العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ

آفاق المشهد الأحسائي في منتدى الثلثاء

حول موضوع «آفاق المشهد الأحسائي برؤية موضوعية»، استضاف منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف الكاتب والباحث عبدالله عبدالمحسن الشايب.

بعدها بدأ الشايب حديثه بذكر دواعي طرح هذا الموضوع، منها تكوين صورة بانورامية لمشهد الأحساء الثقافي، والتعريف بصورة إنسان تلك البقعة الجغرافية زمكانيا بهدف خلق حالة من التكامل لعمل المجتمع المدني. وتحدث الشايب عن «الأحساء» جغرافيا، متطرقا في ذلك لموقعها ومساحتها وحدودها، وتركيبتها السكانية. وأشار لكونها المنطقة الأكثر تركيزا سعوديا بين مناطق المملكة، حيث لا تتجاوز نسبة الأجانب فيها 15 في المئة في مجموع مليون ونصف نسمة.

وبشأن الدور الذي ساهمت به الأحساء في إضافة تغيير للمشهد الثقافي، تحدث عن وجود عوامل إيجابية ساعدت على تحقيق ذلك، وأشار لتعددية المدارس الفقهية بين السنة بمذاهبها الأربعة، والشيعية بمرجعياتها المختلفة، بلحاظ تركز المرجعية الدينية لبعض المذاهب، وعلى رأسها الشيخية فيها على مستوى الخليج كحالة خاصة، الأمر الذي خلق أرضية متشابكة بانسجام يقبل مفهوم التعددية دون مجال لإنكار ذلك وإن واجهت هذه الحقيقة بعض التشنجات في خصوصية التعددية وسرعان ما تستوعبها طبيعة الوعي اليومي الممارس.

ولتحديد مستوى الحراك الفكري الذي ساهم في بلورة المشهد الثقافي الأحسائي، رأى الشايب أن التقييم في عمومه قضية نسبية تحددها طبيعة البيئة التي تحتضن هذا الحراك، وطبيعة المملكة تشير لارتفاع مستوى الحراك الفكري في الأحساء إن هي قورنت ببقية مناطق المملكة أو دول الخليج العربي، الأمر الذي دلل عليه بعدة شواهد على مستويات عديدة.

فعلى المستوى الثقافي، أشار المحاضر لمجموع الإصدارات النوعية للعام 1429هـ، والتي شملت مختلف المواضيع في الدين والثقافة والتاريخ والتراث والاقتصاد والطب والسياسة والتربية وغيرها، وعزز حديثه بإحصائيات تؤكد ارتفاع سقف الثقافة في الأحساء. وفي المجال الفني تحدث الشايب عن وضع الأحساء للبنة الأولى في فن المسرح، وعلى الأخص مسرح الطفل، وعن تكريم مؤسس مسرح الطفل الأستاذ محمد المريخي قبل وفاته في الجامعة العربية باعتباره أحد الرواد على مستوى العالم العربي.

وفي مجال العمران - وهو تخصص الشايب نفسه - أشار لعديد من الأمثلة التي حركت مجال السياحة كرهان أكبر تجاوزت به الإبداعات التقليدية، مؤكدا أن نجاح السياحة الذي تعمل الأحساء على تحقيقه فيها يعد نجاحا للوطن ككل، لما تضمه الأحساء من مقومات سياحية كما وكيفا. واستطرد الشايب حديثه بأمثلة أخرى لمجالات مهمة عديدة؛ كمجال الأبحاث العلمية والفكرية والثقافية والفنية والتنموية، وما إلى ذلك مدللا عليها جميعا بأنشطة وفعاليات ومؤسسات وبرامج قائمة فعليا في زخم يصعب متابعته.

بذلك أراد الأستاذ الشايب تأكيد وعي ابن الأحساء بالتواجد الفكري ضمن منظومة في أكثر من اتجاه، كهجرته داخليا وخارجيا، الأمر الذي خلق به تفاعلا حقيقيا له على مستوى الوطن وخارجه، مستجيبا في ذلك لنداء العقل الداعي لتنمية المجتمع الأهلي الذي يتعاطى معه إنسانيا ويحيا في إطاره. في ختام حديثه، دعا إلى ضرورة وعي من يعيش حالا كالذي تقدم سواء في الأحساء أو غيرها لا يمكن له أن يكون مهمشا على خريطة الواقع.

في مداخلته، أشار غسان بو حليقة عن تميز الأحساء عن بقية مناطق المملكة بالتعددية والقبول بفكر التعايش الأصيل، مؤكدا على حضور ثقافة الاستيعاب في وعي ابن الأحساء المؤمن بعدم خدمة الانكفاء والتعاطي السلبي لمشروع حضور الإنسان الإيجابي على خارطة الوطن، مؤكدا على تأثير الدور الحقيقي لمؤسسات المجتمع المدني. متسائلا عن المعايير القانونية والأخلاقية لذلك الدور تطبيقا وممارسة في ظل الإقصاء والتهميش لإمكانيات إنسانية قادرة على البذل والعطاء في كل الاتجاهات والمناحي.

يشار إلى أن الشايب كاتب وباحث مهتم بالتراث والثقافة، حاصل على درجة الماجستير في تخطيط مدن وأقاليم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، يرأس فرع الجمعية السعودية لعلوم العمران بالأحساء، وهو عضو في العديد من اللجان والهيئات والجمعيات المحلية والعربية والعالمية، كهيئة المهندسين السعوديين، مجلس الآثار بباريس، الجمعية الأميركية للمعماريين وغيرها، وهو زميل محكمة لندن للتحكيم الدولي. شارك في الكثير من المحاضرات والندوات والمؤتمرات، وتم تكريمه في عدة مناطق محلية ودول عربية. نُشرت بحوثه ومقالاته وحواراته في عدد كبير من المجلات والدوريات، وصدر له شخصيا أربعة عشر مؤلفا في مختلف المجالات الفكرية، والأدبية، والتراثية، والهندسية.

العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً