اختلفت وجهات سفر المواطنين هذا العام، في الوقت الذي اختار فيه عدد من المواطنين قضاء رحلة سريعة خارج البحرين، وذلك لقصر إجازة الصيف من جهة وارتفاع أسعار تذاكر السفر بنسبة تتراوح ما بين 50 و70 في المئة وذلك بحسب ما أكد وكلاء السفر

ومع تنوع وجهات السفر التي اختارها المواطنون هذا العام، إلا أن الشكوى كانت واحدة وهي قصر إجازة الصيف فبعد أن كانت الإجازة تمتد إلى 3 أشهر فإنها الآن أصبحت شهرا ونصف الشهر، وخصوصاً مع قرب شهر رمضان المبارك، إذ إن غالبية المواطنين يفضلون قضاء شهر رمضان في البحرين.

وفي هذا الصدد، قال صاحب حملة المواسم جاسم أبل: «إن نسبة إقبال المواطنين على السفر هذا العام أفضل من العام الماضي وخصوصاً أنه في العام الماضي كان الجميع يواجه تحديا مع انفلونزا الخنازير، إلا أن الأجواء هذا العام أفضل بكثير، وخصوصاً مع تلاشي التخوف الذي كان سائداً لدى العديد من هذا الفيروس».

وأضاف أبل في حديث إلى «الوسط»، أنه «على رغم أن الإقبال على السفر هذا العام جيد، فإن ضيق الوقت لقدوم شهر رمضان عكر صفو بعض الأجواء، إلا أن الإقبال يظل أفضل من العام الماضي».

ولفت إلى أن هناك إقبالا على السفر إلى الدول الأوروبية والآسيوية، مبيناً أن هناك مناصفة بين هذه الدول، مشيراً إلى أن حملة المواسم سجلت ما يقرب من 400 مسافر إلى الوجهات الآسيوية و300 إلى الوجهات الأوروبية، لذلك فإن نسبة الإقبال جيدة وموزعة بشكل متساو.

أما عن الأسعار فأكد أبل أن أسعار التذاكر ارتفعت، مرجحاً أن السبب يعود إلى قصر مدة الإجازة التي بإمكان المواطنين السفر فيها، لافتاً إلى أن فترة السفر خلال الأعوام الماضية كانت مفتوحة طوال فترة عطلة الصيف وهي ثلاثة أشهر، مبيناً أن قصر الإجازة حالياً بسبب قرب شهر رمضان.

وأوضح أن أسعار التذاكر ارتفعت بنسبة 70 في المئة، مشيراً إلى أن بعض شركات الطيران بدأت تضع شروطا كعدم الإلغاء خوفاً من ضياع الأرباح، أما عن أسعار الفنادق فنوه إلى أنه لا توجد طفرة في ارتفاع أسعار الفنادق كما في أسعار الطيران.

من جهته، قال مدير لبيك للسياحة «إنه على رغم وجود إقبال على السفر خلال هذا العام، فإن أسعار التذاكر تشهد ارتفاعاً، إذ بلغت نسبة الارتفاع في نسبة التذاكر بالنسبة لبعض الدول العربية كتركيا ومصر ولبنان 50 في المئة».

وأضاف أن «ارتفاع الأسعار قد يعود إلى إقبال الناس على بعض الدول، لذلك فإنه يتم استغلال الوضع ورفع الأسعار».

وأشار إلى أن نسبة الإقبال على السفر هذا العام جيدة، فهناك إقبال على جنوب شرق آسيا، مبيناً أن هناك بعض المكاتب التي تشتكي من عدم وجود إقبال من قبِل المواطنين، معتقداً بأن السبب أحياناً يكون عدم اللجوء إلى استخدام الإعلان الصادق الذي تتبعه بعض المكاتب، منوهاً إلى أن هناك وعياً لدى بعض المواطنين لذلك فإنه يتم تجنب الإعلانات غير الصادقة والتي تتضمن فنادق فخمة وغيرها من الأمور، لذلك فإن بعض المواطنين يتجنبون الإعلانات المضللة.

ولفت مدير لبيك إلى أن الأزمة المالية كانت سبب انخفاض الإقبال على السفر، مشيراً إلى أن الاستثمارات التي راح ضحيتها عدد من المواطنين لعبت دورا في انخفاض الإقبال على السفر أيضاً.

وتابع أن «قصر الإجازة وقرب شهر رمضان لعب دورا أيضاً في قلة إقبال المواطنين على السفرات الطويلة، إذ إن بعضهم فضل السفرات التي تكون قصيرة المدة وإلى أماكن قريبة وذلك لقرب شهر رمضان المبارك الذي لم يتبق عليه سوى شهر تقريباً».

أما الحملات فكانت لها وجهة نظر مختلفة وخصوصاً أن العديد منها شكى من قلة إقبال المواطنين على السفر ومن ارتفاع أسعار التذاكر من جهة أخرى، إذ قال صاحب حملة السجاد، فؤاد الجمري: «إن حجوزات المواطنين هذا العام جداً ضعيفة مقارنة بالأعوام السابقة وخصوصاً مع ارتفاع أسعار تذاكر السفر بنسبة تقارب 60 في المئة».

وأضاف أن «أكثر المواطنين المتوجهين إلى سورية باعتبارها مقصدا إلى العديد من المسافرين خلال فترة الصيف اختاروا السفر عن طريق البر، على رغم مشقة السفر عبر البر، وذلك بسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر، وخصوصاً أن بعض العائلات تكون كبيرة ولا يمكن تحمل كلفة تذاكر الطيران التي تتجاوز 200 دينار للشخص الواحد».

وتابع الجمري أن «غالبية المسافرين عبر الطائرة مكونون من عائلة صغيرة وعلى رغم ذلك فإن عددهم قليل جداً مقارنة بالأعوام السابقة».

وأكد الجمري أن قصر إجازة الصيف وعدم بدئها بشكل فعلي إلا في منتصف هذا الشهر وقرب شهر رمضان المبارك شكلا عائقين أمام الراغبين بالسفر، إذ إن غالبية الراغبين في السفر لا يستطيعون مغادرة البحرين بسبب قصر الإجازة وقرب شهر رمضان.

كما لفت الجمري إلى أن التكاليف التي ستتكبدها العوائل البحرينية خلال هذه الأشهر لعبت دورا في عدم الإقبال على السفر، مبيناً أن هناك العديد من المناسبات المقبلة التي تمنع العديد من المواطنين من السفر كشهر رمضان وعيد الفطر والعودة إلى المدارس.

إلى ذلك، اتفقت حملة الديري مع حملة السجاد، إذ أكدت إحدى المسئولات في الحملة أن نسبة الإقبال على السفر خلال هذا العام قليلة جداً، مشيرة إلى أن نسبة الإقبال على السفر إلى العمرة وإيران انخفضت هذا العام، مقارنة بالأعوام السابقة.

ولفتت إلى أن السبب يعود إلى قصر الإجازة وقرب شهر رمضان وكثرة المصاريف التي تنتظر المواطنين.

وذكرت أن غالبية المسافرين حالياً يفضلون السفر عبر البر وذلك لرخص التكاليف مقارنة بالمصاريف التي سيتم تكبدها عند السفر عبر الطيران.