العدد 848 - الجمعة 31 ديسمبر 2004م الموافق 19 ذي القعدة 1425هـ

أداء الدور في المنزل قبل اللعب... قانون مهم في الأسرة

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

لو أردنا أن نتعلم كآباء كيف نعود أبنائنا على أداء أدوارهم في البيت فإن علينا أن نكون - كما كتبت في السابق - واضحين وحازمين. .. وعندما نضرب الأمثلة عن كيفية تطبيق ما نعلمهم إياه من أدوار عليهم الالتزام بها كأفراد في الأسرة فإن ذلك يتطلب منا أن نستفيد عمليا من كيفية تطبيق ذلك من خلال ورش العمل التي يقوم بتنفيذها خبراء التربية مع الآباء الذين يعانون من هذه المشكلات ووجدوا لهم حلولا عملية وناجحة. ولكي نعود الأبناء مهما كان سنهم على الالتزام بقيام دورهم أو واجبهم المنزلي أو المدرسي في الوقت المناسب فإننا يجب أن نضع العمل قبل اللعب أمامهم... كقانون عليهم تطبيقه بأنفسهم بعد التعود على ممارسته عمليا. فريد طفل في الرابعة من عمره تعود صباح كل يوم أن يأكل إفطاره صباحا الساعة السادسة والنصف... وكان يتلكأ متمتعا في تناوله أطول مدة ممكنة... وعند الساعة السابعة يذهب إلى كلبه ليطعمه إفطاره... ثم يتذكر أن الحافلة قادمة للذهاب إلى المدرسة فيذهب مسرعا إلى غرفته ليرتدي ملابس الروضة...

فيقضي خمس دقائق في ارتداء ملابسه الداخلية ويلبس على مهل ملابسه كاملة بعد إلحاح من والدته... لكنه في النهاية يذهب في وقته المحدد. سألت أمه نفسها "لماذا لا أضع له الخطوات التي عليه أن يسير عليها صباح كل يوم من دون أن يحتاج مني ذلك إلى الإلحاح عليه لينتهي في الوقت المناسب؟". جلست أم فريد معه مسا ء وقالت له "تعال أجلس بجانبي أريد أن أخبرك بخطوات تسير عليها صباح كل يوم حتى لا أحتاج إلى الإلحاح والثورة عليك... ولكي تتعود على القيام بواجباتك بنفسك" رد فريد بتشوق "ما هي؟ أجابت الأم" أولا... سأضع لك الملابس في المكان الذي تجد أنه مريح لك أكثر من حيث ارتداؤها بصورة سريعة. سأترك لك اختيار المكان... هل هو في غرفة النوم أو أعدها لك في غرفة المعيشة على ألا تزيد في ارتدائها عن عشرة دقائق... سأضع الساعة على الوقت "أجاب فريد" أريد أن تضعيها في غرفة المعيشة "لم يتوقع فريد أن الوقت سيمر بهذه السرعة ووجد نفسه لم ينته من ارتداء ملابسه في الوقت المحدد . قالت له أمه" لم تنته بعد... خذ ملابسك واذهب إلى غرفة نومك واكمل ارتداء ملابسك. وفوجئت الأم بابنها بعد عشر دقائق وقد ارتدى ملابسه كاملة مدحته أمه قائلة؛ "حسنا فعلت... الآن استطيع أن أقول إنك قد كبرت". واستمر ذلك التمرين ثلاثة أسابيع... تضع الأم ثياب فريد في غرفة نومه إذا لم يرتدها في غرفة المعيشة. لارتداء ملابسه في وقت تحدده هي... ولم يخلو الأمر من محاولة اختباره مدى جدية والدته لهذا القانون الذي وضعته... وقررت الأم بعد أن وضعت له وقتا محددا يصل إلى النصف ساعة أن تقلله حتى أصبح عشر دقائق ..لكنه ظل يحتاج إلى مراقبتها في تنفيذه. وفي يوم قررت أن تعكس المطلوب منه... لماذا لا يرتدي فريد ملابسه ثم يتناول طعام الإفطار... وفي اليوم التالي وصل إلى طاولة الإفطار مرتديا ملابسه مستعدا للذهاب إلى المدرسة بعد تناوله لطعامه. إن ما فعلته أم فريد يمكن لكل أم أن تطبقه على أبنائها مهما اختلفت أعمارهم بالنسبة لمختلف المهام المطلوبة منهم من قبل البيت أو المدرسة... بالنسبة للاستحمام... ترتيب الغرفة... إعادة الألعاب إلى مكانها... وغيرها من الأعمال التي تتناسب مع حياة كل أسرة وكل مجتمع... المهم أن يكافأ الطفل إذا قام بواجبه في وقته ليشعر بالتشجيع ليطور سلوكه بنفسه. فوزية طفلة في الخامسة من عمرها كانت تأخذ دقيقتين في ارتداء بيجامتها وعشر دقائق في برش أسنانها قبل النوم. تذهب إلى فراشها الساعة السابعة بعد أن ترتدي بيجامتها في دقيقتين لكنها تأخذ في برش أسنانها ربع ساعة بعد أن تطالع قصتها إلى الساعة السابعة والربع ما يجعل أمها تضطر إلى أن تدخل عليها الحمام لتستعجلها وتأخذها إلى الفراش. وهكذا تسير الأمور بالنسبة لفوزية كل ليلة... إن الحل العملي الذي كان على الوالدين القيام به هو أن تقوم فوزية ببرش أسنانها قبل أن تذهب إلى فراشها لمطالعة قصتها... وبهذا ستنتهي مشكلة والديها معها... أي أداء الواجب قبل اللعب أو التسلية... وبهذا ستنام في موعدها كل ليلة

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 848 - الجمعة 31 ديسمبر 2004م الموافق 19 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً