العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ

يويوما يحتفل بمرور عشر سنوات على مشروع «طريق الحرير»

يقوم بجولة فنية في أميركا الشمالية

يحتفل نجم عزف آلة التشيلو (الكمان الجهير) الشهير يويوما ببلوغ مشروع طريق الحرير عشر سنوات من عمره. والمشروع مبادرة تثقيفية فنية طموحة تبرز التراث الموسيقي للبلدان الواقعة على طريق الحرير التجاري القديم وتكريم التفاعل الموسيقي بين الشرق والغرب.

يقول يويوما «نحن نعيش في عالم متزايد الوعي والتكافل». ويضيف المدير الفني لمشروع طريق الحرير ومؤسسه قوله «أعتقد بأن الموسيقى يمكنها أن تفعل فعل المغناطيس وتجتذب الناس لتوحد بينهم».

وتقوم فرقة طريق الحرير، وهي المجموعة التي تؤدي عروض المشروع الموسيقية، بجولة احتفالا بالمناسبة تشمل ستا من مدن أميركا الشمالية هي بروفيدانس بولاية رود آيلاند، وكل من واشنطن العاصمة وبوسطن، وآن آربور بولاية ميشيغان، ومنيابوليس، ومدينة تورونتو بكندا. وتضم الفرقة مجموعة من نحو 60 فنانا من مشاهير الموسيقيين العالميين والمؤلفين والملحنين والموزعين وفناني العروض المرئية ورواة القصة من 20 بلدا. وكانت المجموعة قد أحيت حفلات في 25 بلدا خلال السنوات العشر الماضية.


أعمال تعرض لأول مرة

ستؤدي الفرقة خلال جولتها في العام 2009 عروضا موسيقية من برنامجين منفصلين يشتملان على أعمال من التراث التقليدي وزعها أعضاء الفريق أو تم توزيعها خصيصا لهم، وعلى أعمال جديدة يستخدم كثير منها الآلات الآسيوية والغربية التقليدية. من بين الأعمال الجديدة عمل أميركي شمالي يعرض لأول مرة بتوزيع لأوركسترا الحجرة اقتبسه المؤلف الموسيقي الأذربيجاني عزير حجيبايوف من الأوبرا الكلاسيكية «مجنون ليلى». والعمل الأصلي للأوبرا الذي تم تأليفه قبل قرن من الزمان مقتبس عن الروايات العربية والفارسية الشهيرة عن حكاية مجنون ليلى ومأساة الحب المنكودة التي تعود إلى القرن السابع والتي كثيرا ما يربط الناس مقارنين بينها وبين قصة روميو وجولييت.

ويقوم بدور البطولة في المغناة المطرب الأذربيجاني الشهير عليم قاسموف، الموسيقي وسيد الغناء الصعب المعقد المعروف بالمقام. وستشاركه في الغناء ابنته فرغانة قاسموفا التي تعتبر من بين المطربات اللواتي يجدن فن أداء المقام. وسيجري خلال الحفل عرض ضوئي بالخطوط المزينة لنص المغناة وصور اللوحات الأصلية من الأوبرا كوسيلة تضفي طابعا دراميا حركيا على المغناة المقتبسة.

وقامت عايدة حسينوفا الأستاذة في جامعة إنديانا ضمن برنامج فولبرايت للتبادل من أكاديمية باكو الموسيقية بمهمة مستشارة لمشروع طريق الحرير نظرا لما لها من خبرة واختصاص بعلوم موسيقى الأعراق والأجناس. وكان يويوما وحسينوفا قد تعاونا في العام 2007 وعملا معا في وضع عمل فني مقتبس عن مجنون ليلى أثناء وجودهما في منتجع فيلكروز بفرنسا ثم أثناء فترة وجودها كأستاذة مقيمة في جامعة هارفرد.

وترافق حسينوفا الفرقة الفنية في جولتها حيث تقوم بالترجمة للفنانين الأذربيجانيين الأربعة. وتصف العمل الجديد بأنه خلاصة تعاون بين الشرق والغرب وتفاعل الماضي والحاضر وعمل جماعي يتميز بالعفوية الآنية والخلق الإبداعي.

أما «دروب الأمثال» المقتبس عن المسالك والحكم الصوفية، فقد وضعه المؤلف الأوزبكستاني ديمتري يانوف يانوفسكي، وهو عبارة عن عرض روائي بمصاحبة الموسيقى. ودروب الأمثال هو ثاني عمل يكلّف به يانوف يانوفسكي لضمه إلى عروض مشروع طريق الحرير. فقد سبق له وأن كان فنانا مقيما في مشروع سيمنز في العام 2002، وهو برنامج انطلق بالتعاون مع مشروع طريق الحرير بهدف تعريف المؤلفين الأوروبيين الآسيويين بالثقافة الأميركية واستلهام الخبرة والتجربة العملية في الصنعة الأميركية. ثمة عمل آخر سيتم عرضه وإبرازه أثناء الجولة وهو «ريتموس أنشينوس» من وضع المؤلفة الموسيقية الأميركية غابرييلا لينا فرانك. ولدت فرانك في بيركلي بكاليفورنيا لأم متحدرة من أصل مختلط من بيرو والصين وأب متحدر من أصل لتواني ويهودي. ووضعت فرانك عملها خصيصا لأدائه بآلات صينية ولكن باستخدام أنغام وإيقاعات من التراث الموسيقي لشعوب جبال الأنديز في أميركا الجنوبية. وتسمية العمل تشكل أيضا تلاعبا على الألفاظ من اللغة الإسبانية بحيث يعني «إياعات أنديزية صينية».

وصرحت فرانك التي تمثل حياتها نموذجا للتفاعل الثقافي والاجتماعي الذي تجسده طريق الحرير التاريخية بأن التواصل التثقيفي للمشروع يركز على كل المستويات من مشاغل على صعيد طلبة المعاهد الفنية وجلسات مع طلبة المدارس الصغار الذين ينحصر كل اهتمامهم في مجرد التفرج على الآلات الموسيقية.


التثقيف والتواصل

عمل مشروع طريق الحرير خلال العقد الماضي على تكليف المؤلفين والفنانين بوضع 60 عملا جديدا من الأعمال الموسيقية والمتعددة الوسائل الأدائية وطوّر أدوات ووسائل تعليمية وبرامج للمدارس والأكاديميات الموسيقية.

ونظمت الفرقة عشية بدء جولتها في 6 مارس/ آذار مشغلا خاصا لطلبة مدرسة التصميم في رود آيلاند ودعت 500 طالب من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية للحضور والاستماع إلى عرض موسيقي من الفرقة. وتم أثناء المشغل تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة التي تخطر لهم إلى جانب ما تلقوا من توجيه وإرشاد للدراسة بموجب منهاج وضعه مشروع طريق الحرير، إلى جانب برنامج ستانفورد الخاص بالتعليم الدولي والمقارنة بين الثقافات.

وقالت حسينوفا إن الطلاب كانوا متحمسين ومنتشين بالموسيقى وخاصة عندما صعد معلموهم إلى المسرح للاشتراك في أداء مقطوعة ارتجالية فورية غنائية إيقاعية قادها عازف الإيقاع الرئيسي في الفرقة شين شاناهان الذي درس الإيقاعات والطبول التقليدية العالمية وله خبرة في موسيقى الجاز والروك وموسيقى غرب الولايات المتحدة. وقد تجول في تركيا والهند وطاجيكستان لدراسة موسيقى البلدان الثلاثة. وقال يويوما إن «البلاد التي كانت في الماضي تعتبر بعيدة نائية لم تعد كذلك. فقد أصبحنا كلنا جيرانا».

العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً