
شكرا لكاتب القصة عبدالله محمد الفردان
اعطني قمحا اعطك خبزا
حبيت المقاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال
واااااااااايد حلو وهذا هو الواقع
يعطيج العافية يانوال
layla
اعطني قمحا - تعليق
اسمحي لي ان اعقب على ماقمت بنقله عن الاحنف ابن قيس فهذه وجهة نظر متطرفة جدا ولم اكن لاتوقعها من كاتبة مثلك ولايحق لك رمي الشباب بهكذا لفظ , الشباب اليوم فيهم الجامعي والمتعقل وفيهم من ينظر للفتاة الوقور المتعففة , ربما ظروف الزمن والتركيبة الديمغرافية اعني زيادة عدد النساء والتطور السوسيولوجي في علاقات الافراد جعل هناك عوائق في الارتباط , المادة عنصر مهم , كذلك شكل العلاقة تبدل اليوم , ولايلام الرجل في كل صغيرة وكبيرة , كما ان الرزاق هو الله فقد تتوفر كل الامور ولايحصل ارتباط
عجبتني القصة ،،
عجبتني قصة ، الخنصر والهامور ــ ما شاء الله اسلوب جميل في سرد الاحداث ويفيض تشويقا ,
يعطيك العافية اخوي ,,
نهلة الحرز
على طاري قصة يوسف الخنصر والهامور
اندمجت فيها بقوة ، بس ما اعتقد في زماننا هذا ممكن نرى مثل محبة يوسف ولا حتى تفاني زليخة ، ممكن شروطها نعم ، انا تخيلت نهاية أخرى للقصة والحمدلله ما طلعت النهاية الحقيقية مثل ما تخيلتها
يعطيك العافية
بحرانيه وأفتخر
عجبتني قصة يوسف الله يعطي كاتبه الف صحه وعافيه