العدد 2862 - الأربعاء 07 يوليو 2010م الموافق 24 رجب 1431هـ

التيار الديمقراطي... التيار الديني

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

كم هو مخجل أن تسمع كلاماً يعزز المفهوم المذهبي لا الوطني بلغة لا تخلو من الاستعلاء على باقي الأطياف السياسية التي تشكل مختلف القوى في البحرين... وهي لغة لا تعزز الحس والعمل الوطنيين بل تساهم في مزيد من الفرقة والتراشق فيما بين صفوف المعارضة متناسين أن ما جمع مطالب البحرينيين إبان حقبة هيئة الاتحاد الوطني هو الإنسان البحريني لا المسلم السني ولا المسلم الشيعي ولا غيرهما.

فقد كانوا يتحدثون بلغة واحدة وبأهداف مشتركة لم تقم على أسس طائفية أو عرقية أو مذهبية، ينادون إلى وحدة وطن اسمه البحرين لقهرالظلم الاستعماري.

إن الوحدة الوطنية هي التي تبتعد عن معتقدات الشخص؛ لأن هناك ضوابط. غير أن ما يخرج مثلاً من تصريحات بعض المنتمين إلى بعض التيارات الدينية يكرس للأسف نشر مفهوم خاطئ عن «العمل الوطني الديمقراطي». بمعنى آخر، يذهب في وضع مفاهيم تقسم المجتمع تخدم مصالح الطائفة في تناقض صارخ مع المبادئ الوطنية التي ينادون بها ويطرحونها، فهناك ازدواجية في الممارسة على أرض الواقع ولاسيما مع قرب موعد الانتخابات.

البحرين في القرن الماضي شهدت الكثير من الحركات والتنظيمات الوطنية من اليساريين والقوميين والبعثيين وهي تيارات عكست مراحل التحولات السياسية والاجتماعية التي عايشتها كجزء من تطور حراكها السياسي والاجتماعي مثلها مثل الدول العربية الأخرى. وهي تنظيمات عملت على روح وطنية واحدة ضمت الجميع دون النظر إلى المعتقدات أو العرق أو الإثنية. ولنطّلع على التنظيم اليساري لجبهة التحرير الوطني البحرانية وتاريخه في وحدة الصف، فهناك من ضحّى ورحل وهناك من مازال باقياً ينادي بالمبادئ نفسها حتى وقتنا الحالي رغم تفشي النعرات الطائفية.

من هنا نلاحظ أن بعض التنظيمات الدينية التي جاءت فيما بعد سعت ومازالت تسعى إلى فرض مفاهيم وتعاليم بعينها بالقوة على الآخرين؛ وهي هنا لا تتعلم أو حتى تستفيد من أسلوب المرجع الديني الكبير السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) في توحيد الشعوب والأمم في منطقتنا العربية.

ما أراه ويراه كثيرون غيري أن الساحة السياسية اليوم في البحرين بحاجة ماسّة إلى تحالف وطني - أي التيار الديمقراطي مع التيار الديني - والابتعاد عما يفرق وحدة الصف، والاتفاق على الخطوط الوحدوية بمختلف تلاوينها.

لذا من الضروري أن ننظر إلى العناصر التي توحدنا وعدم التمسك بنظرية الاستعلاء وتجاهل الماضي البعيد أو القريب، فلا يمكن لتنظيم واحد أن يقود الساحة؛ لأننا نعيش في زمن التعددية، بينما رياح التغيير التي عصفت على العالم وحتى على بعض دول الجوار لن تكون في منأى عن مناخنا السياسي. إن الوصول إلى البرلمان بقوى وطنية ضاغطة أفصل بكثير من قوة واحدة تعمل بحس الجماعة الواحدة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2862 - الأربعاء 07 يوليو 2010م الموافق 24 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:14 ص

      زور غصب

      تحالف قبل الانتخابات او بعدها مو مشكلة . لكن غصب زور تعالي يا الوفاق اعطينا الكراسي اللي بتحصلين عليها فهذا شي غير معقول. ويوم اللي تهب رياح التغيير الاوبامية على البحرين ويصوتون الناس الى جماعتش ديك الحزة عليش بالعافية.

    • زائر 6 | 7:49 ص

      الإندماج واجب

      إن الوصول إلى البرلمان بقوى وطنية ضاغطة أفصل بكثير من قوة واحدة تعمل بحس الجماعة الواحدة.
      أتفق معك وحتى أن هذا الإندماج يعزز موقف قوى المعارضة الدينية والوطنية ويسهل عليها العمل دون أن تتهم في عملها أو توجهها، فالدين لله والوطن للجميع.

    • زائر 4 | 2:44 ص

      لكي تسائلي الكتل الإيمانية... هذه الكتل رفع عنها القلم، لأنها تنطلق من منطلقات النصوص الدينية المطلقة ... هم لا يأتيهم الباطل لا من بين أيديهم و لا من خلفهم فكل ما يفعلونه صحيح و مسلم به، و حتى لو أخطأوا فلا يمكن لنا نحن العامة بخسهم أجرهم فمن يخطئ منهم فله أجر و من يصيب فله أجران - هذا و الله أعلم.

    • زائر 3 | 2:13 ص

      غريبة تصرفات بعض التيارات الليبرالية

      اسمع جعجعة ولا ارى طصحيناً
      المشكلة أنني كلما أقرأ ابحث عن مصاديق للجمعيات الاسلامية انها قالت كذا أو كذا ضد التيارات المذكورة ,,, لكنيي في واقع الحال لا ارى ذلك.
      فكيف تم بناء هذه النوع من التوهمات وما وراءها ام انها هواجس انتخابية وصلت الى هذا الحدلدى الجمعيات الليبرالية .

    • زائر 2 | 2:01 ص

      لترتفع رايات اليسار

      عاش حزب جبهة التحرير الوطني البحرانية -جتوب-

اقرأ ايضاً