أفصح مدير إدارة الثروة السمكية في الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، جاسم القصير لـ «الوسط»، عن مشروع لسحب تراكمات الرمال من عدد من الفشوت الطبيعية الغنية بالأسماك، والتي تجمعت بفعل عوامل طبيعية مثل التيارات المائية وحركة السفن.

وذكر القصير لدى حديثه لبرنامج «شئون بلدية» الذي يبث عبر «الوسط أون لاين» اليوم (الأربعاء)، أن «الهيئة ستقوم بتنفيذ عمليات سحب الرمال من هذه الفشوت، بسبب تضررها واختفاء كميات كبيرة من الأسماك فيها، إذ غطت أطنان كبيرة من الرمال الشعاب المرجانية والحشائش ولم تدع مجالاً لتوافر البيئة اللازمة لتكاثر الأسماك بالمنطقة المحيطة».

وفيما يلي نص الحوار ...

ما صحة المعلومات عن وجود مشروع لسحب الرمال من بعض الفشوت البحرية؟ وما هي أسبابه؟

- فشت العظم هو أحد المناطق الشاسعة التي تعرضت للدفان بشكل تلقائي بفعل عمليات التيارات المائية الطبيعية وحركة السفن. وبما أن فشت العظم من أكثر الفشوت البحرينية ارتفاعاً عن سطح قاع البحر، فإن وضعه يسمح بتجمع كميات كبيرة من الرمال طوال الأعوام الماضية، علماً بأن من يقوم بعملية الإبحار في هذه المنطقة بإمكانه رصد أن الفشت بدأ يتصحر وتتكون فيه جزر رملية متفرقة.

هذه الرمال المتجمعة طبيعياً أثرت كثيراً على مساحة الفشوت، إذ هناك مناطق عشبية وصخرية ومرجانية غطتها الرمال بكميات كبيرة.

نحن بدأنا الآن بمشروع مصغر لمعرفة ما إن كان بالاستطاعة سحب هذه الرمال شريطة عدم التأثير على القاع البحري الطبيعي المتمثلة في الأعشاب البحرية والشعب المرجانية المتبقية، وخصوصاً أن مساحة كبيرة تأثرت بأمور أخرى ليست الرمال، وهي مثل ارتفاع درجة الحرارة التي ألحقت أضرارا بمساحات كبيرة من المرجان.

وما مدى نفع هذه الآلية لسحب الرمال في إعادة الحياة لهذه الفشوت؟

- سنتأكد أولاً من معرفة ما إن كانت هذه الطريقة جيدة أم لا، وسيتم اعتمادها لمناطق أخرى في حال تأكد ذلك، علماً بأن بعض الصيادين تقدموا لإدارة الثروة السمكية بملاحظات على بعض هذه الفشوت التي تأثرت بتراكمات الرمال الطبيعية وبالتالي تأثر مصادر الصيد وتحولها لمواقع جرداء من الثروة السمكية.

وهل هناك مناطق محددة ستبدأون العمل انطلاقا منها حالياً؟

- مبدئياً سنبدأ بفشت العظم الذي يعتبر من أكثر الفشوت التي تأثرت بفعل هذه التراكمات، على أن يتم تركيز العمل (سحب الرمال وتنظيف المنطقة) بموقع هذا الفشت فقط، وإذا نجحت، ستتم مواصلة عملية التنظيف وسحب الرمال بمناطق أخرى.

ماذا عن جمع المعلومات عن المناطق الأكثر تضرراً من هذه التراكمات؟ هل لديكم معلومات أو إحصاءات بشأنها؟

- هناك مناطق عدة حقيقة في البحرين تم اعتمادها لدى الهيئة لسحب الرمال منها وإعادة تنظيفها بعد تعرضها للتراكمات طوال الأعوام الطويلة الماضية، لكننا نعمل حالياً على جمع معلومات أكثر بالتعاون مع الصيادين.

من سينفذ عمليات السحب والتنظيف؟ هل الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية، أم شركة مختصة في هذا الجانب؟

- سيتم تنفيذ المشروع من قبل الهيئة وبالتنسيق مع أصحاب المشروعات الاستثمارية الساحلية، التي من ضمن الشروط المتفق عليها معها تنفيذ مشروعات للمحافظة على البيئة والمساعدة على إنشاء بيئات طبيعية محلياً، على أن تتكفل الأخيرة بدعم تكاليف هذه المشروعات. وعلى سبيل المثال، مشروع جزر أمواج الإسكاني الاستثماري، وكذلك درة البحرين قاما بدعم مشروعات لتنمية البيئة بالمنطقة المحيطة بالتنسيق مع الهيئة.

وهل تلزم الهيئة أصحاب مشروعات الدفان الاستثمارية الساحلية بإعادة إحياء المنطقة؟

- فعلاً، ويعتبر شرطاً من الشروط التي تعطى على أساسها التراخيص، علماً بأن بعض المشروعات بدأت بدعم البيئة وتنميتها وإنشاء الصناعية منها، لكن نحن نتريث بعدم طلب ذلك من الشركات خلال الوقت الحالي، لأن بعض المناطق مازالت عمليات الدفان والحفر قائمة فيها، وبالتالي يعتبر وضع مثل هذا النوع من الأجسام في قاع البحر (الشعاب المرجانية الصناعية) ستتأثر بفعل الدفان، وبالتالي لن نكون قد أدينا أية نتائج.