العدد 2884 - الخميس 29 يوليو 2010م الموافق 16 شعبان 1431هـ

عندما يفقد الإنسان عقله

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

سمع الجميع بقضيّة المواطن الخليجي «السكران»، الذي تهجّم على عناصر من الشرطة، بعد ضبطه مخموراً حتى النّخاع، وقد أصدرت وزارة الداخلية بياناً بأنّ هذا المواطن تذكّر تعاطيه للكحول أكثر من الحد، ولكنّه لا يتذكّر ضربه للشرطة، على رغم وجود شريط يدل على الحادثة.

وفي حادثة أخرى وحزينة عرضها موقع «اليوتيوب» الإلكتروني، قصّة المواطنة الخليجية كذلك التي مشت في إحدى الشوارع الخليجية المحافظة، وهي لا تلبس شيئاً يستر عورتها وكانت في حالة سكر شديد!

إنّ حالات السكر التي تصل إلى هذا الحد تحتاج من رجال القانون ومن الشرطة التدخّل، وهي ليست مسألة شخصية بل مسألة حفاظ على المجتمع وعاداته وتقاليده، وبالتالي فإنّ إيقاف المخمورين ومن شابههم جهد تُشكر عليه وزارة الداخلية بجنودها المجهولين.

إدمان الكحول والمخدّرات يعرّض البشر إلى الكثير من المخاطر، ويؤدّي إلى ذلّهم بطريقة بشعة، ناهيك عن التصرّفات غير المسئولة التي قد تودي بحياة آخرين أو تعريضهم للمآسي الخطيرة، كما حدث في قصّة الشاب الخليجي والمواطنة الخليجية.

لماذا يعرّض البعض نفسه الى هذه المهاترات؟ ولماذا لا يتوقّف البعض عن الشرب الثقيل؟ أهو إدمان؟ أم هو نوع من الراحة كما يعبّر عنها البعض؟!

وجدنا الكثير من شريحة المجتمع المحافظ يتعاطى الكحول والمخدّرات، وأكثرهم في سن يافع، وهناك البعض منهم من لم يتعدّ مرحلة المراهقة، ولم يجد من يردعه عما يفعله.

لا نصدر اليوم الأحكام على من يتعاطى الكحول في المناسبات، أو حتى من يتعاطاها داخل منزله، فهذا شأنه بينه وبين ربّه، ولكن نلقي اللوم على من يعرّض حياة الآخرين أثناء شربه، وعلى من يخرّب ولا يتذكّر ما قام به بعد ليله الأسود!

كما نلقي اللوم على من يبيع الكحول ويناولها لأيدٍ صغيرة لم تتعدّ السن القانونية، ولم يجد من يعدله عما يقوم به، ونحن اليوم ننتظر حلول شهر رمضان المبارك، وننتظر معه تدخّل المسئولين في الدولة، كي يشدّدوا العقوبات على من لا يرضخ للقانون.

في كثير من البلدان الأجنبية لا يمكن بيع السجائر لدون السن القانونية، وقد يسأل البائع عن هويّة الشخص المشتري للسجائر، حتى يتأكّد من اتمامه السن القانونية، أما نحن فمازلنا نعاني من بيع السجائر والكحول على الصغار.

نريد الحملات الأمنية التي تردع هؤلاء عمّا يفعلون، ونتمنّى زيادة الرسوم على المسكرات حتى نقلل من حجم المشكلات المترتّبة، كما نعلن امتناننا للحملات التفتيشية داخل بعض المناطق التي تبيع هذه الكحول، للتأكّد من عدم بيعها على الصغار. وجمعة مباركة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2884 - الخميس 29 يوليو 2010م الموافق 16 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:37 ص

      الكاتبة القديرة مريم الشروقي كوني اكثر وضوحا وحزما في مواجهة المنكر وابتعدي عن التبسيط

      ((ولماذا لا يتوقّف البعض عن الشرب الثقيل؟
      ((لا نصدر اليوم الأحكام على من يتعاطى الكحول في المناسبات، أو حتى من يتعاطاها داخل منزله، فهذا شأنه بينه وبين ربّه،))
      ((كما نلقي اللوم على من يبيع الكحول ويناولها لأيدٍ صغيرة لم تتعدّ السن القانونية،))
      ((نتمنّى زيادة الرسوم على المسكرات حتى نقلل من حجم المشكلات المترتّبة، ))

      اتمنى ان تعيدي صياغة هذه الجمل ولاتهوني موضوع الخمر ومن الأحرى ان تقولي امنعوه او شددوا العقوبة على شاربه ..

    • زائر 6 | 7:44 ص

      مشكلة الخمور

      ولدي عمره 22سنة يشتغل في شركة ,,,,هالشركة سوت حفلة للموظفين في فندق و طبعا لماقدموا الخمر مع الأكل تعجب المدير بأن ولدي رفض حتى لمس الكاس و قال حق ولدي ( الخمر صار مثل الماي و انت ماتشرب ) مع العلم بأن المدير بحريني مسلم ,,,,,لكن الظاهر مسلم بالأسم بس ,,,,,,الحل في منع الخمور و مانبي فلوس من سياحة الخمور خل تصير المعاشات اللي تعطينه أياها الحكومة كراتب حلال ,,,,مشكورة أستاذة على هالموضوع .

    • زائر 5 | 4:14 ص

      هذا ما يسمى :

      شكوى الحكومة عند الحكومة!

      وهناك لوم يقع على تربية العائلة المسلمة لابنائها ... فالخمور حرام شرعا ... فكيف يكبر بعض الابناء دون امتلاك مثل هذه القيم الاسلامية المهمة.

    • أم علي98 | 1:38 ص

      أم علي98

      مافي حل لهالموضوع أختي الكاتبة دام الحكومة تسمع وتشوف واذن من طين واذن من عجين صارت بلدنا الحبيبة مثل ولاية امريكية من الجرائم والمشاكل وين علماء الدين وين مسؤولي الدولة ولكن المشتكى الى الله.

    • زائر 4 | 1:11 ص

      بهلول

      ومن قال إنه شأن بين العبد و ربه فقط !؟ ألا يسبب ذلك الضرر للزوجة و الأبناء ؟ مالذي يضمن لك أنه لن يخرج من المنزل بعد خروج عقله عن المنطق و يعيث في الشوارع فساداً و حوادث؟ هل تصورت ما قد يحدث لمن يشرب داخل الفندق و احتمالات إصابته بأمراض جنسية و غير جنسية تنعكس عليه و على عائلته و بلده ؟
      بالنسبة للسن القانونية، فمتى كان عدد السنين مقياساً للرشاد ؟ كثيراً ما أرى أولاداً لم يتجاوزوا الثانية عشر يزدانون حكمة ووقاراً و أخلاقاً ، بينما للأسف هناك كهولاً و شيوخاً لم يتجاوزوا سني المراهقة !

    • زائر 1 | 12:34 ص

      جمعه مباركه لأمثالك الطيبين **

      كلام ليس عليه غبار ، اليس يمكن هذا الامر الحاصل من زعانف الحريه بنت الديمقراطيه ولكن انت على حق في القاصرين واما الكبار الراشدين امرهم يختلف القانون ، ولو اتخذ حقه سلمت الناس من شر الحوادث والبلاوي التي تصيب الابرياء.

اقرأ ايضاً