تثير الحوادث التي يتعرض لها الأطفال عموماً، وحوادث الغرق في السواحل وبرك السباحة خصوصاً، مشاعر الحزن في نفوس الناس، لكنها تدفع في الوقت ذاته إلى ضرورة التوعية بأهمية مراقبة الأطفال في الرحلات.

ويتم سنويّاً، تسجيل حالات غرق بين الأطفال، ففي يوم الإثنين 21 يونيو/ حزيران الماضي، لقيت طفلة بحرينية تبلغ من العمر عامين حتفها غرقاً في بركة للسباحة بقرية عراد، بينما كانت بمعية ذويها هناك، فيما فارق طفل يبلغ من العمر 10 أعوام الحياة بعد غرقه في ساحل عراد يوم 16 يونيو الماضي، وذلك أثناء ارتياده مع اثنين من إخوته البحر بالقرب من ساحل قلعة عراد حيث تعتبر القرية من القرى التي تحوي العديد من المزارع والسواحل ويرتادها الكثير من المواطنين والمقيمين.

حملتان للتوعية بالمخاطر

وفي هذا الموسم، نفذت إدارة الدفاع المدني من جهة، والمحافظة الشمالية من جهة أخرى، حملتان لتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية مراقبة الأطفال خلال وجودهم في برك السباحة والشواطئ، وعدم تركهم وحدهم حتى لا تقع مثل هذه الحوادث المأساوية التي يروح ضحيتها أطفال أبرياء، ولفت النظر إلى ضرورة تطبيق إرشادات السلامة أثناء ارتياد البحر أو برك السباحة. وسجلت برك السباحة إقبالاً كبيراً من جانب المواطنين والمقيمين الذين أجروا حجوزات مبكرة، فيما يشير ملاك برك السباحة إلى صعوبة الحصول على أيام (شاغرة) للرحلات الاستجمامية إذ يمتد الحجز إلى الأسبوع الأول من شهر أغسطس/ آب المقبل، أي قبل حلول شهر رمضان المبارك بحوالي أسبوع.

ويتناول برنامج «عبر الأثير» في حلقة اليوم موضوع التوعية وتأكيد ضرورة مراقبة الأطفال في برك السباحة، إذ يقول المواطن بوحسين متحدثاً الى البرنامج إنه في حالة الذهاب إلى برك السباحة، فإن أول ما يركز عليه هو أن يكون مع أطفاله في الماء بعد أن يتأكد من ارتدائهم السباحات الواقية من الغرق، على ألا تغفل العين عن أي طفل موجود في البركة. ويرى أن من أسباب وقوع حوادث الغرق بين الأطفال انشغال الكبار عنهم في تجهيز الطعام أو ترك الأطفال في البركة أثناء أداء الصلاة أو الاستراحة، فيما ينشغل البعض بالتحدث عبر الهاتف النقال أو استخدام جهاز الكمبيوتر المحمول.

حملة «دير بالك عليهم»

خلال هذا العام، نفذت المحافظة الشمالية حملة للتحذير من حوادث الغرق في برك السباحة تحت شعار: «دير بالك عليهم»، وعنها قال رئيس العلاقات العامة بالمحافظة الشمالية مالك الغسرة: «إن فكرة الحملة انطلقت بناءً على وقوع حوادث الغرق في الآونة الأخيرة، وقامت إدارة الخدمات وبرامج التنمية ممثلةً في قسم الخدمات والبحوث بتنظيم حملة شملت طباعة كتيبات وملصقات تم توزيعها على الجمهور».

وأشار إلى أن «الحملة التي قامت بها المحافظة الشمالية، تزامنت مع حملة أخرى قامت بها وزارة الداخلية ممثلةً في إدارة الدفاع المدني، وقد كان التجاوب كبيراً من قبل الجمهور، داعياً أولياء الأمور إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء مشاركة أبنائهم في السباحة وعدم تركهم لوحدهم في البرك».

تنظيم عملية المراقبة

ويرى الكثير من ملاك برك السباحة أن السبب الأول للحوادث التي تقع أثناء القيام بالرحلات ناتجة عن الإهمال بالدرجة الأولى، ويشير مدير البركة الراقية ياسر أحمد حمادة إلى أنه على رغم حملات التوعية والتحذيرات التي تنتشر في وسائل الإعلام، وعلى رغم أن الكثير من المواطنين والمقيمين يجهزون أنفسهم من كل النواحي في حال القيام بالرحلات، فإن الكثيرين منهم يهملون مراقبة الأطفال، وحينما تقع مشكلة، فإنهم يصبون جام غضبهم على إدارات البرك وهذا خطأ كبير.

ويكرر ياسر حمادة على ضرورة أن يتولى الناس أنفسهم مسئولية مراقبة أطفالهم، وأن ينظموا توقيت السباحة بينهم بحيث لابد أن يكون هناك أحد من الكبار مع الصغار وعدم السماح للأطفال بالتواجد في البركة في حالة تناول الوجبة مثلاً خارجها، مؤكداً أن الكثير من الناس يقضون رحلاتهم بكل أمان وسلامة لالتزامهم باشتراطات السلامة.