العدد 2847 - الثلثاء 22 يونيو 2010م الموافق 09 رجب 1431هـ

نحو مجلس حقيقي للتعاون بين دول الخليج

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

بعد مرور سنوات طويلة على إنشاء منظومة مجلس التعاون الخليجي، كتكتل إقليمي مهم على مستوى المنطقة العربية بل والمستمر حتى الآن في مقابل التجارب العربية الأخرى، إلا أنه يبقى دون مستوى تطلعات شعوب دول المنظومة الخليجية وطموحاتها خاصة أنه لا يعمل على أطر التعاون بقدر تحوله في بعض السياسات إلى أطر من التنافس، وهو ما يعني أن ما تأسس المجلس من أجله لم يترجم عبر سياسات توحيدية تعمل من أجل هدف مشترك لجميع الدول الأعضاء لأن ما يحدث على أرض الواقع هو عند البعض ترجمة لسياسات منفردة وتنافسية سواء كان هذا في مجال إقامة المصانع أو المراكز المالية والمصرفية أو حتى الفعاليات الرياضية وغيرها.

إن المتابع لسياسات مجلس التعاون قد يشعر في بعض سياساته أنه لم يسوِّق لفكرة مجلس موحد سوى في الشعارات والاجتماعات الدورية بينما ما يحدث هو أشبه ما يكون بسياسات منفصلة قد تضر في المستقبل على وحدة سياسات هذا المجلس. لذا من الضروري أن تكون أطر التعاون محددة وسياسات تكاملية بحيث يحدث التنافس ضمن إطار السوق الموحدة وليس ضمن أسواق ومشاريع منفصلة تنفرد بها كل دولة من دول المنظومة الخليجية ليتحول بعدها التنافس إلى تنافس سلبي بدلاً من شكله الإيجابي.

ونتيجة لذلك فإن أي تنافس سلبي لا أعتقد أنه سيحقق معادلة التعاون الذي تتحدث عنه بتفاؤل الدول الأعضاء، وخصوصاً أن العديد من المراقبين يرون أن حركة المال والبضائع والمواطنين بين دول المجلس مازالت ليست بالمستوى الذي يحلم به المواطن الخليجي مقارنة بالمكتسبات والميزات التي يحصدها المواطن الأوروبي من منظومة الاتحاد الأوروبي.

يقول أوروبيون مطلعون على مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون إن الأخير حتى الآن لا ينطلق من موقف موحد فيما يتعلق في مفاوضاته مع الأوروبيين الذين يحبذون رؤية دول مجلس التعاون تعمل في إطار سوق خليجية مشتركة فعلية، وهو ما لم يحصل حتى الآن ربما بسبب اختلاف الأولويات لدى دول المجلس، مثل معارضة عدد من الدول الخليجية بشأن تضمين اتفاق حقوق الإنسان، وتفاوت أهمية الصادرات الخليجية بين أعضاء المجلس، بالإضافة إلى استمرار ارتباط العملات الخليجية (ما عدا الكويت) بالدولار الذي لم يساعد حتى الآن في التوصل إلى اتفاق.

إن التعاون الحقيقي بين دول المجلس يجب أن يكمن في التغلب على أوجه الاختلاف وإزالة الحواجز التي تحدُّ من تنفيذ السياسات التوحيدية.

أما في موضوع المفاوضات الأوروبية حول اتفاق التجارة الحرة فإن الأوروبيين يشعرون أن مصالح اتحادهم الاقتصادية والتجارية مصانة سواء تم التوصل إلى اتفاق مع دول مجلس التعاون أم لم يتم.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2847 - الثلثاء 22 يونيو 2010م الموافق 09 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 9:38 ص

      مواطــــــــــــــــــــــــــــــــــن

      انا اخالفك الرأي .. انتي ماسمعتي الإغنيه اللي تقول (مصيرنا واحد وشعبنا واحد ...!!!) شاعر كتب الكلمات وفنان غناها وفرقه موسيقيه طول بعرض تعزف وراه وبعد هالتعب والمجهودكله تبين نكذبهم ونصدقك ..!! لانسمح لكِ إستاذتنا مريم فعددهم أكثر إبتداءً من الشاعر وحتي الطبال فمن نصدق ..؟؟

    • زائر 5 | 5:46 ص

      المشكلة في عقليتنا .....

      شلون تبون تعاون إذا كل بلد ماينسى الماضي وكل واحد يبي يكون في الواجه .....إذا تخلينا عن هذه العقلية راح نكون تعاون قوي ....

    • الصريحه | 5:10 ص

      نعــــــــــــــــــــم نريد مجلس تعاون حقيقي

      بصرف النظر عن موضوع العملة الخليجية الموحدة والسوق الخليجية المشتركة وووووو وكل مايصب في القالب الاقتصادي ولو كان مهما في حد ذاته ولكن الأهــــــــــــــــــــــــــــــم هو الجانب الأمني
      هو ترسيم الحدود بين دول الخليج لاسيما الحدود البحرية لتجنب الاشكالات التي حدثت في الأسابيع السابقة مع دولة خليجية شقيقة
      نريد تعاون فعلي واقعي ملموس يخدم المواطن الخليجي يعكس الاسم والمسمى وليس شعارات براقة!!!!!!!

    • زائر 4 | 2:36 ص

      ابو الحسن

      اضافة على الإخوة : الأمر يتعلق اولاً بالإرادة السياسية (ماكو)ثانياًبحب الشعب كل الشعب (ماكو)ثالتاًوهو الأهم(كما اعتقد)خمامالأرض من شيئين 1/المفسدين،المتنفذين، الطماعين،المناعين للخير،والقائمة تطول.2/التجنيس المقنن كبقي الدول(عقول)وليس اي عقول ،عقول ينفع الله بها البلد ،وليس تطبيل وتزمير ونفاق ومجاملات وفتن ضدآخرين لأنه ضد البلد حقيقةً ويكفي مابنا من بلاوي على أكثر من صعيد بسبب التستر على العيوب والتملق 0حب الوطن من الإيمان)

    • زائر 3 | 2:08 ص

      بس

      حبر على وراق .. والتوصيات في الادراج !!

    • زائر 2 | 1:53 ص

      الحجى

      لان كل دوله لها مستشارينها . مستشار سياسي ... مستشار اقتصادي ... مستشار عسكري ... مستشار ........ الخ با كثرهم في الخليج.نعم الزعماء في الاجتماعات العامه والمغلقه يتفقون على قرارات واشياء كثيره وتنشر في الجرائد ونحن نقرأها ونستبشر خيرا ... لما فيه خير وصلاح لجميع دول الخليج .لاكن كل زعيم يعرض هاذه القرارت على مستشارينه وكل مستشار يدلو برأيه من ايجابيات وسلبيات هاذه القرارت لو طبقت . وفي النهايه لا اطيل عليكم .... تدرون منهو الخسران .

    • زائر 1 | 12:42 ص

      الى متى

      إي مستقبل لمجلس التعاون ومن يمثل مجلس التعاون في غياب الإرادة وتحكم الأجانب في مقدراته وهل تملك شعوب مجلس التعاون زمام أمورها أم أن مقولة – يشقى بنوها والنعيم لغيرهم فكأنها والحال عين عذارى _ هي التي تنطبق عليهم وما هو حجم القوى العاملة الأجنبية وكم عدد المجنسين في البحرين الذين استحوذوا على كل شيء وامتد نشاطهم إلى دول المجلس فمشوار إصلاح مجلس التعاون طويل وأول خطوات الإصلاح تفريغه من المجنسين والأجانب

اقرأ ايضاً