العدد 2821 - الخميس 27 مايو 2010م الموافق 13 جمادى الآخرة 1431هـ

دفاعاً عن حقوق «تشارلز بلغريف»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لقد أحسن قطاع المطبوعات والنشر في وزارة الثقافة والإعلام بتفضّله وتكرّمه بنشر التعقيب على خبر منع كتاب «يوميات بلغريف»!

قطاع المطبوعات والنشر، أوضح وجود خمسة أمور، وليس أمراً واحداً أو أمرين أو ثلاثة، دفعته كلها إلى اتخاذ قرار منع تداول هذا الكتاب الخطير!

السبب الأول أن «جهة الإصدار غير معروفة ودار النشر المذكورة وهمية»! فلابد لمن يريد أن يبيع أيّ كتابٍ في البحرين، أن يكون متأكداً 100 في المئة من كون دار النشر معروفةً ومشهورةً، لكي لا يتورّط مع دور نشر وهمية. فدور النشر مثل البنات والنسوان! لابد أن يتأكد الواحد من نسب وحسب من يريد أن يخطبها، كيلا يبتلي بزوجةٍ وهمية!

السبب الثاني لمنع كتاب المستشار قُدّس ظلّه، عدم ذكره ضمن القائمة المرفقة للكتب المستوردة، فلابد أن تتأكّدوا من تضمين أسماء كل الكتب ضمن القوائم المرفقة قبل إرسالها إلى قطاع المطبوعات والنشر، دون تحجّجٍ بسهوٍ أو غفلةٍ أو نسيان!

السبب الثالث وهو الأهم، أنه لم يثبت لقطاع المطبوعات والنشر وجود أي التزام بحقوق المؤلف من حيث الترجمة والنشر، فلا يجوز أكل مال المؤلف رحمه الله، أو مال ورثته، لأن ذلك يعتبر أكلاً لمال الأرملة واليتيم! خصوصاً أن الكتاب لم يتضمن - للأسف الشديد - أية معلومات عن الجهة التي تملك حقوق النشر أو المصادر، وهو أمرٌ لا يجوز شرعاً ولا عرفاً!

ثم إن هناك نقطة خطيرة جداً، وهي عدم مراعاة قواعد الاقتباس والتنصيص! فكيف تريدون منّا أن نسمح بكتابٍ لا يُراعي قواعد الاقتباس أو التنصيص؟ هل تريدون تشويش عقل المتلقي و(خربطته)؟ أم تريدون أن نُفسِد ذائقة القارئ البحريني؟ أليس ذلك تعدياً على الثقافة؟ أليس ذلك استهتاراً بالأخلاق والقيم الفاضلة؟ أليس ذلك أخطر من عدم مراعاة قوانين المرور؟ وما الفرق بين تجاوز الإشارة الحمراء وتجاوز قواعد الاقتباس؟

لقد أحسن قطاع المطبوعات والنشر بوزارة الثقافة تقديم أفضل ما لديه من حجج في مرافعته القانونية، لتبرير منع مذكرات مستشار الحكومة السابق أيام الانتداب البريطاني. وهي في الأصل يوميات رجلٍ كان يتحكم في كل صغيرة وكبيرة في البحرين، لمدة تسعة وعشرين عاماً! وفي هذه اليوميات الكثير الكثير من التفاصيل التي لا تعجب الكثيرين، وتحتاج إلى جمع خمسين سبباً واهياً متهافتاً - وليس فقط خمسة - لتبرير منع تداوله ووصوله إلى أيدي الجمهور.

الوزارة التي مازالت تعيش بعقلية القرن الماضي، لم تعلم بأن الكتاب في يوم الإعلان عن منعه، حمّله مئات البحرينيين على أجهزة حواسيبهم، وبدأوا بقراءته فصلاً فصلاً، وأخذوا يتفكّهون على ما فيه من قصص وحكايات! وإنه في اليوم الثاني وصل إلى خمسة آلاف بريد إلكتروني، وإذا أضفنا «الفيسبوك» يكون المجموع سبعة آلاف!

الوزارة وإبراءً للذمة... بعدما أكملت سرد الأسباب الخمسة المفحمة، قالت: «نرجو أن تكون النقاط المذكورة ومن ناحيةٍ قانونيةٍ أكّدت أسباب المنع». ولم تنسَ التأكيد على التزامها بقانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر «الداعمة» لحرية التعبير والنشر في مملكة البحرين!

شكراً قطاع المطبوعات والنشر! شكراً وزارة الثقافة والإعلام! والله يعطيكم العافية، ومزيداً من الحجج القانونية... وكلّ كتابٍ ممنوع والثقافة بخير!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2821 - الخميس 27 مايو 2010م الموافق 13 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 3:02 ص

      حرام لا تسوي ليهم جدي

      هم اغبياء لو مخلينه ما بيحصلون عدد قراء قد الي قراؤون وراه يقرونه .. خصوصا بعد الضجات .. اوووووووو يامال

    • زائر 29 | 4:24 م

      مستحيل

      تحلم (زائر 24 ) يفوز قاسم او أمثاله في جائزة رسمية داخل البحرين. هذي عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب. والدليل ان الوسط فازت مرتين في أكبر منتدى للاعلام العربي بدبي، آخرها هذا الشهر، وجائزة البحرين تقدم لها 90 نفر أغلبهم من الخارج، وعشرة فقط من البحرينيين، واكيد نصفهم من المجنسين لأن البحريني ولد البلد واثق ما راح يفوز ولو يقتل روحه. لأن الأحكام جاهزة للأجنبي.

    • زائر 28 | 3:34 م

      دمتَ للبحرين يا قاسم

      كما عرفناك نحن القرّاء، متألقٌ دائماً يا قاسم ، وأنا لم اخطئ عندما تمنيت في تعليق سابق على مقال للأستاذ هاني الفردان أن تكون الكاتب البحريني الفائز بجائزة الصحافة، فأنت شيخ الصحافيين في بلادنا بلا منازع-مع إحترامي وتقديري لتاريخ كثير من كتابنا-، وأنت فخر لكل بحريني مخلص لوطنه. بارك الله فيك وفي قلمك الشريف، ودمتَ لنا مناراً للحق / محرقي أصيل

    • زائر 27 | 8:32 ص

      مدرس ثانوي

      ( يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ) ، مساكين الجماعة للحين مفكرين نفسهم في زمن حجب المعلومات ، العالم متطور و النت ما يقصر حتى الطفل الصغير يستطيع الحصول على الكتاب ، لو ساكتين و سامحين للكتاب يباع في السوق أحسن لهم ما راح يلفت الأنظار لكن الحين بهذا التصرف لفتوا نظر الكل للكتاب و الجميع سوف يسعى للحصول عليه .

    • زائر 26 | 8:31 ص

      .....

      وشـ تسوي يا سيد في اللي عقله صغير و على قده و على باله الناس كلها مثله

    • زائر 24 | 7:31 ص

      مؤامرة ايرانية !!!!

      واضح ان هذي مؤامرة ايرانية ضد البلد وان بلغريف عميل ايراني مندس عطوه الإيرانيين فلوس بس قبل لا تنجح الثورة في ايران علشان يكتب حقائق ما تعجب الموالين !!! عاد هذي قوية شلون نركبها ؟!! يلا المستشاريين يركبونها و..... بعد قدها وقدود، الحين اكيد بيطالب بمحاكمة بلغريف عباله للحين عايش خخخخخخ

    • زائر 23 | 6:54 ص

      كل ممنوع مرغوب

      هذا الموضوع تم نشره من فترة طويلة وكل الناس عارفه شنو مكتوب وهذه الوزاره مو عارفه شنو أتسوي ما خلت لينه شيء الا ومنعته من كتب ومواقع ألكترونية مو عارفه ان الدنيا زمن العولمه ما يتخفى شيء ...... كل ممنوع مرغوب وراح نلاحظ أقبال الناس على شراء الكتاب سويتون دعاية كبيرة حق الكتاب وأنتون ما تدرون .

    • زائر 22 | 4:56 ص

      والمزيد

      وبمقالك هذا يا سيد قاسم سيصل عدد من يطلبون هذا الكتاب الى بضع آلاف أخرى.
      والعدد سيتزايد يوما عن يوم.

    • زائر 21 | 4:38 ص

      العدل

      ودى اسمع يوم الجمعة خبر مفرح ماكو كل مصايب ودى افرح وارفع الراس واقول بلدى البحرين تحب شعبها والحكومة سهرانة على امورنا وما عندنا مشاكل لا تجنيس--لاطايفية-لا ازمة اسكان--لا ازمة تعليم-لا ازمة عمل -لا ازمة اخلاق--لا ازمة اراضى --لا ازمة قانون ينفد على بعض واخر لا-----متى يسود الحب والاحترام والتعاون والاخوة بيننا فى جميع الامور لاسنى ولا شيعى كلنا بحرينين. بس متى بس متى

      ابو السادة

    • زائر 19 | 4:12 ص

      هناك كتب تنطبق عليها نفس الشروط (2)

      القرآن المقدس: الرواية تتحدث عن موضوع حساس وهو الواقع السلبي في المجتمع الشيعي وتتطرق إلى زواج المتعة والعلاقات بين أبناء المذهبين السني والشيعي. هذه الرواية اعتقد انها طبعت اكثر من طبعة وتواجدت في المكتبات البحرينية وفي المعرض وكانت دار فراديس هي الموزع في البحرين.

    • زائر 18 | 4:10 ص

      هناك كتب تنطوي عليها نفس الشروط (1)

      تعليقاً على موضوعك بخصوص كتاب تشارلز بليغريف أضيف بأن هناك كتب أخرى نشاهدها في الأسواق تنطبق عليها نفس أسباب منع كتاب بلغريف ومع ذلك نشاهدها في المكتبات بل وحتى في معرض الكتاب. من هذه الكتب وبحسب اطلاعي المحدود هناك روايتين سعوديتين:
      1- رواية (القرآن المقدس) تأليف (طيف الحلاج) إصدار (دار ليلى). اسم المؤلفة مستعار بحسبب جميع البيانات الاعلامية الصادرة حول هذه الرواية. إسم الدار حقيقي ولكن دار ليلى أصدرت بيان تنفي علاقتها بالرواية

    • زائر 17 | 3:52 ص

      العدل

      ما فى شى ماشى عدل فى الديرة
      ابو السادة

    • زائر 16 | 3:26 ص

      السبب السادس!

      لا تنسى يا سيدنا ان من ضمن اسباب المنع ان الكتاب يتهجم على رموز من عائلات "كريمة جداً جداً" ويصف افرادها بالكسل والجهل و حب النهب والغطرسة وغيرها من الفضائل التي تشتهر بها تلك العائلة, واسألوا "مي" ان كنتم لا تعلمون!

    • زائر 15 | 3:26 ص

      القانون

      الإلتزام بالقانون سمة حضارية لأي مجتمع ونأمل تطبيق القانون على الجميع فالإستثناءات في القانون هي من تفتح الطريق لخرقه وخرق القوانين الأخرى وتصبح الدنيا فوضى وتعم شريعة الغاب كما حدث بلبنان عدما قام عدد من الغاضبين بقتل متهم بالقتل دون محاكمة الآن لاأحد يستطيع منع شي فمن يريد هذا الكتاب يستطيع قراءته عن طريق الإنترنت فلماذا الزعل أيها الأخوان ولكن تذكروا المنع جاء بأسباب مقنعة سواءً إتفقنا مع قرار المنع من عدمه.

    • زائر 14 | 3:26 ص

      أصحاب الرقيم

      الناس دول فانتظر حتى تأتي دولتك وكأن قانون المطبوعات أشبهه بعملة أصحاب الرقيم الذين أن يشتروا خبزاً بعد النوم العميق!310سنة!!!! متناسين بأن الدنيا تتحرك وجيل يأتي واخر يموت !!!!!!.

    • زائر 13 | 3:16 ص

      أصحاب الرقيم

      لعل الوزارةالمحترمة تريد أن تشتري خبز بعملة يتداولها أصحاب الرقيم"أصحاب الكهف" متناسين أن الدنيا تتحرك ولكل زمان دولة ورجال والناس دول فانتظر حتى تأتي دولتك والسلام!!!!

    • زائر 12 | 2:47 ص

      اكيد اقنعتونا

      «نرجو أن تكون النقاط المذكورة ومن ناحيةٍ قانونيةٍ أكّدت أسباب المنع». اقنعتونا طبل. والا وشدخلكم بعلامات التنصيص والتبصيص؟ مالت على البخصم!

    • زائر 11 | 2:41 ص

      جمبرة مثلها ما شفنا

      ااحلى شيء لوزارة وإبراءً للذمة... قالت: «نرجو أن تكون النقاط المذكورة ومن ناحيةٍ قانونيةٍ أكّدت أسباب المنع». ولم تنسَ التأكيد على التزامها بقانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر «الداعمة» لحرية التعبير والنشر! يضحكون على من؟ بس زمن جمبزة.

    • زائر 9 | 1:38 ص

      عباس زيزينيا

      هناك هدف نبيل من وزارة الاعلام وهو تشجيع الامة البحرينية على استخدام الشبكة العنكبوتية وتقليل الأضرار البيئية الناجمة من استخدام المطبوعات.

    • زائر 8 | 1:26 ص

      كل الحقائق ممنوعة

      في هذه الديرة لا يروق لهم إلا اسلوب المدح والتمجيد أما ذكر الحقائق فهي جارحة ولا يستطعيون سماعها

    • زائر 7 | 1:21 ص

      وزارة الاعلام و الثقافة

      وزارة الاعلام و الثقافة بحثنا كثيرا عن اعلامك فلم نجد الا اخبار و تحاليل تقدم بطريقة باهته و مملة و تنتقى من بين الاقل اهتماما للمشاهد و جدنا اعلاما راكد رابض في محله كشاب كسول يتلقى من على شاشة عبر النت الاخبار فلا مراسلون و لا استضافة لمحللون ذوات شأن اما الاعمال الفنية التي تقدم فيبدو هي تبرعات من القنوات الاخرى لانها تعرض بعد ان يحفظها المشاهد كلمة كلمة ومشهد مشهد. بصراحة مبناكم اجروه ابرك لكم و لنا و القناة تباع للقطاع الخاص افضل بكثير عن التخبط الذي يجري منذ ان انشئت.

    • زائر 6 | 1:11 ص

      الشكر موصول لديوان الخدمة

      شكراً قطاع المطبوعات والنشر! شكراً وزارة الثقافة والإعلام! والله يعطيكم العافية، ومزيداً من الحجج القانونية واضيف شكرا لديوان الخدمة على محاربته الفساد و التسيب في العمل و طرد فني الاشعة التي سولت له نفسه اجراء اشعة لينقذ روح مصاب

    • زائر 5 | 12:49 ص

      أبو جالبوت

      الفضائح التي يحتويها هذا الكتاب لا يستطيع المعنيون لها صدا !!
      و من المعروف لدى الجميع أن السلطة تمنع كل شيء يمس كرامتها الإنسانية بكلمة نقدٍ أو بجملة نصح أو بعبارة إرشاد !!
      ذلك لأن المتنفذين فيها يخافون من أعين النقاد أن تبصبص فيهم وهم يفعلون !!
      ثم أين حرية التعبير ؟؟ كنت قد تمنيت أن تحرز البحرين المرز الثامن في حرية التعبير عن الرأي كما أحرزته في تصنيف بلدان الدعارة السنة الماضية ( حسب إحصائيات معتمدة) !!

    • زائر 3 | 11:25 م

      عقلية الخمسينات

      هذي وزارة عصرية؟ تفكر بعقلية ايام الباليوز. خلوا الناس تفهم شنو صار وكيف كان المستشار يحكم ويتحكم في البلد، وبلاش فذلكات وكلام فارغ. احترموا عقول الناس ترى الناس مب مغفلين ولا اغبياء

    • زائر 2 | 11:05 م

      سواد الليل

      ان عرف السبب بطل العجب
      مذكرات بلغريف تعود لعام 1926 حتى رحيله منها في 1957، وتعتبر هذه المذكرات مصدرا مهما لفهم امور كثيره وبلغريف كان مسئولا عن تأسيس أجهزة الإدارة الحديثة فى البحرين..ويوميات بلغريف نشرت بلأنجليزيه فى مواقع النت وأصبحت مصدرا مهما لكل من يهتم بدراسة تاريخ البحرين الحديث

    • زائر 1 | 11:01 م

      يوووووووووووووووو

      اشوي اشوي على قطاع المطبوعات والنشر. دبحتهم يا سيد. ويش سويت فيهم؟ الله يغربل ابليسك.

اقرأ ايضاً