سيكون المنتخب الهولندي أمام فرصة حسم تأهله بنسبة كبيرة إلى الدور الثاني للمرة السابعة من أصل 9 مشاركات وذلك عندما يواجه نظيره الياباني اليوم (السبت) على ملعب «دوربن ستاديوم» في دوربن وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة لمونديال جنوب افريقيا 2010.
وكان المنتخب البرتقالي استهل مشواره في النسخة التاسعة عشرة بشكل مثالي بعدما حسم مواجهته مع نظيره الدنماركي 2/صفر، إلا أن رجال المدرب بيرت فان مارفييك لم يقدموا أسلوبهم السلسل الاعتيادي في هذه المباراة، وقد عزا الأخير السبب إلى انه لم يكن هناك مجال للخطأ أمام الخصم الأوروبي نظراً لان الطرفين يعرفان بعضهما جيداً، لكنه توقع مواجهة مختلفة مع منتخب «الساموراي الأزرق» الذي يدخل إلى مواجهته مع «البرتقالي» بمعنويات مرتفعة جداً بعدما خرج من مواجهته الأولى مع نظيره الكاميروني بفوزه المونديالي الأول خارج أراضيه بفضل لاعب وسط سسكا موسكو الروسي كيسوكي هوندا.
وكان الفوز على «الأسود غير المروضة» الأول للمنتخب الآسيوي بعيداً عن الأراضي اليابانية بعد ان سجل فوزين العام 2002 عندما استضاف العرس الكروي مشاركة مع كوريا الجنوبية، وكانا على روسيا (1/صفر) وتونس (2/صفر) ما سمح له بالتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى والأخيرة لكنه ودع بعدها على يد تركيا (صفر/1).
«الآن أصبح اللاعبون أكثر استرخاء واقل عصبية بعد مباراتهم الأولى وأتوقع أداء أفضل أمام اليابان»، هذا ما قاله فان مارفييك الذي يأمل أن يخرج رجاله فائزين من مباراتهم مع المنتخب الآسيوي، كما فعلوا في لقائهم الوحيد معهم (3/صفر ودياً في 5 سبتمبر/ أيلول 2009)، وذلك لكي يضمنوا بشكل كبير تأهلهم إلى الدور الثاني.
ويدرك فان مارفيك (58 عاما) ولاعبيه أن أي انتقاد للأداء غير المبدع، سيتلاشى أمام النتائج الجيدة، وهو ما حدث بالفعل خلال الـ 22 مباراة التي قاد خلالها الفريق، إذ حقق فان مارفيك أفضل مسيرة لأي مدرب هولندي على الإطلاق.
ولكن مع طول الطريق نحو اللقب فإن المدرب الهولندي مازال يدرس الفرق المنافسة قبل أن يقرر أية خطة سيعتمد عليها.
وقال فان مارفيك: «ليس من الملائم دائما اللعب بشكل جميل»، وأدرك لاعبيه الرسالة جيدا.
وأوضح النجم الهولندي فان دير فارت بشأن المباراة الأولى أمام الدنمارك «صحيح أننا لعبنا بعض الشيء مثل الألمان، المدرب منحنا فاعلية كبيرة».
وسيضمن الهولنديون تأهلهم رسمياً إلى الدور الثاني في حال انتهاء المباراة الثانية في المجموعة بين الكاميرون والدنمارك بالتعادل، وإلا سيكون عليهم أن ينتظروا مباراتهم الأخيرة مع الكاميرون لكي يؤكدوا هذا الأمر بتعادل، وذلك شرط فوزهم على اليابانيين.
ومن المرجح أن يفتقد المنتخب الهولندي خدمات جناح بايرن ميونيخ الألماني آريين روبين مجدداً لأنه لم يتعاف بالكامل من الإصابة التي حرمته أيضاً من المشاركة أمام الدنمارك، وقد علق فان مارفييك على هذا الموضوع قائلاً: «يحقق تقدماً كبيراً لكنه ليس جاهزاً حتى الآن للعب مباراة بأكملها، وقد يحتاج إلى ثمانية أيام إضافية من اجل تحقيق هذا الأمر».
ومن المؤكد أن فان مارفييك لا يريد المخاطرة بالجناح السريع في مباراة ستكون في متناول منتخبه في حال لم يقدم الأخير أداء استثنائياً مستبعداً أمام نجوم «البرتقالي» المحنكين، مثل ويسلي شنايدر ورافايل فان در فارت وروبن فان بيرسي وديرك كويت.
وأكد روبين الذي لعب دوراً أساسياً في قيادة ناديه البافاري إلى ثنائية الدوري والكأس المحليين والى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، انه يتحرق شوقاً لتسجيل بدايته في العرس الكروي العالمي الأول على الأراضي الافريقية.
وعلى رغم التفوق الفني الكبير الذي يفصل بين المنتخبين الهولندي والياباني، فان المباراة لن تكون سهلة على رجال فان مارفييك وهم يدركون هذا الأمر استناداً إلى المباراة التي جمعتهما في سبتمبر، إذ لم يحسم «البرتقاليون» اللقاء سوى في الدقائق العشرين الأخيرة التي شهدت تسجيل الأهداف الثلاثة.
وعلق لاعب وسط «الساموراي الأزرق» جونيشي ايناموتو على مباراة سبتمبر قائلاً: «لعبنا بشكل مميز في الشوط أول. اعتقد أن ما يهم هو كيفية المحافظة على تركيزنا في الدفاع خلال الشوط الثاني. نريد أن نقاتل بشراسة على الكرة، نعلم بأنها ستكون مباراة صعبة».
وأضاف ايناموتو (30 عاماً) الذي يشارك في النهائيات للمرة الثالثة والعائد إلى اليابان في أوائل العام الحالي بعد أن أمضى تسعة أعوام في الملاعب الأوروبية بينها مع أرسنال وفولهام الانجليزيين، «نملك فرصة أن نحقق الفوز».
وفي حال نجح ايناموتو وزملاؤه هوندا وياسوهيتو اندو ويوشيتو اوكوبو ودايسوكي ماتسوي في تحقيق مفاجأة مدوية على حساب الهولنديين فسيقطعون شوطاً كبيراً نحو تكرار انجاز 2002، إلا أن الإحصاءات لا تصب في مصلحتهم لان المنتخب البرتقالي فاز في جميع المباريات التي جمعته سابقاً بالمنتخبات الآسيوية في النهائيات، أولها العام 1978 عندما فاز على إيران 3/صفر في طريقه إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي إذ خسر أمام الأرجنتين بعد أن خسر قبل أربعة أعوام أمام ألمانيا الغربية، وثم السعودية العام 1994 حين فاز بصعوبة بالغة 2/1، وكوريا الجنوبية التي فاز عليها بسهولة تامة 5/صفر العام 1998.
واعترف المدير الفني للمنتخب الياباني تاكيشي اوكادا عقب المباراة الأولى لفريقه، بأن الفريق الهولندي الذي يضم أمثال ويسلي شنايدر ورافاييل فان دير فارت سيكون أصعب من الكاميرون.
وقال: «أمام هولندا يجب أن نتعامل مع المباراة بشكل أقوى».
العدد 2843 - الجمعة 18 يونيو 2010م الموافق 05 رجب 1431هـ