منذ يومين احتفل الروس باليوم الوطني لبلادهم, ففي 12 يونيو/ حزيران 1990 اعتمد المؤتمر الأول لنواب الشعب في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية إعلان سيادة دولة روسيا مع بقائها جزءاً من الاتحاد السوفياتي. وبعد عام في مثل هذا اليوم تم انتخاب أول رئيس لروسيا.

ويحق للشعب الروسي أن يفخر بما قدمه للبشرية خلال التاريخ الحديث فما من شعب في العالم قام بما قام به هذا الشعب من دفاع عن المبادئ الإنسانية ومناصرة القضايا العادلة لشعوب العالم, علاوة على ما قدمه من إنجاز فكري وأدبي من خلال روائع بوشكين وليرمنتوف وتولستوي وديستوفسكي وتشيخوف وغوركي وغيرهم من عمالقة الأدب العالمي.

روسيا وهي قلب الاتحاد السوفياتي السابق هي من أوقفت زحف الجيوش النازية في الحرب العالمية الثانية بعد أن احتلت هذه الجيوش معظم الدول الأوروبية في معركة الدفاع عن موسكو حين كانت الجيوش النازية على مشارف الكريملين وبذلك بددت الأسطورة حول كون هذا الجيش لا يمكن قهره أبداً, وأنقذت العالم من الاحتلال النازي والفاشي.

ولم يكن هذا الانتصار دون ثمن فمن بين 62 مليون قتيل سقط خلال الحرب العالمية الثانية تكبد السوفيات الجزء الأكبر من الضحايا, ففي حين لم يتعدَّ عدد الضحايا الألمان 7 ملايين قتيل والولايات المتحدة الأميركية نصف مليون قتيل فإن عدد القتلى السوفيات بلغ 27 مليون قتيل وهو ما يقارب من نصف عدد مجمل القتلى في هذه الحرب.

وبخلاف الولايات المتحدة الأميركية التي طالما وقفت ضد تطلعات شعوب العالم في الحرية والتحرر من الأنظمة الدكتاتورية كان الاتحاد السوفياتي وروسيا أكبر من وقف مع هذه الشعوب, فمنذ تأسيس الأمم المتحدة استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو 77 مرة كانت 63 منها ضد قرارات تدين إسرائيل في حين استخدم الاتحاد السوفياتي حق النقض 120 مرة أغلبها لصالح الدول النامية.

ولم يقتصر دور روسيا في دعم حركات التحرر العالمية مادياً وإنما تعدّى ذلك لتأهيل مئات الآلاف من الكوادر الوطنية ودون مقابل في مختلف التخصصات من أطباء ومهندسين واقتصاديين ومدرسين ليدعموا بذلك التنمية البشرية في بلدانهم.

بالرغم ما قدمته روسيا للعالم العربي من بناء السد العالي في مصر وتجهيز الجيوش العربية بمختلف الأسلحة والمعدات التي خاض بها العرب كل حروبهم ضد إسرائيل وما مكنهم من عبور خط «بارليف» في حرب العبور في العام 1973 بأسعار رخيصة بل إن أغلبها لم يسدد ثمنه إلا أنها لم تستطع أن تكسب ود العرب.

خلال هذا الأسبوع تحتضن العاصمة الروسية موسكو فعاليات المعرض العربي الروسي الثاني «أربيا إكسبو» والذي تشارك فيه مملكة البحرين بأكبر جناح في المعرض.

فهل ستنجح روسيا في الدخول إلى العالم العربي من باب الاقتصاد بعد أن فشلت في الدخول لهذا العالم من باب السياسة؟