تحقق تقنية الكربون المشع تقدما منقطع النظير في تحديد المراحل الزمنية لعهود الدولة القديمة والوسطى والحديثة للآثار المصرية القديمة، وتميز هذا التحديد بالدقة .
هذا ما أعلن عنه مجموعة من العلماء يرأسهم كريستوفر رامزي، من كلية الآثار بجامعة أكسفورد حيث تمكنوا من تحديد عمر بذور عثر عليها في مقابر الفراعنة، بما في ذلك بعض البذور التي وجدت في قبر الملك توت عنخ آمون.
وقد نشر العلماء في مجلة «ساينس» العلمية أن بعض العينات يبلغ عمرها أكثر من 4500 عاما.
ولا يعد استخدام الكربون المشع في تحديد عمر الآثار المصرية القديمة جديدا.
ولكن هذه المرة، حسب ما يقول العلماء، استطاعوا استخدام تقنية دقيقة للغاية في الإحصاء، للتحقق من التاريخ المصري.
وقال أندرو أندرو شورتلاند من جامعة كرانفيلد في بريطانيا: «كان أول ما جرى التحقق من عمره باستخدام تقنية الكربون المشع آثار ومخلفات مصرية قديمة معروف تاريخها أصلا، من أجل التأكد من دقة هذه التقنية في تحديد العمر».
وأضاف: «في الماضي، لم يكن دور الكربون المشع كبيرا لأن هامش الخطأ في استخدامه كان كبيرا جدا، أما الآن فمن الممكن استخدامه للتفرقة بين الأفكار المختلفة لإعادة بناء وتحديد المراحل التاريخية المختلفة».
وتمكن العلماء من تحديد تواريخ 211 نوعا مختلفا من النباتات والبذور وعينات من ورق البردي تم الحصول عليها من بعض المتاحف.
وأوضح العلماء، أن الكثير من العناصر التي عثر عليها في مقابر المصريين القدماء والمواقع الأثرية الأخرى مكنتهم من تحديد التسلسل الزمني لها. وقد استخدم الباحثون البذور والمواد النباتية من مقبرة توت عنخ آمون، وهي مواد محدد عمرها بدقة، كما استخدمنا أيضا بذوراً من غرفة تحت هرم سقارة المدرج، تعود إلى سنة معينة من حكم الملك زوسر.
وكان زوسر واحدا من أشهر ملوك الفراعنة، من الأسرة الثالثة من عصر الدولة القديمة. وكان له الفضل الأول في العالم في إنشاء مبنى حجري ضخم هو هرم سقارة المدرج.
وتوصل فريق البحث إلى أن حكم زوسر يعود إلى وقت سابق على ما كان يعتقد في الماضي.
العدد 2864 - الجمعة 09 يوليو 2010م الموافق 26 رجب 1431هـ
