العدد 2825 - الإثنين 31 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الآخرة 1431هـ

الاشتباك البحري يصبح شريان حياة لـ «حماس»

من شأن إغارة إسرائيل على قافلة مساعدات متجهة لقطاع غزة المحاصر أمس (الاثنين) أن تكثف الضغوط على إسرائيل لتخفف حصارها وأن تفتح شريان حياة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع.

وعمق عنف العملية البحرية الشكوك بشأن مستقبل المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين التي ترعاها الولايات المتحدة والتي بدأت قبل ثلاثة أسابيع. ومع مقتل عدد من النشطاء من المتوقع أن يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتكاسة دبلوماسية على نطاق لم يسبق له مثيل فقافلة «غزة الحرة» كانت تضم نشطاء من تركيا ذات النفوذ الإقليمي الكبير وأجانب آخرين.

كما قد تأتي المشاكل من مكان أقرب من ذلك حيث تترقب الأقلية من عرب إسرائيل بلهفة لمعرفة مصير أحد رجال الدين من أفرادها وهو الشيخ رائد صلاح الذي أفادت تقارير انه من بين المصابين.

وبالنسبة لإسرائيل تأتي الإغارة على السفن بعد أن تجاهلت تحذيرات بالعودة في إطار استراتيجيتها لعزل «حماس» في غزة على أمل أن يتحول التعاطف الفلسطيني باتجاه الرئيس محمود عباس المدعوم من الغرب.

لكن صدقية عباس قوضت بأنشطة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها وعلى قطاع غزة ولم يعد بإمكانه الوقوف موقف المتفجر في حين تنزف دماء الأجانب دفاعاً عن فلسطيني غزة وعددهم نحو 1.5 مليون.

كما سيواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدياً مماثلاً إذ من المقرر أن يستضيف نتنياهو في البيت الأبيض اليوم (الثلثاء). وعلى رغم أن المحادثات كان ينظر إليها باعتبارها فرصة لتحسين العلاقات الثنائية إلا أن أوباما الذي حثت إدارته إسرائيل على تخفيف الحصار عن غزة سيكون من الصعب عليه تجنب التعليق على واقعة القافلة.

وتوقع مدير المركز اللبناني للدراسات، أسامة صفا أن أوباما ربما «يكثف الضغط على إسرائيل» لدعم عباس الذي وصف سقوط قتلى في التحرك الإسرائيلي بأنه مذبحة وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام. ورحبت «حماس» التي تراجعت أخبارها بدرجة كبيرة عن عناوين الصحف منذ حربها مع إسرائيل قبل نحو 18 شهراً بما وصفته بفوز في كل الأحوال للناشطين في القافلة. وقال رئيس حكومة «حماس» المقالة في قطاع غزة، إسماعيل هنية واصفاً النشطاء «تحية إجلال وإكبار لهؤلاء العظماء الذين كشفوا الوجه البغيض للاحتلال من خلال قدرتهم على الصمود وإصرارهم على الوصول إلى غزة لولا هذه الجريمة النكراء. تحية لكل الأبطال المشاركين من مختلف الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ومن المجتمع الغربي ونقول لهم انتم أبطال إن وصلتم وإن لم تصلوا».

ولن يكون أي تأجيل آخر لمفاوضات السلام المتقطعة منذ نحو 20 عاماً حدثاً مأسوياً حقيقة. فعباس بتفويضه المقتصر على الضفة الغربية مدين بالفضل بدرجة كبير لإسرائيل والولايات المتحدة بحيث لا يستطيع إغلاق الباب في وجه التقارب.

لكن احتمال حدوث شقاق مع تركيا -التي كانت على مدى طويل أقرب حليف مسلم لإسرائيل إلا أن رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان أصبح مستاءً من هذا التحالف- قد يعمق من عزلة إسرائيل حتى في الوقت الذي تحاول فيه إقناع الدول العربية المترددة بأن إيران هي التي تمثل التهديد الرئيسي في المنطقة.

وطغت إراقة الدماء أمس على زيارة لرأب الصدع يقوم بها الوزير الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر لقطر من بين دول خليجية جمدت تعاملاتها مع إسرائيل بسبب حملتها على انتفاضة فلسطينية اندلعت قبل عشرأعوام. إذ قد تطرح أسئلة صعبة عن حكمة استخدام قوة الجيش -وفي هذه الحالة قوات كوماندوس بحرية- فيما يعتبر أساساً مهمة شرطة.

وقال بن أليعازر لراديو الجيش الإسرائيلي في اتصال هاتفي «ألاحظ كل النظرات التي أتلقاها. صور (العملية البحرية) بالتأكيد غير مبهجة». وشبه المتحدث العسكري الإسرائيلي السابق، ناهمان شاي (الذي تحول إلى محامٍ للمعارضة) المواجهة بما حدث حين قتلت الشرطة الإسرائيلية عشرات العرب الإسرائيليين الذين تظاهروا وقاموا بأعمال شغب تضامناً مع الفلسطينيين في أواخر العام 2000.

وقال شاي: «الفرق هو أن هذه المرة العملية تشمل أجانب وهو ما يعني تأثيراً أوسع نطاقاً».

العدد 2825 - الإثنين 31 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً