العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ

خطر تقسيم بلدان المنطقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الفترة المقبلة ربما تشهد تقسيم عدة بلدان في المنطقة، كما أن عدداً من الدول التي ستبقى من دون تقسيم رسمي ستعاني من انقسامات على أرض الواقع. ولعل تصريحات السفير الأميركي السابق لدى الهند روبرت بلاكويل اقترح على الإدارة الأميركية اعتماد إستراتيجية جديدة للتعامل مع حركة طالبان الأفغانية وذلك للخروج من المصيبة الحالية بأقل تكلفة ممكنة للقوات الأميركية والقوات المتحالفة معها، وهذه الإستراتيجية هي قبول الولايات المتحدة بالتقسيم الفعلي لأفغانستان، بين منطقة البشتون والمناطق الأخرى التي يسكنها غير البشتون، وأن بإمكان أميركا أن تركز قواتها في المناطق غير البشتونية، وتحافظ على قوة جوية فعالة، بما فيها طائرات بدون طيار وقوات خاصة للاستمرار في ضرب قيادة حركة طالبان في مناطق البشتون في أفغانستان. وهذا يجرّ إلى الحديث عن باكستان، إذ إنها أيضاً لديها مناطق قبلية بشتونية متداخلة ومترابطة مع أفغانستان، ما يعني مستقبلاً الاعتراف بحكم الواقع الذي يفرض الانقسامات القبلية.

القتلى في القوات الأميركية والمتحالفة معها يزدادون يومياً، وهذا سيضغط بلاشك على الإستراتيجية والتكتيكات المتبعة، وقبل فترة وجيزة قال متحدث باسم حركة طالبان إن قيادة الحركة ترفض فتح الحوار مع الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية، وهي تعيش حالة انتصار مستمر على حكومة قرضاي، والأميركان سيداهمهم الوقت بعد عامين وسيضطرون للانسحاب، أما البريطانيون فإنهم يتحيّنون أقرب فرصة لإعلان خروجهم من الجبال القبلية التي قهرت كل الجيوش الأجنبية من قبل.

ولقد تسلم الجنرال ديفيد بيتريوس قيادة القوات الأميركية والمتحالفة في أفغانستان، وهو بلاشك ألمع قائد عسكري أميركي، ولذا فإنه صرح بعدة أمور ليبعد نفسه عن الإفصاح عن أي موعد نهائي وصارم للانسحاب، وهو يتحدث عن إقامة شراكة إستراتيجية دائمة وجهد متكامل بين المدنيين والعسكريين لإعادة الاستقرار إلى أفغانستان... ولكن هذا من شأنه أن يشتري مزيداً من الوقت، وفي الأخير ربما تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للأخذ بنصيحة سفيرها السابق في الهند، وأن تعترف بتقسيم أفغانستان، واستخدام أحد الأقسام لمهاجمة الآخر.

هذا التقسيم في أفغانستان لن يكون بعيداً عن السودان التي ستجري استفتاءً مطلع العام المقبل من المحتمل أن يؤدي إلى انفصال الجنوب وقيام دولة جديدة، كما أن الوضع الصومالي المقسم على أرض الواقع (حتى لو أنه لم يحصل على اعتراف رسمي بالتقسيم) قد تنتقل عدواه إلى اليمن، أو العراق الذي لايزال يعاني من خطر حدوث انقسام فعلي بين الأكراد والعرب، وبذلك تقترب الأزمات من الخليج من كل جانب. وهذا يعني أننا بدأنا القرن العشرين بدول قومية حديثة، وهذه الدول - بصورة عامة - فشلت في التنمية الاقتصادية وفشلت في الديمقراطية السياسية وفشلت في حماية سيادتها، ولعلنا الآن ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين ندفع إلى الوراء نحو تقسيم البلدان على أساس قبائل وإثنيات وطوائف، وهو ما لا نتمناه لمنطقتنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 11:09 ص

      زائر 7 المريض

      الله يشافيك من مرضك .. ويصفي لك عقلك وقلبك
      ..
      فأنت تعيش أزمة نفسية .. الله يعينك على نفسك يامريض يابائس.
      ..
      قال رسول الله (ص) : لا فرق بين عربي ولا عجمي الا بالتقوى.
      ..
      وقال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
      ..
      إلى متى ستبقى أنت وأمثالك في هذا الجهل المركب والمدقع، وهذا التخلف التعيس البائس، وهذه العنصرية البغيضة، متى سيمنحك الله وأمثالك ذرة من الفهم يا تائه.

    • زائر 12 | 10:28 ص

      صدق مريض

      الله يشافيك يا زائر 7
      بالله عليك .. كن صريح مع نفسك
      هل يهمك أمر المسلمين يا متخلف

    • زائر 11 | 10:25 ص

      زائر 7

      كيف يا جاهل تقارن الجمهورية الاسلامية وشعبها العظيم، الذي أوجه ألف تحية وإعجاب، كيف تقارنهم يا متخلف بالمجوس.
      ..
      أجزم أنك لا تعرف الاسلام ولا يهمك الاسلام
      ..
      فأنت من بقايا الجاهلية التي حاربها الاسلام
      ..
      لذلك تحارب الاسلام يا متخلف

    • زائر 10 | 10:18 ص

      زائر 7 المريض

      الله يشافيك من مرضك .. ويصفي لك عقلك وقلبك
      ..
      فأنت تعيش أزمة نفسية .. الله يعينك على نفسك يامريض يابائس.
      ..
      قال تعالى: لا فرق بين عربي ولا عجمي الا بالتقوى.
      ..
      إن أكرمكم عن الله أتقاكم.
      ..
      إلى متى ستبقى أنت وأمثالك في هذا الجهل المركب والمدقع، وهذا التخلف التعيس البائس، وهذه العنصرية البغيضة، متى سيمنحك الله وأمثالك ذرة من الفهم يا تائه.

    • زائر 9 | 9:50 ص

      الفاظ

      حتى يوجد بقايا الجاهلية في انوف قومنا من ابناء العرب التي ينفخ فيها الشيطان. شنو فرس وشنو مجوس. مو عيب هالكلام؟ فيه واحد محترم يتلفظ بهذه الالفاظ ؟

    • زائر 8 | 6:56 ص

      الى زائر 7

      والله ضحكتني يا اخ العرب
      يعني تدعو الله ان ينصر العرب وليس المسلمين!!
      خبري ان الاسلام وحد المسلمين وساواهم بغض النظر عن اصولهم
      بس الظاهر بعض المنافقين من امثالك -لما يدخل الاسلام في قلوبهم- مازالوا يعيشون في زمن الجاهليه والتعصب القبلي
      واما بخصوص وصف الفرس بالمجوس فحسابك مع الله لسب وتكفير الملايين من المسلمين

    • زائر 7 | 3:41 ص

      بإذن الله يستقل إخواننا العرب الأحواز

      بإذن الله يستقل إخواننا العرب الأحواز من إحتلال الفرس المجوس عليهم من الله ما يستحقون. اللهم إنصر إخواننا العرب على أعدائهم و أعدائك من الفرس المجوس و من عاونهم

    • زائر 6 | 3:35 ص

      صدق الامام الخميني (قد)

      عندما قال:
      ..
      أمريكا هي الشيطان الاكبر.
      ..
      وأضيف أن:
      ..
      كل من يدور في مدارها .. هو شيطان أصغر.

    • زائر 5 | 2:18 ص

      إلى دعاة التقسيم

      إلى الأغبياء دعاة التقسيم هل تعتقدون بأن التقسيم يحل المشاكل وبتعيشون في مدينة فاضلة أفلاطونية الفساد والإستكبار والدكتاتورية في كل الطوائف والأثنيات وبالإتحاد قوة فرق تسد وبالتالي تسهل مهمة المتربص بالضعيف.

    • زائر 4 | 1:32 ص

      التقسيم ليس حل لامريكا ينجيها من الارهاب

      ليست طالبان ولا القاعده ولا جند الله في ايران ولا الجان ولا العفريت كلهم ليسو إلا نتاج اجحاف الانظمه التي كانت وما زالت تتعامل به في حقوق الشعوب المقهوره فوق وتحت جمر الاستبداد ونهب الحريات الدينيه و الخيرات لها وحاشيتها والمغربين لها في جميع دول العالم غرباً وشرقاً جنوباً وشمالاً ، فلو عدل الولاة لتحركت المياه ولم تعطي للباعوض فرصه للتبيض والانتشار ، فكل مانرى من تصرفات امريكا هو يجري لصالحها وصالح شعبها والبقيه من رؤساء العالم ينظرون لمصلحتهم الفرديه فقط ، ولكن التقسيم يا سيدي لايمنع التحطيم .

    • زائر 3 | 12:35 ص

      التقسيم

      اذا كان التقسيم بحل الاشكال المستعصي لماذا لا الكل يريد يعيش في وطن له كرامته وحقوقه وقيمته القصد مواطن بمعنى الكلمه له حقوق وعليه واجبات بدون اي تمييز واحد عن الاخر بسبب دين او مذهب او قبيله او عشيره الخ...

    • زائر 2 | 12:30 ص

      اسرائيل ماحتلالها للأنهار الخمسة دجلة والفرات (العراق) سيحون وجيحون (في أفغانستان) ونهر النيل ............ ام محمود

      من الملاحظ ان جميع ما جاء في الروايات الشريفة من أحداث مرعبة تحدث في آخر الزمان رأيناها في عصرنا من احتلال الدول بحجة القضاء على الارهاب ومسميات اخرى ولكن النوايا تكون كبيرة أكبر من تفكير العرب البسطاء والسذج الأعداء استطاعوا السيطرة على مناطق واسعة من الدول الاسلامية وقتل مواطنيها ونهب الثروات وتقسيمها ونشر الفوضى والفتن الطائفية ... والقادم أفظع .. الحروب اذا حدثت في منطقتنا ستكون رهييييييييييييببة وفظيعة ومدمرة ومهلكة.

    • زائر 1 | 11:05 م

      عاطفيين

      لماذا نكون عاطفيين .. التقسيم في حالة إستحالة المعايشة السلمية و الدكتاتورية و إغتصاب السلطة و موافقة القوى الكبرى .. نتمنى ان يتعظ الكل من هذه المؤشرات

اقرأ ايضاً