ذكرت تقارير صحافية عربية بأنه وعلى رغم أن موسم الصيف كان التوقيت المميز لإنعاش سوق الكاسيت، إلا أن ملامح هذا الوضع بدأت في التغير وسط ظروف إنتاجية صعبة وخسائر فادحة تلاحق شتى الجهات، وفي مصر الوضع الغنائي في خطر وتكاد الألبومات الغنائية تنعدم خوفا من الفشل، إذ إنه حتى لحظة كتابة هذه السطور... لم يصدر سوى ألبوم «هي» للمطرب مصطفى قمر، الذي لم يحقق النجاح المرجو، على رغم أنه جاء بعد غياب طويل لقمر امتد لما يقرب من 3 سنوات، منذ أن قدم ألبوم «لسه حبايب».
الموسيقار حلمي بكر أكد أن إنتاج الكاسيت يواجه مخاطر كثيرة، أهمها عدم وجود مواهب غنائية شابة تستقطب اهتمام الجمهور، بعد أن أصبح الموضوع مرتبطاً بالشكل دون النظر إلى الموهبة أو قيمة ما نسمعه، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة أثرت بشكل سلبي على الإنتاج الغنائي، وأصبح المنتجون يرفضون المغامرة لأن القرصنة تشكل عائقاً أمام تحقيقهم لأرباح أو حتى تعويض ما تم إنفاقه.
بكر أوضح أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت أيضا في ضعف الإقبال على شراء الألبومات الغنائية، لأن هناك وسائل حديثة تمكن الناس من سماع آلاف الأغاني من دون أن ينفقوا أموالا باهظة.
المنتج محسن جابر الذي كان هو صاحب مغامرة تقديم ألبوم «هي» للمطرب مصطفى قمر وسط ظروف إنتاجية غير مضمونة، يرى أن ما يحدث الآن من كساد في سوق الكاسيت سبق أن حذر منه، لكنه لم يجد تجاوباً من شتى الجهات المعنية، وبالتالي فإن الوضع سيزداد سوءا وسيستمر هذا التدهور، وأنه كمنتج سيعيد حساباته لأنه لا يمكن أن يقبل الخسارة رغم حبه الشديد للفن ورغبته في التواصل مع الجماهير العربية الذواقة.
المطربة مي سليم ـ التي ستطرح ألبومها في الفترة المقبلة ـ أشارت إلى أنها قررت التوقف عن تقديم ألبومات جديدة، لأنها أدركت الآن أن إنتاج ألبوم غنائي لم يعد ذا جدوى، كما أن موسم الصيف الغنائي أصبح عادياً للغاية ولن يشهد حالة من الرواج مثلما كان يحدث في السنوات الماضية، حيث تبدلت الأوضاع وأصبح الألبوم الغنائي مستهدفاً من قبل القراصنة الذين ينقلونه سريعاً إلى شبكة الإنترنت بمجرد صدوره.
مي سليم ـ التي أوكلت توزيع ألبومها الجديد إلى شركة روتانا ـ أوضحت أن الكيانات الإنتاجية الغنائية في طريقها إلى التوقف عن نشاطها، وهذا ما حدث مع شركتها «O MUSIC» التي وجدت أن الإنتاج الغنائي غير مجدٍ، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة ليست في صالح سوق الكاسيت.
أما المطرب إيساف ـ الذي انفصل عن شركة جودنيوز التي أنهت علاقتها بمعظم مطربيها ـ فأكد أن الاتجاه للتمثيل هو الطريق الأمثل أمامه لكي يواصل مشواره الفني، نظراً لضعف الإنتاج الغنائي وكذلك قلة الحفلات وزيادة عدد المطربين والمطربات بشكل كبير، وعلى من يمتلك الموهبة أن يدافع عن حقه في التواصل مع جمهوره، لأن هناك من يمتلكون فرصة التواجد بين الناس على الرغم من عدم أحقيتهم بذلك... وهذا شيء مؤسف.
في حين أشار الشاعر أيمن بهجت قمر... إلى أن مستقبل سوق الكاسيت في خطر، وهذا سيؤثر سلباً على جميع صناع الأغنية، ولذلك لابد من إيجاد حلول سريعة للحفاظ على الإنتاج الغنائي ودعم الشركات التي من حقها أن تعوض ما تنفقه على الألبومات.
كما أن الإحباط الذي يسيطر على المواهب الغنائية الشابة سيقتل الطموح بداخلهم، فهم يشعرون الآن بأن تقديمهم لألبوم غنائي أمر مستحيل رغم اقتناع الكثير من الجهات بهم.
العدد 2850 - الجمعة 25 يونيو 2010م الموافق 12 رجب 1431هـ