العدد 2848 - الأربعاء 23 يونيو 2010م الموافق 10 رجب 1431هـ

عثراتٌ على طريق الأمل

ارتشفت كوباً من القهوة الساخنة وتنقلت بين صفحات الكتاب الذي بين يديها... تعمقت في قصص بعضهم من النساء والرجال، هؤلاء الذين تعرضوا إلى أصعب الظروف وأقساها، لكن بفضل العزيمة والإرادة نجحوا بكل جدارة. هيفاء لم تصدق قصصهم فعلامات التعجب كانت أبرز ملامحها، أغلقت الكتاب بعدما نعست ونامت على الكرسي في غرفة النوم؛ فتحت عينيها بتثاقل بعدما كانت ليلتها مكللة بالكوابيس المزعجة والسيئة. ذهبت إلى الحمام، ومن ثم غيرت ملابسها بصعوبة كبيرة أشعرتها بالحسرة برهة؛ نظرت إلى وجها في المرآة، بدى شاحباً ومرهقاً، والتجاعيد بدأت بالظهور وهي في ريعان شبابها لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها... ذهبت لأخذ الكتاب الذي كانت تقرأه في الليلة الماضية من غرفة النوم ولتتحرك بخطوات بطيئة نحو الصالة؛ وهي تفكر بأحوالها السيئة فهي أصبحت ثكلى... شردت بذهنها إلى مستقبل طفلها كيف سيعيش في هذا الزمن العصيب؟؟!! عيناها السوداوان تذرف دموعاً لؤلؤية بشدة الهجير والصهد لطالما بكت بشدة وحرقة، واسترجعت بذاكرتها فما حدث لا يمكن أن ينسى؛ فقد أصبحت أرملة بعدما تعرضت لحادث مروري مروع راح ضحيته زوجها وطفلها التوأم الذي كان في بطنها. حادثة لا تذكر إلا معها سرير المستشفى ووجه الممرضة التي تداوي جراحها وآلامها؛ كانت شبه فاقدة الوعي تسمع الأصوات فلا تدرك من حولها وإلا ضباب حول عينيها؛ حتى خمسة أيام من الحادث عندما بدأت صحتها بالتحسن قليلاً بفضل المغذي والدم الذي نقل إليها. تساءلت عن زوجها أين هو؟؟ سألت الممرضة عنه فرفضت التحدث... الاضطراب والصمت والقلق كان سيد الموقف في هذه اللحظات المحزنة؛ دخلت الطبيبةُ التي تشرف على صحتها وقالت لها: منذ خمسة أيام تقريباً تعرضتِ لحادث مروري أنتِ وزوجكِ واضطررنا إلى أن نجري لكِ عملية جراحية لتسبب الحادث بوفاة أحد التوأئم في بطنكِ وبقاؤه يعني وجود خطر مؤكد على صحتكِ، والآخر ولله الحمد بصحة وعافية وحالته الصحية أيضاً مستقرة، وأنتِ يا عزيزتي حافظي على صحتكِ لتقوي على النهوض؛ هيفاء كانت تبكي، كيف لا وهي فقدت أحد أولادها والذي تربى في أحشائها... خففت الطبيبةُ نحيبها وأردفت قائلة: بعد خمسة أيام ستخرجين من المستشفى معافاة بإذن الواحد الأحد. أطرقت هيفاء لحظة وأردفت: هل لي بسؤال؟؟ أجابت الطبيبةُ: نعم ولكن بشرط ألا يتعلق بطفلكِ الراحل... قالت هيفاء: أتعلمين أين هو زوجي؟؟ فمنذ حدوث الحادث لم أره هل لكِ أن تتصلي به؟؟ تغيرت ملامح الطبيبة وبدأت بالارتباك ماذا أقول لها؟ أأقول الصدق أم ماذا؟؟ نظرت هيفاء إلى ملامح وجه الطبيبة بعينين محتارتين تبحث عن الإجابة وقلب مضطرب يا ترى لماذا هي بهذا الشكل ما الذي حدث يا ترى؟؟ ترددت الطبيبةُ في أن تقر بالحقيقة المُرة. قررت قبل أن تخبرها أن تتصفح ملفها وتتصل بأحد أقاربها ليخبرها، فمن الأفضل أن تفعل ذلك... قرأت المعلومات عن هيفاء فوجدت أنها غريبة ليس لها أحدٌ في هذا البلد سوى زوجها فقط... الدهشة والحزن ملأ قلب الطبيبةُ، صرخت هيفاء قائلة: أجيبيني، سرحت الطبيبةُ بعاطفتها وواجبها وضميرها الإنساني الذي يحتم عليها أن تقف إلى جانب هيفاء؛ رددت هيفاء نداءها للطبيبة أتسمعينني أرجوكِ أعلميني أين هو زوجي؟؟ أجابت الطبيبةُ بعدما قالت لها الممرضة إن هيفاء تتحدث إليكِ، خيم الصمت على الغرفة... جلست الطبيبةُ بجانب هيفاء على السرير ومسحت على شعرها برأفة وحنان وقالت: عزيزتي إن زوجكِ تحت رحمة الباري عز وجل فهو يرقد في غرفة العناية الفائقة منذ حدوث الحادث لكما، ويسألكِ الدعاء له بالصحة والعافية. أغمي على هيفاء فوراً عند سماعها الخبر وسقطت بين يدي الدكتورة كزهرة ذابلة، طلبت الطبيبةُ من الممرضات أن تعطى هيفاء العناية الخاصة اللازمة لتخفيف الصدمة. وكونها حاملاً ولأنها تعلم أن أمام محمد زوج هيفاء أياماً معدودة من حياته، وليس بيد أحدٍ شيء سوى طلب الشفاء من الخالق؛ بعد أربعة أيام... هناك في تلك الغرفة التي عُلق على بابها ممنوع الدخول والأجهزة الطبية تملأ كل زاوية من زوايا الغرفة وتكاد أن تكون أشبه بالصندوق الصغير المحكم الغلق الذي يستحيل فتحه إلا لمن يملك مفتاح القفل... بالتحديد في الساعة الثالثة فجراً توقفت الدقات عن النبض وأشارت الأجهزة بصوتها المخيف إعلان الحداد والحزن السرمدي. سار الطاقم الطبي بخطوات سريعة ومتتالية كالطائر الذي يريد أن يحمي صغاره من الهلاك والأذى... فُتح باب الغرفة وتوجه الطاقم لمحمد يحاولون بكل الطرق إنقاذه لتعاد النبضات إلى الخفقان ولكي يتنفس من جديد ويعيش وإن كان بين ثنايا الأجهزة؛ لا فائدة ترجى، إنه إن انتقل إلى رحيم العباد فهو رؤوف بعباده في كل ما يفعله. طلب الطبيبُ أن ينقل محمد إلى الثلاجة إلى أن يتسلم ذووه جثته ليتم دفنه بعدها... تساءل الطبيبُ عن أهله لم يرهم منذ دخوله المستشفى. تكلمت إحدى الممرضات وهي تقوم بعملها وقالت: مسكينة يا هيفاء إن محمداً قد رحل ولا يوجد لكِ أحدٌ الآن وفي بلد الغربة أيضاً... سمع الطبيبُ حديث الممرضة وتأثر تأثراً كثيراً وعلم عند اطلاعه على مقتنيات محمد الشخصية أنه ليس مقيماً في هذا البلد العربي وإنما جاء هو وزوجته للعمل، حيث كثرت البطالة في بلده؛ في الساعة الواحدة ظهراً قدِمتْ الطبيبةُ التي تشرف على حالة هيفاء الصحية إلى المستشفى لبدء دوامها... ذهبت إلى مكتبها لتضع حقيبتها وتستعد للعمل بعد أن لبست سماعتها الطِبية، وخرجت إلى الممر لتسمع ما لم يكن في الحسبان، عندها توجهت لتعاين مريضاتها وأدلت بنصائحها الطِبية، ومن ثم خرجت من غرفهن لتذهب إلى غرفة هيفاء، حيث ظلت تفكر بطريقة تخبر بها هيفاء دون أن تحدث وجعاً في قلبها المرهف... وصلت فطرقت الباب ودخلت فوجدتها خاشعة باكية كالملاك الحالم في صلاتها... تصفحت ملفها فتيقنت أنها تستطيع منحها تصريحاً للخروج من المستشفى. انتهت هيفاء من صلاتها وساعدتها إحدى الممرضات بخلع خمار الصلاة... تحدثت الطبيبةٌ إليها قائلة: أثابكِ الله... ابتسمت هيفاء وجلست بجانبها الطبيبةُ وقالت: أصبحت صحتكِ ممتازة ويمكنكِ الخروج من المستشفى اليوم. أمسكت بيدها وسألتها: هل يمكنكِ أن تتحدثي عن أسرتكِ؟ أجابت هيفاء وهي مطرقة الرأس: لم يبقَ لي سوى زوجي، حيث تساقطت دموعها تلو الأخرى عندها. أخذت الطبيبةُ القرآن الكريم ووضعته بيد هيفاء وقالت: أنتِ ياهيفاء إنسانة مؤمنة بالقضاء والقدر. فكلنا معرضون للفناء، والصبر مفتاح لكل مصيبة مهما عظمت فالبلاء الذي ينزله الباري عز وجل على عباده امتحان يريد أن يرى مدى قوة إيمانهم وثباتهم على هذه العقيدة السامية... عزيزتي لا أدري كيف أخبركِ بالأمر لأن من الصعب أن يخفى عنكِ... إن محمداً زوجكِ يطلب منكِ أن تدعو له بالمغفرة وأن ينعم في الجنات الثماني... هيفاء لم تصدق ما يقال لها، وشعرت بأن سهماً مثلثاً يخترق قلبها الرقيق فيحدث فيه جرحاً عميقاً ينزف بشدة يصعب معالجته... رددت هيفاء بصوت واهن وحزين: لا لا لا تدعوه يذهب... بكاؤها كان كزلزال دمرت به أركان المستشفى... استسلمت لنحيب عالٍ وذبلت مرة أخرى لتفقد هذه المرة ذاكرتها تسعة أيام جراء الصدمة التي تعرضت لها عند سماعها الخبر؛ الأجهزة محاطة ولا تعرف أين هي أيضاً... كانت ترفض كل ما يقدم لها من الطعام والشراب وأضحت وردةً بلا أوراق تتساقط يوماً تلو الآخر... مرت الأيام بسرعة إلى أن وصل اليوم العاشر الذي شكرت الطبيبةُ الله سبحانه وتعالى لرجوع ذاكرة هيفاء... في صبيحة ذلك اليوم استيقظت هيفاء لتطلب الطبيبةُ، حيث حضرت فوراً إلى هيفاء قبلتها وقالت لها: حمد لله على سلامتكِ يا عزيزتي سأعاينكِ الآن وأطمئن على صحتكِ وصحة الجنين، مرت الأسابيع بسرعة كبيرة ففي كل يوم تتعرض هيفاء للعلاج النفسي لكي تقدر على النهوض في هذه الحياة الصعبة؛ جاء اليوم الأخير لهيفاء في المستشفى لينتهي علاجها في هذا اليوم ولكن هناك شيء لم يحدث في الحسبان؛ فعندما أرادت الوقوف بقدميها لم تستطع حسِبتْ أن جلوسها على الكرسي المُدولبْ فترة مؤقتة لا دائمة... وطلبت منها هيفاء أن تذهب إلى المقبرة، حيث دفن محمد... القرآن بين يدها بكت بصمت ورتلت سوراً من الذكر الحكيم على قبره ونثرت الورد الأبيض وتركته عندها وصلتا إلى الشقة التي تقطن فيها هيفاء بعد أن أعطتها العنوان مسبقاً... فتحت باب الشقة فرأت العنكبوت أسست لها بيتاً والغبار الكثيف كان متناثراً بين أرجائها... قالت الطبيبةُ: ما رأيكِ يا حبيبتي أن تجلسي عندي عدة أيام ريثما أبعث خادمتي لتنظف الشقة. فأنا أعرف جيداً أن ليس لديكِ أحد وليس لديكِ الطاقة الكافية للعمل. كل هذا حيث سيجلب لكِ المشقة والإرهاق ولو قررت الرجوع إلى بلدكِ فإن إجراءات الرجوع تأخذ وقتاً طويلاً يصل إلى شهور عديدة ولن تحصلي على أحد هناك، ظروفكِ أعرفها جيداً فأنا أختكِ في الغربة فلا تنسي ذلك يا غاليتي... هيفاء لا تعرف ماذا تقول، خرجتا من الشقة وسارتا نحو منزل الطبيبة وطلبت الطبيبةُ من الخادمة إعداد وجبة صحية متكاملة لهيفاء عندئذ تكلمت هيفاء وقالت: لا أريد شيئاً قالت لها الطبيبةُ أنسيت أن هناك طفلاً يحتاج إلى الغذاء وهو في بطنكِ؟؟ توجهت الطبيبةُ وهي تجر هيفاء بكرسيها المُدولبْ إلى غرفة واسعة بها مجموعة من الكُتُبِ المتنوعة إلى جانب التلفاز وتميزت بروعة الزخارف والتصميم الباهرة التي تبعث الراحة والابتهاج إلى كل من يرمقها بعينين مدهوشتين... قالت الطبيبةُ: ها هنا الجرس إن احتجتني فما عليكِ إلا أن تضغطي الزر الأزرق... خذي راحتكِ في المنزل يا عزيزتي فإن زوجي ليس هنا لأنه مسافر وسيعود بعد أسبوعين... احتارت ماذا تقول لها هيفاء فكلمات الشكر لا توفي حقها فعلاً، فمن سيتحمل كل هذا العناء؛ ساعدت الطبيبةُ هيفاء بخلع جلبابها لتتوضأ لإقامة الصلاة... تركتها لوحدها وطلبت منها تناول الغداء، خرجت هيفاء وهي تدفع عجلات كرسيها ومعها الطبيبةُ في حديقة المنزل... الزهور الزاهية التي تبعث الطمأنينة والسعادة وتنشر عطرها الزكي لتجذب الناظر إليها. ابتسمت هيفاء لها لكن قلبها متشح بالسواد واليأس من هذه الحياة التي أصبحت معتمة بنظرها... الأيام تجري بسرعة وشقة هيفاء جاهزة للسكن والمعيشة. في هذه الأيام بدأت الطبيبةُ تزرع شيئاً فشيئاً روح الأمل في نفس هيفاء التي أصبحت مكبلة بقيود اليأس ونسيان مفتاح الأمل الذي هو بيد مدبر الأمور... كانت الطبيبةُ تخصص وقتاً لهيفاء وخصوصاً بعدما انتقلت إلى الشقة سعياً لإعادة القبس في حياة هيفاء، كان اهتمام الطبيبةُ بهيفاء، تزورها كل يوم، وتجلب الكتب إضافة إلى الطعام، ولكن عند مغادرة الطبيبة الشقة تبدأ هيفاء بالبكاء العنيف، حيث إنها تصورت نفسها ككعبة للرزايا، الكوابيس المرعبة تلاحقها والأرق الذي يصاحبها كل ليلة وكأن حقبة من الزمن مرت على وفاة محمدْ خصوصاً أنها لا تملك مالا،ً وديون البنك تلاحقها. فهي لا تعمل وحالتها الصحية لا تسمح بالعمل لها، ولطالما اتصلت بالشركات الخاصة للبحث عن وظيفة شاغرة فمحمدْ كان مكسبه قليل وهي لا تدري ماذا تفعل؟؟ كثيراً ما فكرت بالتخلص من طفلها لكنها تذكرت أن الخالق هو مدبر لكل مصيبة مهما صعبت لأنه هو الذي خلق عباده ويستحيل أن يتركهم في مصائبهم؛ شهر ونصف مضى على وفاة محمد وهي في شهرها السادس من الحمل، حيث تحسنت حالتها الصحية والنفسية. فكانت طوال يومها تقرأ القرآن الكريم فيزداد إيمانها وتمسكها بالله فهو الرؤوف وأن تستعين به في كل الأمور، حيث بذرت في قلبها بذرة يانعة ترفض اليأس تحيا بالأمل والضياء؛ مسحت دموعها وقررت ألا تدع اليأس يسيطر عليها وتذكرت أنها مرت بعاصفة مؤلمة وعصيبة وتجاوزتها. فهي الآن في شهرها السابع، سمعت صوت الجرس... تذكرت أنها الطبيبةُ نعم اتصلت بها بالأمس أطلب منها المجيء... دخلت الطبيبةُ وجلست بجانب هيفاء وقالت: بالأمس اتصلت بكِ وطلبت منكِ الحضور إلى هنا؛ لأنني عازمة على خطوة مهمة في حياتي... كما تعلمين أنني حاصلة على شهادة جامعية في تصميم الأزياء وقررت أن أصمم بعض الأزياء وأعرضها على دور الأزياء فإن قبلوا بالتصاميم تعاقدت معهم مقابل أن أسلمهم التصاميم في التاريخ المتفق عليه واستلم منهم مبلغاً من المال لا يهمني المبلغ، بل يهمني نجاحي في هذه الخطوة وإن لم يعجبهم فهذا ذوقهم ولا يعني فشلي، فليس من الضروري أن أنجح في كل عمل أقوم به، فالفشل لا يعني نهاية الحياة وإنما بداية طريق النجاح والازدهار... قالت لها الطبيبةُ: أحسنتِ يا عزيزتي من اليوم ابدئي بالعمل... قامت هيفاء بتصاميم عديدة مزجت فيها الأزياء الشرقية والغربية وزينتها بالألوان والنقوش الفاخرة لتكون بالفعل تصاميم مميزة وراقية، قامت بعرضها على دور الأزياء فكانت تجذب المصممين المحترفين وخصوصاً أنها بهذه المهارة والدقة رغم عدم قدرتها على الحركة، عندها تعاقدت مع ثلاث دور للأزياء... فكسبت مبلغاً جيداً من المال خلال شهرين، بقي أسبوع واحد عن موعد ولادتها وقد حضرت جميع مستلزمات طفلها المنتظر وسددت ديوان زوجها بالمال الذي جنته من التصميم بعرق جبينها، حانت ساعة الولادة وكانت بجانبها الطبيبةُ في كل لحظة والجميع يحثها على التخلص من الجنين لصعوبة عملية الولادة لأنها مقعدة ولكنها رفضت بسبب الإرادة والعزيمة والإيمان القوي بأن الله سبحانه وتعالى لن يتركها في أصعب الظروف... ما تملكه هيفاء كافٍ للتغلب على كل المخاوف والآلام التي ستلاقيها في ساعة الولادة... «أمل» هي فرحة هيفاء الكبرى وخصوصاً أنها لا تعاني من أي مرض... السنين تمضي و»أمل» أصبحت في السنة الرابعة من عمرها، وهيفاء تطورت ونجحت في عالم التصميم فقامت بخطوة مهمة بفتح دار للأزياء، بعدما كسبت الكثير من ذلك تقدم الكثير للزواج منها، فهي مازالت شابة ليس طمعاً بمالها وإنما طمعاً بجوهر قلبها الشفاف الذي يشبه الماء في صفائه ولُبه... لكنها رفضت لأنها قررت أن تهب سنين شبابها لابنتها لتكون مثل الشمعة التي تحترق من أجل أن تضيء العتمة وبذلك تحرق حقول اليأس ولتزرع زهر الأس في دروبها المعطاءة.

العدد 2848 - الأربعاء 23 يونيو 2010م الموافق 10 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً