العدد 2881 - الإثنين 26 يوليو 2010م الموافق 13 شعبان 1431هـ

سحب الصيف... لن تمنع أمطار «السلف» و«الإخوان»

«السلف» و«الإخوان» خلافات «تكتيكية» وتحالف أقوى!
«السلف» و«الإخوان» خلافات «تكتيكية» وتحالف أقوى!

تؤكد جمعيتا (الأصالة/ السلف)، و(المنبر الإسلامي)، أنهما دائماً ما تجنحان للسلم بعد كل اشتداد لقرع طبول الحرب بينهما، ذلك أن الجمعيتين/ التيارين يدركان أن التحالف بينهما أمرٌ لا مفر منه انتخابياً، وأن الخلافات وإن كانت أيضاً قدراً طبيعياً بين فصيلين ذوَيّ لونين فكرياً، إلا أنها «تكتيكات» تسمح لهذه الجهة أو تلك بتحسين شروط التحالف «الاستراتيجي» المرتقب.

المراقبون يرون أن الحديث الجاري حالياً، لا يجب أن ينصبّ على سحب الصيف المذكورة، بل على معادلة (5 مقابل 5) لكلٍ من «السلف» و «الإخوان»، التي قد ترتفع للحديث عن (7 مقابل 7)، وسيكون أحد الخيارين القرار الأقرب لما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة من التحالف الذي وإن تأخر، إلا أنه قادمٌ لا محالة. قطعاً، لن تكون هذه الخلافات الطارئة آخر «سحب الصيف» التي ستطل فوق رأسي الجمعيتين .


«تكتيكات» الخلافات لن تطيح بـ «استراتيجية» التحالفات بينهما...

سحابات الصيف... غيومٌ ستنقشع بين «السلف» و«الإخوان» في «انتخابات2010»

الوسط - حسن المدحوب

تعودت (الأصالة/ السلف)، و(المنبر الإسلامي)، أنهما دائماً ما تجنحان للسلم بعد كل اشتداد لطبول الحرب بينهما، ذلك لأن الجمعيتين/ التيارين يدركان أن التحالف بينهما أمرٌ لا مفر منه انتخابياً، وأن الخلافات وإن كانت أيضاً قدراً طبيعياً بين فصيلين ذا لونين فكرياً، إلا أنها «تكتيكات» تسمح لهذه الجهة أو تلك بتحسين شروط التحالف «الاستراتيجي» المرتقب.

الكيانان -ذوا الصبغة الدينية- اقتسما أغلب الدوائر «السنية» في 2006، ويبدو أنهما سائران على المنوال ذاته في 2010، رغم ما يعترض تحالفهما من «سحابات صيفٍ»، ظهرت مرتين حتى الآن منذ أن اقفل مجلس النواب أبوابه أواخر مايو/ أيار الماضي، بعد مناوشاتٍ «إعلامية» بينهما بسبب اتهاماتٍ متبادلة عن بطء «الأصالة» في اللقاء مع المنبر الإسلامي، ومسارعة «الإخوان» إلى طرح مرشحين نيابيين في دوائر لقيادات «السلف».

أشد المراقبين تشاؤماً أشار إلى أن ذلك ليس أبعد من تحسين الفرص الانتخابية لكلا الجمعيتين، وخاصة «المنبر» التي كانت التكهنات تلمح إلى أن طرح أسماء مرشحين لها في دوائر «القيادات السلفية» ليس أكثر من تنبيه إلى أن غياب التحالف يعني أن الانتخابات المقبلة ستكون فوضى تنال الجمعيتين وستؤدي بالتأكيد إلى خسارتهما كليهما لعددٍ من الدوائر التي حظيتا عليها في 2006.

وكان المتوقع بعد 14 يونيو/ حزيران الماضي، حينما أعلنت الجمعيتان أنهما التقتا للمرة الأولى لبدء مفاوضات «التحالف» المنتظر، أن تخمد أعمدة الدخان التي حاول البعض النفخ فيها، وهكذا تم فعلاً، إذ سرعان ما هدأت الأمور وعادت الأمور تسيرُ بشكلٍ اعتيادي «إعلامياً» على الأقل، وكان الجميع يتوقع أن تعلن الجمعيتان عن مؤتمرٍ صحافي خلال الأسابيع الأولى من يوليو/ تموز الجاري لإطلاق «التحالف» الموعود.

بعد 40 يوماً بالتمام عاودت الجمعيتان «تكتيكاتهما»، وبدأ الحديث مجدداً عن الخلاف بينهما، بسبب عدم سحب «المنبر الإسلامي» لمرشحيها قبال «قيادات الأصالة»، فيما وجد «الإخوان» أن «السلف» قد يلتفون على التحالف الموعود بدعم «مستقلين» يضمنون لهم مقاعد أكبر مما سينتجه التحالف، لتكون المحصلة النهائية، فوز مرشحين تابعين للأصالة حالياً، وربما فوز آخرين وانضمامهم لها لاحقاً.

ويبدو أن مسارعة المكتب الإعلامي للمنبر الإسلامي لنشر هذا الأمر في بيانٍ صحافي، جاء من قبيل الضغط الإعلامي على «الأصالة» لتبتعد عن هذا الأمر، وخاصة في الدائرة الرابعة بالمحافظة الوسطى التي تنافس فيها المنبر الإسلامي خصماً قوياً من التيار الوطني، يقتضي منها أن توحد أصوات التيارات الدينية لصفها، إذ سيأكل أي مرشحٍ ديني من كعكتها وليس من حصة الطرف الآخر.

المتحدث الرسمي باسم جمعية الأصالة الإسلامية النائب حمد خليل المهندي سارع في بيان صدر عنه أمس الأول للقول إن «وجود أدلة وبراهين على دعم (الأصالة) لمستقلين بدوائر فيها مرشحون للمنبر الإسلامي ادعاء عارٍ عن الصحة وما كان يجب أن يقال».

وأكد أن «الأصالة لم تتمنع من دعوات (المنبر) للتنسيق والتعاون كما قيل، بل أعلنت تحالفهما الثنائي في بيان رسمي صدر عن الجمعيتين في 14 يونيو/ حزيران الماضي».

غير أن المهندي ألقى الكرة في ملعب «المنبر الإسلامي»، ليعاود الحديث عن عدم سحبها لمرشحيها الأربعة الذين قدمتهم ضد قيادات «الأصالة» بالقول: «إننا نترجم ما ندعو إليه من التعاون والتحالف على أرض الواقع، ولا نطلق مجرد شعارات وتصريحات، والدليل على ذلك أننا لم نرشح أي شخص بدوائر (المنبر)، في حين أن (المنبر) أنزل 4 مرشحين بدوائر قيادات (الأصالة) ورموزها».

ورغم أن الأمر بدا وأنه نزاعٌ على الدائرة السابعة بالمحافظة الوسطى التي يمثلها حالياً نائب الأصالة عبدالحليم مراد، إلا أن «المنبر الإسلامي» ربما تنظر للموضوع بشكلٍ أوسع، وقد يكون استمرار طرحها لمرشحها الحسن وآخرين في دوائر «قيادات السلف» أوراق انتخابية تُرمى لتعزيز موقعها الانتخابي، ولتقديم «العصا» لحليفها التقليدي، مع «الجزرة» التي سينتجها التحالف المقبل.

ويبدو أن اللغة شديدة اللهجة التي تحدث بها المكتب الإعلامي لجمعية المنبر الإسلامي في البيان الذي أصدره أمس الأول أيضاً إزاء «الأصالة»، تحمل نوعاً من توازن «الرد» الإعلامي إزاء أي حديثٍ مضاد من جانب الطرف الآخر، فهي المرة الأولى التي نسمع فيها «المنبر» تطالب أحد نواب «الأصالة» بالتنازل صراحة وعبر الإعلام إلى صالح أحد مرشحيها، إذ جاء في بيانها الرسمي الآتي: «إذا ما كانت المصلحة العامة ووحدة الشارع هي الهدف الذي يسعى إليه الأخ مراد فعليه أن يتنازل هو كما تنازل الحسن له في انتخابات 2006 وهو كان يعرف موقف الحسن جيداً في هذه الانتخابات».

كما ولم تفوّت «المنبر» تذكير مراد والأصالة بحديثٍ انقضى ومضى تعلم عن قرب تداعياته وما آل إليه أمره، لتشير إلى ذلك بقولها: «قرار ترشح عبدالرحمن الحسن للانتخابات النيابية جاء بعد أن كان هناك تردد من جانب الأخ مراد في الترشح للانتخابات مرة أخرى وتأكد هذا بعد أن أعلن في مجلس النواب أنه لن يترشح مرة ثانية وأنه لا يشرفه أن يكون عضواً بمجلس النواب وهذا مسجل صوتاً وصورة، وهذا ما وصل لمؤسسات المنبر التي اتخذت قراراً بترشيح الحسن في هذه الدائرة بناءً على ذلك».

ربما لن تكون هذه الخلافات الطارئة آخر «سحب الصيف» التي ستطل فوق رأسي الجمعيتين إلا أنهما تدركان تماماً أن أي خلافاتٍ مهما نمت وعظمت لن تنتهي بقرع طبول الحرب بينهما، لأن ذلك يعني ببساطة أنهما ستخسران المزيد من الدوائر التي يمكن الهيمنة عليها من خلال النزول بلائحة موحدة أو التحالف فيها على الأقل.

المراقبون يرون أن الحديث الجاري حالياً عن معادلة (5 مقابل 5) لكلٍ من «السلف» و»الإخوان»، قد ترتفع للحديث عن (7 مقابل 7)، وسيكون أحد الخيارين القرار الأقرب لما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة من التحالف الذي وإن تأخر، إلا أنه مقبل لا محالة.

العدد 2881 - الإثنين 26 يوليو 2010م الموافق 13 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 8:43 ص

      زائر (6) صح النوم (لن تنشر يا وسط او سينشر التعليق مبتورا)

      البرلمان او الديمقراطية اسم مستحدث للشورى كما ذكر في القرآن اذاً على قولتك بدعة والخ.... قديماً يبني الناس من الحجر والطين وسعف النخيل بيوتا لهم تقيهم من البرد و حرارة الشمس اذأ سوى لك بيت من سعف في هذه الايام لكن في بلدك الاصلي

    • زائر 10 | 7:15 ص

      أصالة ولا منبر ..!!

      ما منكم فايدة بس تدورون مصلحتكم والدين منكم براااااااااااء..
      إلى الله المشتكى..

    • زائر 8 | 5:34 ص

      التيار الاسلامي الي اين ..؟؟

      فشل التيارات الاسلامية .. وفقدانها للمصداقية لدى الشارع البحريني بسب .. "يقولون ما لا يفعلون" وكان اختبار مشروع منع الخمور قد حسب الموضوع ..وموضوع العلاوات و المعاش التقاعدى كان مثلا اخر ..

    • زائر 7 | 2:48 ص

      شوي شوي

      بو عمر اشوي اشوي على روحك لا ينط لك عرج

    • زائر 6 | 2:06 ص

      بو عمر-الدمقراطية نظام كافر

      لا يوجد شيئ في الاسلام اسمة دمقراطية ولا برلمان ترا هاذي كلها بدعة كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار نطالب بشورة الشورة لا قير وقال تعالى{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} لا يوجد في الاسلام برلمان ولا ديمقراطية

    • زائر 5 | 1:49 ص

      الاصلاح اشر من وطيء الثرى

      الاخوان لا يجيدون الا الكذب ولا يملكون الا اللف والدوران شنو هاي اسم مو على موسمى

    • زائر 4 | 1:45 ص

      لا للتلاعب باالدين ‏

      اللهم إشغل الظالمين باالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين غانمين ‏

    • زائر 3 | 1:22 ص

      باي باي سلف

      السنة الحكومة ما تحتاج اليكم جابتكم عون صرتون فرعون عليها في تحريم الخمر وغلق الملاهي وأملاك الدولة هالمرة بتحتاج ناس غيركم مثل العسومي وغيره من والعلمانيين

    • زائر 2 | 12:52 ص

      معتدل

      الاسلام قادم لا محالة و هو مايختاره الشعب دائما و ابدا و اللا دينيين يحاولون يلعبون على الحبليين

    • زائر 1 | 12:25 ص

      محرقي

      سحابة طيش سحابة عياره وجودكم مثل عدمه كلكم تلعبون باسم الدين الله عليكم

اقرأ ايضاً