العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ

القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها والعدو يتربص بنا شرا

المناضلة الفلسطينية مريم أبودقة في لقائها مع «مدارالوسط» على «الوسط أون لاين» اليوم :

يستضيف برنامج «مدار الوسط» الذي يبث على «الوسط أون لاين» اليوم حلقة جديدة مع عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبودقة تحت عنوان «نساء من فلسطين» تتناول ظروف وأوضاع المرأة الفلسطينية الصعبة، وخصوصا في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي أصبح بمرور الوقت أكثر تعقيدا، بينما يبقى موضوع النضال للرجل والمرأة هاجسا يلازم الإنسان الفلسطيني وهناك من المناضلين والمناضلات أسماء كثر ممن سقط شهيدا أو مازال يمارس نشاطه السياسي حتى اليوم.

وتقول أبودقة: «نحن كنساء فلسطينيات قدرنا أن كنا نساء فلسطينيات ونفتخر بأننا نناضل من أجل حريته واستقلاله، شعب يؤمن بانتمائه لهذه الأمة العربية والأمة الإسلامية، ولكل أحرار العالم، المرأة الفلسطينية منذ العام 1917 حتى هذا اليوم وهي تشكل السياج الحامي والناظم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وهي في الوقت ذاته مناضلة ومبعدة وشهيدة وهي أم ومربية للأبطال».

* مريم أبودقة واحدة من النماذج النسائية الفلسطينية المناضلة التي هي معنا اليوم في الاستوديو، بداية نرحب بمريم ونسأل: ذكرتِ في لقاء سابق أنه لا توجد حرية للمرأة من دون حرية للوطن؛ كيف تختزلين نضال المرأة الفلسطينية بين الأمس واليوم؟

- في البداية أشكر اللجنة الأهلية البحرينية لكسر الحصار ودعم الشعب الفلسطيني وجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) ونهضة فتاة البحرين، وجمعية أوال البحرينية، وأيضا كل الشعب البحريني وكل الشعوب العربية بصراحة لأني أول مرة أزور هذا البلد العزيز جدا على قلبي، إذ أني أعرف كثيرا من البحرينيين وأشعر أني لم أغادر غزة رغم صعوبة الحال، ولكن الفرق أني في بلد لا يوجد به احتلال ومعاناة؛ فيه أهل أعزاء جدا، لقد جئت من السجن الكبير غزة، والسجن الأكبر فلسطين، وكنت في شوقٍ شديد أن ألتقي ببنات وشباب وأبناء شعوبنا العربية جميعا، حتى تصل الرسالة من القلب للقلب، وليس عبر قنوات فضائية، كما كنت دائما أحاول بصرخاتي أن أعبر عن صرخات الأمة الفلسطينية، المرأة الفلسطينية جزء من الشعب الفلسطيني لا يمكن تجاوزها على الإطلاق، وهذا مثبت في نضالها وفي استشهادها، وفي إبعادها، وفي أسرها جنبا إلى جنب، لأنها هي الأم دائما، فلسطين هي المرأة والمرأة هي فلسطين، لذلك نجد دائما ارتباط الأم بالوطن كبير، ونحن كنساء فلسطينيات قدرنا أن كنا نساء فلسطينيات ونفتخر بأننا نناضل من أجل حريته واستقلاله، شعب يؤمن بانتمائه لهذه الأمة العربية والأمة الإسلامية، ولكل أحرار العالم، المرأة الفلسطينية منذ العام 1917 حتى هذا اليوم وهي تشكل السياج الحامي والناظم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وهي في الوقت ذاته مناضلة ومبعدة وشهيدة وهي أم ومربية للأبطال.

* لكن أبودقة هل نضال الأمس يختلف عن نضال اليوم تحديدا مع تغير الظروف الراهنة التي تمر بها المرأة الفلسطينية سواء كانت في رام الله أم في غزة، وقد يكون في غزة أصعب؟

- بالتأكيد، طبعا نحن في غصة شديدة جدا نعيشها الآن، لوجود انقسام، الانقسام الفلسطيني هو مشكلة كبيرة، وأكثر المتضرر من هذا الانقسام هو الشعب الفلسطيني عامة والمرأة خاصة، لأن الأم الفلسطينية هي الوطن، والوطن يحتمل ويحتوي ويحتضن كل أبنائه ولا يقبل القسمة لهذا الوطن، وخاصة أن فلسطين تحت الاحتلال من بحرها لبحرها، وبالتالي لا يوجد مبرر على الإطلاق، نحن عشنا طوال عمرنا عدونا واحد وبندقيتنا موجهة تجاه هذا العدو والدم الفلسطيني محرم بالنسبة لنا، لذلك «إسرائيل» استغلت هذا الانقسام وفعلت هذه المحرقة، نحن لا نعتبرها حربا، بل محرقة حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني ضد المدنيين وليس ضد «حماس» فقط، بل ضد كل الشعب الفلسطيني، وليس ضد غزة، بل ضد كل المشروع الوطني الفلسطيني ولذلك غزة صمدت، لقد عملت خيمة وإضرابا عن الطعام في نصف شوارع غزة ونمنا في العراء ومن دون أكل ومن دون شرب مع نساء فلسطينيات وشباب فلسطينيين، ورفعنا شعار جمعيتنا الآن التي تحول من الأسيرات والمحررات اللاتي عددهن كبير جدا تحت شعار فلسطين أكبر من الجميع وتتسع للجميع، عدو واحد وشعب واحد وعلم واحد هو العلم الفلسطيني الذي يحتوي كل الألوان، وفي حرب الإبادة في غزة أيضا سطرت دماء أبناء قطاع غزة، ابن القسام مع ابن أبوعلي مصطفى مع ابن سرايا القدس مع ابن فتح مع الطفل الفلسطيني مع المرأة الفلسطينية بدمائهم رسموا أجمل لوحة للوحدة الوطنية الفلسطينية وعلم فلسطين، وكانوا يطالبون ومازالوا بوحدة الأرض والشعب والقضية.

* لكن أبودقة كان ما قبل الحرب الإسرائيلية أو الاجتياح الإسرائيلي على غزة، كان هناك كلام يتردد بإقامة إمارة إسلامية في غزة، ما ردك على ذلك؟

- أعتقد أن الشعار الوحيد الآن الذي يجب أن يطرح أو يمارس - لا أن يطرح لأنه كلام - فليس كل شعار يرفع هو في الأرض، وهو أننا حركة تحرر وطني ديمقراطي هذه حركة التحرر لها مهمة رئيسية، وهي توحيد الصفوف ورصها بغض النظر عن التلاوين، نحن مجتمع تعددي لا يقبل إطلاقا لونا واحدا، وبالتالي لمصلحتنا توحيد كل القوى ورصها في إطار مقاومة المحتل وبناء مجتمع ديمقراطي، الديمقراطية تساعدنا كثيرا لمقاومة الاحتلال، فمن دون الديمقراطية لن يكون مجديا، فرقة الصف وشرذمة الصفوف، اليوم أنت لديكِ طفل أو ولد تربيه وأنتِ تلديه وتختلفي وإياه، الخلاف لا يفسد للود قضية والتنوع غنى وليس ضرر والمستفيد من الانقسام والشرذمة هو المحتل الصهيوني.

* ألا تعتقدين كثرة الشعارات أثرت على مضمون القضية الفلسطينية؟

- بالتأكيد، وهذا حرف النضال الفلسطيني، وبالعكس الإمبريالية وأعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الوحدة العربية عموما دائما يتغطون بشعارات كاذبة، فهدفهم ضرب المشروع الوطني الفلسطيني والعربي والتقدمي، فيقدموا لك شعارا، من مثل «إسرائيل» ضللت بشعارات أنه تريد القضاء على «حماس» وعلى الصواريخ وهذا تضليل؛ نحن فهمنا هذا اللغز وفسرناه وأنا تحدثت في الفضائيات طويلا عن هذا الموضوع، «إسرائيل» تعتبر الفلسطيني الميت هو الأفضل بالنسبة لها، وبالتالي لا يمكن على الإطلاق تفسير رفع أي شعار بين طائفة وطائفة، يعيش في فلسطين مسلمون ومسيحيون ويهود ودروز وأرمن، يعني الدين لله والوطن للجميع لا أحد يستطيع أن يفرض على الآخر بالسلاح أنه يقتنع بالمنطق، ولكن أود القول إن القوى المسيحية الموجودة لدينا من مناضلي تاريخ جورج حبش ووديع حداد وغيرهما، هؤلاء مناضلون وطنيون، أنا أقول إنهم خارج الصف الوطني، لا يجوز.

* لكن أيضا في الحرب الأخيرة كانت «إسرائيل» تقول وتكرر كلاما بأن غزة تصدر الإرهاب وهي مدعومة من قبل بعض دول الجوار؟

- «إسرائيل» تقول ما يحلو لها فهي عدو، تستطيع أن تضلل وهي كيان إرهابي ونحن نعتبرها دولة الإرهاب المنظم في العالم والذي يساندها ويدعمها كان يرى المذبح، للأسف اليوم أميركا تحتج على التقرير الذي يبين ممارسات الجنود الإسرائيليين في غزة إرهاب، أعتقد لا يوجد أحد أعمى في العالم لم يرَ المحرقة التي صارت في غزة ولا قنابل الفوسفور التي حرقت وأكلت أجساد الأطفال والنساء، «إسرائيل» ما خاضت حربا ضد مقاومة، «إسرائيل» خاضت حربا قتل ودمار ضد مدنيين وأطفال ونساء ومستشفيات وجوامع ومدارس وبالتالي أعتقد أن الإرهاب الحقيقي هو دولة الاحتلال، نحن مقاومون، نحن تحت محتل.

* ماذا بالنسبة للمفاوضات الأخيرة في القاهرة؟

- نحن كجبهة شعبية ومعنا كل القوى خارج إطار الصراع ما بين حركة حماس وفتح نمارس كل جدية وصولا إلى اتفاق القاهرة إلى أن نصل إلى اتفاق توافقي من أجل خطورة الموقف، لأن القضية الآن في أخطر مراحلها وأعدائنا يتربصون بنا شرا دائما، لذلك ليس لدينا خيار إلا وحدتنا الوطنية، نطالب الجميع جميع المخلصين بأن يضغطوا باتجاه توحيد الصف الفلسطيني لأن ما يجمعنا كثير وأن وثيقة الوفاق الوطني كلنا وقع عليها واتفاق القاهرة 2005 كذلك، أعتقد أن هذا يكفي لأن نطور أداءنا وعملنا ونرص الصفوف حتى لا نعطي لا المحتل ولا أعداءه ولا أعوانه ولا أعداء الشعب الفلسطيني ذريعة بأن ينقضوا عليه.

* أبودقة، بكلمات قليلة، كيف تصفين تجربتكِ وأنت أسيرة وخصوصا أنتِ كنتِ واحدة من أوائل الأسيرات، تحدثتِ عن الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية والصف الواحد للشعب الفلسطيني، لكن أنت في مرحلة سابقة لم كنتِ تشتكي من هذه المشكلة التي تطرحينها حاليا، كيف تصفين هذه المرحلة وخصوصا أنت أم وزوجة ومناضلة وكنتِ أيضا أسيرة؟

- أنا من موقع معاناتي وتضحياتي، أنا بتاريخي النضالي فقدت أسرتي، لا أني ما كونت أسرة فاعتبرت الشعب الفلسطيني كله أسرتي وكل المناضلين أسرتي وكل أسر الشهداء والأسرى أسرتي، هذا التاريخ الذي ضحيت بكل لحظة من حياتي واقتلعت من الأرض بسبب الاحتلال واعتقلت وعمري 15 سنة، فقدت طفولتي البريئة وكبرت بغير زمني، أعتقد تستحق الأسيرات اللاتي عددهن كبير، ومازالت 70 أسيرة في داخل السجون و11 ألف أسير أن ترتقي القيادة الفلسطينية لهذه التضحيات، حتى أعتز بأني ضحيت من أجل شيء مهم جدا، إني ضحيت من أجل فلسطين لا من أجل فتح أو حماس ولا الجبهة الشعبية التي أن فيها لأني تعلمت في مدرسة الجبهة الشعبية أن فلسطين هي المنطلق وهي الأساس وهي الهدف ونحن التنظيمات والفصائل والجمعيات والمؤسسات عبارة عن طرق متنوعة للوصول للهدف الكبير فلسطين، لذلك صوتي من حقي ومن حق كل المناضلات والمناضلين أن يوصلوا أصواتهم كصواعق في أذن هذه القيادة لكي ترتقي لمستوى هذه التضحيات حتى لا نندم على عطائنا لأننا طبعا سنبقى مستمرين في عطائنا حتى آخر قطرة من دمائنا للهدف الذي رسمنا حياتنا من أجله.


توقيع اتفاقية إنشاء «العناية المركزة» بمستشفى العودة السبت المقبل

الوسط - محرر الشئون المحلية

قال أمين سر جمعية الأطباء البحرينية ورئيس لجنتها لدعم غزة حسين المير بأن الجمعية ستوقع مساء السبت المقبل في مقرها اتفاقية إنشاء وحدة العناية المركزة بمستشفى العودة في غزة، وسيوقع الاتفاقية مع الجمعية مدير مستشفى العودة ورئيس لجان العمل الصحية في غزة يوسف موسى برعاية وزير الصحة فيصل الحمر.

وأوضح المير»بلغت كلفة الوحدة 50 ألف دينار بحريني، والمتوفر من المبلغ 40 ألف دينار بحريني وندعو الشركات والمؤسسات الخاصة إلى التبرع بالمبلغ المتبقي وقدره 10 آلاف دينار للمساهمة في إنجاز المشروع في مستشفى العودة الذي لديه حاجة ماسة لوحدة العناية المركزة».

وأضاف المير»ندعو جميع أعضاء الجمعية والمهتمين لحضور الحفل ودعم صمود أشقائنا الفلسطينيين في غزة».

العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً