العدد 2834 - الأربعاء 09 يونيو 2010م الموافق 26 جمادى الآخرة 1431هـ

شيء من الخوف... لكنه أكبر من الخوف

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

حينما يكون زوجها في نوبة (آخر الليل)، فإن النوم يجافيها خوفاً وهلعاً من أن يسقط سقف غرفة النوم عليها وعلى أطفالها، أو يسقط جزء من أي جدار من جدران البيت الذي لا يوجد بين جدرانه (جدار) يمنع الخوف، فكلها جدران خائفة...وجلة...قد تسقط في أية لحظة...لكن، ما الذي في وسع الزوج أن يفعل إذا كان ينام حوله الأطفال والزوجة وقدر الله لذلك السقف أن يسقط؟ لن يكون في وسعه شيء، لكنه الأمان الذي تشعر به الأسرة وعائلها بينها.

حين يكون الطقس هادئاً، فإن الخوف يبارح مكانه لا يرحل، أما إذا اشتدت قوة الرياح، أو إذا اقترب موسم الأمطار أو مرت عاصفة عابرة، فإن ذلك الخوف يتصاعد الى حد الرجفة والوجع، كلما صدر صوت من جدار هنا، أو «طابوقة» هناك، أو تحركت قطعة خشب في مكان ما، ولا شك في أن الخوف يزداد شدة، حين يتبادر إلى ذهن تلك المواطنة خبر عن سقوط سقف منزل آيل للسقوط، أو قرأت في صحيفة عن نجاة أسرة من سقوط جزء من سقف البيت المدرج على قائمة البيوت الآيلة للسقوط، سبحان الله، قدر ولطف.

حين تقع عينك على بيت ذلك المواطن، فإن أول سؤال يتبادر الى ذهنك: «هل كتب على ذلك المواطن وعائلته، وغيره آلاف الأسر المدرجة في مشروع البيوت الآيلة للسقوط، أن يناموا ويصحوا على وجل وخوف وقلق لا حد له؟، ولن يلومك أحد حين تتساءل: «أليس في مقدور الدولة أن تنهي هذا الملف المتعب، وتدفع بسخاء إلى المجالس البلدية في المحافظات الخمس لهدم وبناء تلك البيوت وتأمين معيشة أصحابها في شقق مستأجرة مؤقتة لحين انتهاء بناء البيت؟ الخير كثير في هذا البلد الطيب، فلماذا يبقى الآلاف تحت وطأة الجدران التي لا ترحم حين تسقط وحين لا ينفع البكاء على المآسي؟

أنا عامل بسيط، راتبي لا يتجاوز 300 دينار، ولو كان في يدي، لسارعت في ترميم بيتي حتى تعيش أسرتي مطمئنة، لكنني لا أستطيع، لا أقوى على ذلك، والأمل في الله سبحانه وفي حكومتنا التي أنتظر منها كما ينتظر الآلاف غيري، انفراجة تنهي هذه المعاناة المؤلمة، هكذا قال...مواطن بسيط تقرأ في تعرجات جبينه سطوراً من الحزن واللوعة.

هنا، منزل صغير، تم الانتهاء من بنائه للتو واستلم المواطن مفتاح ذلك المنزل الذي عمت فيه الفرحة وكأنها فرحة العيد السعيد، الآن سينام وأسرته باطمئنان... وهناك، منزل صغير آخر، لكن تلك الأسرة دخلته لأول مرة لتبدأ في تأثيثه بما تيسر، تشعر بفرح غامر وسرور لا حد له... لا بأس، حتى وإن كان صغيراً ضيقاً، لكنه أفضل من (الأنقاض) المخيفة التي كانوا يعيشون بين جدرانها في السابق، حين كانت يسمى (منزلاً آيلاً للسقوط).

لا بأس، خلال السنوات الست المقبلة، سيتم بناء 1000 منزل آيل للسقوط بموازنة تبلغ 42 مليون دينار منها 3 ملايين كبدل إيجار، لا بأس، سيعاد النظر في 4500 طلب مسجل في المجالس البلدية الخمسة، لا بأس في ذلك كله، لكن، سيبقى أولئك الناس في انتظار الفرج الذي نأمل أن يجيء سريعاً، والحمد لله، رحمته واسعة، ولكن، يا حكومتنا العجل العجل بملايين أكثر وأكثر ستجعل الآلاف من مواطنيك ينامون نوماً هانئاً آمناً بنفس مطمئنة.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2834 - الأربعاء 09 يونيو 2010م الموافق 26 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • AL HAWAJ | 12:39 م

      شكرا لك

      تسلم يا حبيبى
      تسلم يا حبيبى
      تسلم يا حبيبى

    • زائر 7 | 5:48 ص

      مسكين البحرينى.... يعور القلب

      الصراحة يا سعيد عورت قلب الحكومة بهالقصة المؤلمة ...... يبه انت فى دولت مسلمين قلوبهم رحيمة وعطوفة

    • زائر 6 | 4:01 ص

      سجود الجدار

      قلت: يا نفس ويحك اخشعي
      قالت : يا أصمعي بل ويحك أنت ارفع بصرك إلى سقف المسجد وانظر للخطر فوق راسك .
      قلت : ويحك يا أمارة بالسوء لا يجوز رفع البصر في الصلاة .
      قالت : حسناً كنت لك ناصحة لكنك لا تقبل النصح .
      فهممت بالرد عليها لكن تكبير الإمام للركوع ردني إلى الصلاة وجوها الروحي .
      فلما سجدت قالت نفسي : خذ حذرك يا أصمعي فإنني أخشى والله أن ( يسجد ) سقف المسجد في أية لحظة .

    • زائر 5 | 3:05 ص

      نطالب الحكومة بحل المشكلة

      بردت قلوبنا يا بو محمد.. ترى الحالة صعبة، أني وزوجي نعيش هالحالة والحمد لله رب العالمين، رحمة الله واسعة، واذا كان هناك سرقات وفساد في ميزانية المشروع يا ريت المعنيين ينتبهون ويحققون فيها.. ترى في بيوت فعلاً مخيفة ونطالب الحكومة بالإسراع في حل المشكلة.

    • زائر 4 | 1:29 ص

      عاد ويش نقول

      ناس تتستر على البوق والنهب ويدعون المظلومية.. وناس يشوفون النهب عيني عنيك ويقولون خلنه ساكتين بعد هذي موضه جديدة.. وناس يبوقون ويدعون المظلومية وناس ظلام ويدعون المظلومية وناس حرامية أصلية ويقولون مظلومين.. محد مظلوم غير هالبني الآدم المسكين اللي يجحت من الصبح الى الليل حق لقمة العيش ويحاول يعدل معيشته وآخرين يقسون عليه.. مشكور أخ سعيد على الموضوع الشيق المؤلم في نفس الوقت..

    • زائر 3 | 1:26 ص

      زائر رقم 2 مشترك في الجريمة

      ما فيها شي لو زيدت الحكومة الميزانية الى 84 مليون دينار ترى هي قدها وقدود.. واني مستغربة من كلام زائر رقم 2 لأنه يقول حجي مشترك في الخطأ..
      كنت اتشوفهم ينهبون.. زين زين.. لا تقول لينه انك اشتكيت عليهم وضميرك ما خلاك.. انت ولا سويت اي شي بس اتسترت.. يعني انت وياهم في الجريمة.. مشترك في ظلم هالناس اللي عايشين في بيوت كلها خطر ومرض.. وجاي تسوي روحك علينه الحين انت بطل يا زعم..
      القارئة الدائمة أم ريان

    • زائر 2 | 1:13 ص

      اذا كان حاميها حراميها

      هههههههههههههههههه ضحكتني يا اخ سعيد البلد تعطي من؟؟؟؟؟ المجالس البلدية الي هم رؤسائها واعضائها هم المستفيدين الاوائل من هالمشروع. باقو لبيوت وبنو لأهلهم وربعهم وخلو المحتاجين والفقاره. انه ما اتكلم عن عبط انه من الناس الي عايشو هالاعضاء وكنت اشوفهم ينهبون عيني عينك والله حرام .احنه مظلومين من زمان ومسلوب حقنه في هالديره. فخلنه على حالنه ولا يجون ناس متسلقين بعد يصعدون على ظهورنه مع انه ظهرنه ما عاد يتحمل خلاص

    • زائر 1 | 1:08 ص

      آه.. آلم قلبي هذا الموضوع

      أشعر بالألم.. آآآآه... بالفعل آلم قلبي هذا الموضوع، وبعض الزميلات يقولون هذا النوع من المواضيع ما يصلح الصبح.. طيب متى يصلح يعني.. والله ان هؤلاء الناس ومنهم جيران نراهم كيف يعيشون والحمد لله احنه بخير وبيتنا حديث لكن بالفعل.. صعب الوضع صعب جداً.. الله يكون في العون، والحمد لله على النعمة.

اقرأ ايضاً