العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ

«إسرائيل»... نكسةٌ أخرى على الطريق

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

احتاجت «إسرائيل» إلى عامين لتعترف بهزيمتها وفشلها في حرب تموز (يوليو)، واحتاجت إلى شهرين لتنكشف فضيحتها في قتل المبحوح، واحتاجت إلى يومين فقط لتعترف بحماقتها ضد «قافلة الحرية».

في الهزيمة الأولى، صدر تقريرٌ رسمي للجنة من كبار قضاتها، في مئات الصفحات، يشهد على «إسرائيل» بالفشل، ويدين حكومتها التي أخذت تتفكك ويستقيل أقطابها، حتى سيق رئيسها للمحكمة بتهم الرشوة والفساد. وفي الفضيحة الثانية استطاعت إمارةٌ خليجيةٌ صغيرةٌ أن تقارع الإعلام الصهيوني، وتفنّد أكاذيبه كذبةً كذبةً، ولم تفلح توسلاتها في إقناع دبي بالامتناع عن نشر صور جواسيسها القتلة.

في نكستها الأخيرة، خطّطت «إسرائيل» لتنفيذ عمليةٍ استعراضيةٍ أخرى خاطفة، بإنزال كوماندوز النخبة على متن سفينة مدنية، ومداهمة نشطاء سلامٍ فجراً بعيداً عن أعين الإعلام، ثم تجر السفن إلى أحد موانئها، لتظهر للعالم سيدةً للبحر الأبيض المتوسط، ولكن وجود بعض كاميرات الفيديو سجّلت لحظات الانزال فقلبت المعادلة إعلامياً. فقد ظهر جنود النخبة المدججون في السلاح، وهم يتلقون ضرباً بالكراسي والهراوات وملاعق الطعام! وهو آخر ما كان يخطر على بال جنرالات «إسرائيل»، بأن يتعرّض كوماندوزهم لهذا المقلب المهين، وتتعرض الوحدة البحرية 13، الأكثر فخراً لديهم، لهذه الإهانة على الفضائيات!

لقد أجمعت صحفهم ومحللوهم وكتّابهم أمس، على أن ما فعلوه أساء إلى دولتهم سياسياً وإعلامياً. فقد وصفت بعض وسائل إعلامهم الهجوم بـ «الفخ»، و «الورطة»، و «الكمين»؛ ونعته بعضها بـ «النحس»، و «وصمة العار»؛ فيما تساءل آخرون: «أين العقل»، وتهكموا على جنرالاتهم بوصفهم «أغبياء» و «سبعة حمقى في الحكومة الأمنية»، وكلها عناوين للصحف العبرية أمس، وليست عناوين «السفير» أو «الأخبار» أو «المنار»!

صحيفة «معاريف» تساءلت «إذا كانت هذه هي نتائج محاولة السيطرة على سفينة غير مسلحة، فماذا عن المواجهة المتوقعة حيال إيران؟ وكيف سيفكر الإيرانيون الآن»؟ أما «يديعوت أحرنوت» فقد دعت إلى استقالة باراك، وزير الدفاع الذي قادهم لهذا الفشل، حيث سيخرج محور (تركيا إيران سورية لبنان وحماس) قوياً. بل إن صحافياً آخر قال ساخراً إن العملية كان من الممكن أن تنتهي بسيناريو أسوأ، فيما لو تعرض الكوماندوز أنفسهم للخطف والمساومة عليهم! وتوقع أن يكون الأسطول القادم أكبر وأضخم!

التعليق الأخير الساخر يحتمل الجد أيضاً، فـ «إسرائيل» خططت لتكون العملية ضربةً نهائيةً مرعبةً وحاسمةً، لئلا يفكر أحد في معاودة الكرة لكسر الحصار. ولنتذكر أنها هدّدت وتوعدت قبل أسبوع بضرب القافلة، وأعدّت نفسها لأسر المشاركين فيها، وجهزت معتقلات كبيرة لاستيعابهم، للمساومة عليهم لاحقاً أو إجبارهم على التوقيع بعدم العودة في قوافل أخرى لكسر الحصار... ولكن لم يمضِ يومان حتى اضطرت لإعادتهم إلى بلدانهم دون شروط!

العالم كان يراقب الفعل التركي منذ ثلاثة أيام، ولم يسأل أحدٌ عما ستقرره الجامعة العربية أمس، فالكرامة ليست عملة قابلة للتفاوض أو المساومات. وليس كل ما تخطط له «إسرائيل» يكون حتماً مقضياً، فقد أقامت أمجادها وانتصاراتها على تخاذلنا وتشرذمنا وهزيمتنا الداخلية، وانصياعنا لأوامر القوى الاستعمارية الكبرى.

هناك أملٌ كبيرٌ بأن تسهم هذه الدماء الزكية في إشعال ليل غزة بالشموع وإسقاط الحصار الظالم. وإن لم تفعل فقد نجحت في نقل دولةٍ إقليميةٍ في حجم تركيا، من خانة حلفاء «إسرائيل» إلى «أصدقاء فلسطين»، عوّض الله بها خروج مصر. وكفى ذلك انقلاباً يصيب الاسرائيليين بمزيدٍ من الطيش والحماقة والجنون!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 5:30 ص

      مدرس ثانوي

      زائر رقم 5 بصراحة مالك حل ، في الصميم ولد عمي جبتها صح .

    • زائر 9 | 5:24 ص

      مستشار واااااجد كبير

      ذكرتوني! بالمناسبة امس واحد في صحيفة الفتن شاط روحه، وقاعد يسب ثلاثة أرباع الشعب البحريني، وما عندهم ولاء، وعملاء للخارج وخونة. وما باقي الا يقول هم كفار ويخلصنا!!!! هالنماذج تسيرها الاحقاد والضغائن والكراهية. يتملقون للحكام من أجل الفلوس والوجاهة، وهو مسوي روحه مستشار!!! يعني نفر وااااااجد كبير.

    • زائر 8 | 4:58 ص

      أحسن تعليق

      لربما يكون أفضل تعليق للأمر برمته هو التعليق رقم خمسة... شهادة لله تعالى فالأمر كله مسألة نسبية، إذا هاجم طرف محمي آخر مغضوبا عليه صار وطنيا.
      واذا ثار المغضوب عليه وهاجم الطرف الأول صار إرهابيا عميلا لشماعة العمالة العربية أعني إيران وحزب الله. والمصيبة أن حتى هذه الأغنية النشاز وصلت لبلاد الوزرة والقات

    • زائر 7 | 1:58 ص

      الرسالة وصلت

      هههههههههه، أكيد هالصحف ما عندهم وطنية... اكيد معاريف عميلة لحزب الله. واكيد يديعوت احرونوت عميلة لايران!!!! واكيد هاارتس عميلة لفنزويلا!!!!! واكيد كلهم صحافيين ما عندهم ولاء لاسرائيل وانما للخارج. الرسالة وصلت رقم 5، شحليلك يا حلو.

    • زائر 6 | 1:54 ص

      تركيا العربية

      ما دريت سيدنا اردوغان طلع ولد حمولة ورجال اعربي

      وتركيا برجالها الشهم العربي الأجودي طلع أشرف وأنبل من حكامنا العرب ..
      موقف أردوغان ذكرني بولد عمنا تشافيز رئيس فنزويلا ايام الحرب على لبنان فصوته العربي هز أركان الحكام العرب حتى بات لدينا شك في أصله وسلالته إن كان فنزويليا أم عربيا !

    • زائر 5 | 1:28 ص

      افا ..صحف ما عندها وطنية

      الصحف ( الاسرائيلية ) استلمت القيادة ( الاسرائيلية ) و طاحت فيهم طيح , الغريب هالصحف والصحفيين ما عندهم ( وطنية ) ؟ او يمكن يكونون ( عملاء ) و ( ولاءهم ) للخارج ؟

    • زائر 4 | 1:17 ص

      خبر عاجل

      سمعت الخبر العاجل اليوم الصبح يا سيد قاسم؟ الجامعة العربية ستذهب لمجلس الامن لتطالبه برفع الحصار عن غزة!!!!! ليش ما يختصرون عليهم الطريق ويطالبون مصر برفعه؟ وإلا هي كلها جمبزة في جمبزة؟؟؟؟؟؟

    • زائر 3 | 12:51 ص

      طبعاً الايرانيين مستانسين

      صحيفة «معاريف» تساءلت «إذا كانت هذه هي نتائج محاولة السيطرة على سفينة غير مسلحة، فماذا عن المواجهة المتوقعة حيال إيران؟ وكيف سيفكر الإيرانيون الآن؟ طبعاً الايرانيين مستانسين جداً. وكل العرب والمسلمين والأحرار والشرفاء في العالم مستانسين. فيه دولة تتصرف بمثل هذا الغباء؟

    • زائر 2 | 12:36 ص

      ضاحي خلفان وراهم

      دبي الامارة الصغيرة أوجعت راس اسرائيل..... وضاحي خلفان دوّر لهم راسهم، واللطيف كلما حاولوا يرقعونها من صوب فتقها لهم من صوب ثاني، وطلع لهم الصور وخلاهم مهزلة.

    • زائر 1 | 12:28 ص

      الصوت

      عندما كنا صغارا و نخرج للفضاء المجاور لآخر بيوت القرية، نصعد على تل هناك و نرفع أصواتنا بالصراخ، و كان الكبار ( يعني عمره 6 أو سبع سنوات) منا يعملون أصواتا مخيفة و كنا نرتعد من ذلك الصوت، و لكن ما كان يضحكنا بعدها مباشرة هو صدى الصوت الذي لم نعرف ما هو إلا بعد دخول المدرسة.
      المهم تركيا الآن صار لها هذ الصوت و صدى الصوت يتردد في الجامعة العربية

اقرأ ايضاً