العدد 2885 - الجمعة 30 يوليو 2010م الموافق 17 شعبان 1431هـ

جمعية البحرين للإنترنت تشارك في إطلاق جائزة النقال (2 - 2)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

النقطة الثالثة، وهي ذات رؤية تقوم على أبعاد متعددة تغطيها صناعات الهاتف النقال وسرعة انتشاره، وضخامة أرقام عوائده، إذ تشير دراسة حديثة أجريت على السوق السعودية، إلى أن صافي دخل شركة واحدة من ثلاث شركات رئيسة تعمل في تلك السوق هي «شركة الاتصالات السعودية» وتستحوذ على نحو 48 في المئة من عدد المشتركين في هذه الخدمة فقط، قد بلغ نحو 7 مليارات دولار خلال العام 2009» ، تشكل 70 في المئة من إجمالي دخل الشركة. ويصل عدد المستخدمين في تلك السوق إلى 44 مليون مشترك، أي، وكما تقول الدراسة فإن، ذلك يجعل نسبة الانتشار «تصل إلى 170 في المئة». ومن المتوقع أن تشهد سوق الهاتف الجوال العربية نسبة نمو لا تقل عن 52 في المئة كما يتوقع لها بها مركز دراسات الاقتصاد الرقمي «مدار». ولا ينحصر هذا النمو الفلكي على اقتناء الأجهزة فحسب، بل يشمل أيضا أوجه الاستخدام. فطبقا لدراسة نشرها موقع الشبكة الاجتماعية «فيس بوك» وصل عدد المشتركين فيها من مستخدمي الجوال إلى 100 مليون من أصل 400 مليون مشترك، علما بأن عمر خدماتها لمستخدمي الجوال لم تتجاوز ستة أشهر ففقط. أما بالنسبة لعدد التطبيقات فيكفي أن نعرف أن شركة أبل وحدها احتفلت قبل أيام بوصول عدد التطبيقات التي بوسع مستخدمي هاتف آي فون أن يتمتعوا بها إلى 15،000 تطبيق، كما بلغ «التحميل من السوق الى 500 مليون تحميل وهو عدد كبير جدا وخصوصاً أن سوق التطبيقات لم تمض عليه سوى 6 شهور تقريبا وبدأ بـ 552 تطبيقا فقط. كل تلك الرقام تشير إلى أن نمو سوق الهاتف الجوال تشهد نموا متعدد الجوانب، ومستويات مختلفة.

وفي نطاق هذه النقطة بالذات، وعلى المستوى الخليجي فقط، ينبغي الإشارة إلى أنه خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو/ حزيران 2010، «أطلقت بوابة (twofour54.com) التي يقع مقرها في أبوظبي برنامج تمويل باسم التطبيقات العربية «AppsArabia» لدعم تطوير التطبيقات العربية لهواتف آي فون (iPhone) ومشغلات آي بود تاتش (iPod touch). وستستثمر AppsArabia في أفضل الأفكار الخاصة بالتطبيقات البرمجية لأصحاب المشاريع والأعمال ومطوري البرمجيات، بالإضافة إلى توفير الإرشادات التجارية، والموارد اللازمة، والدعم التسويقي الفعال لضمان نجاح هذه التطبيقات. على نحو مواز، تناقلت وكالات الأنباء إعلان «منتدى الترفيه عبر الجوال ومجموعة شركة اتصالات القطرية (كيوتل) عن تأسيس مكتب محلي للمنتدى في الدوحة برعاية مجموعة كيوتل ويعتبر الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر. وسوف يلعب مركز ابتكارات الوسائط عبر الجوال دوراً مهماً في تطوير تطبيقات جديدة للجوال، وحلول في مجال الخدمات الصحية والتعليمية، وسيكون الدافع الرئيسي لتحقيق نظام ايكولوجي إقليمي في مجال الابتكارات عبر الجوال».

وبخلاف ما قد يتوقعه البعض منا حين يحصر استخدامات الجوال في نطاق ضيق جداً لا يتجاوز حدود المحادثات الهاتفية وتبادل الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني، فهناك الحقل التعليمي حيث تحتل خدمات الجوال، كما يلقي عليها الضوء موفق الصناوي، مكانة متميزة، إذ تبيح له خواصه «كوسيلة اتصال ذي اتجاهين من المرسل والمستقبل ومن المستقبل الى المرسل... وصغر حجمه وسهولة حمله أن يكون واسع الانتشار وفي متناول يد الجميع وهذا يجعله قادرا على التعامل مع العديد من المواقف التربوية التي تحتاج الى المرونة في الاتصال قد تكون صعبة من دونه».

لذلك تأتي خطوة جمعية البحرين للإنترنت في دعوتها للمنخرطين في صناعة تطبيقات الهاتف الجوال من أفراد ومؤسسات منسجمة مع توقعات السوق واتجاهاتها الرئيسية. وتغطي المسابقة الحقول الثمانية ذاتها التي تشملها جائزة القمة للمحتوى الإلكتروني وهي: الأعمال والتجارة، الحكومة والمشاركة، التربية والتعليم، التسلية وأنماط السلوك، السياحة والثقافة، الوسائط الإعلامية والأخبار، البيئة والخدمات الصحية، الاحتواء والتعزيز.

وفيما يتعلق بمعايير التقييم وأدوات القياس، فقد أضيف، كما يقول نواف عبدالرحمن، عنصران إلى الخمسة المعمول بها في تقويم أعمال جائزة المحتوى الإلكتروني. فإلى جانب جودة المحتوى وشموليته، وسهولة استخدامه ويسر الإبحار على مكوناته، وحسن التصميم، وكفاءة المجالات ودقة أدائها، وتفوق الأداء وتماسك أجزائه، هناك أيضا، الأهمية الاستراتيجية من حيث مساهمته في تطوير خطوات التقدم نحو مجتمع معلومات متطور، وسهولة وانخفاض كلفة وصول المستفيدين من خدماته.

مما لاشك فيه أن المشاركة في هذه المسابقة ستكون لها انعكاساتها الإيجابية على صناعة تقنية الاتصالات والمعلومات البحرينية في سوق الهاتف الجوال الواعدة، فإلى جانب مردودها الاقتصادي والاستثماري، هناك جوانبها الاجتماعية التي من الخطأ التقليل من ثقلها في التأسيس لمجتمع المعلومات. وبالتالي فمن الضرورة بمكان رؤية ذلك التزاوج التقدمي/ المعرفي الذي تدعو جمعية البحرين للإنترنت المنخرطين في هذه الصناعة إلى ولوجه.

قد تبدو المسافة التي تفصلنا عن موعد التقدم للجائزة قصيرة، وربما يعتقد البعض من المنخرطين في هذه الصناعة أنها لا تبيح لهم المشاركة، لكن البحرين، ومن خلال مقارنة بين الفئات التي يمكن التقدم بأعمال فيها، وما هو متوافر في السوق البحرينية تزودنا بشحنة من التفاؤل. ويمكن الإشارة إلى البعض منها. فعلى مستوى الخدمات الحكومية هناك عشرات الخدمات التي توفرها الحكومة الإلكترونية عن طريق الهاتف الجوال، وبالتالي فليس على مقدمي الخدمة سوى اختيار الأفضل منها، والذين يعتقدون بأن له حظا وافرا من النجاح. كذلك الأمر بالنسبة للخدمات المصرفية الإلكترونية التي ينعم بها اليوم، في البحرين، الكثيرون ممن يلجأون إليها إما اختصارا للوقت أو لسرعة الإنجاز

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2885 - الجمعة 30 يوليو 2010م الموافق 17 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً