العدد 850 - الأحد 02 يناير 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1425هـ

"الرياح الخريفية" تهب و"شبيبة التلال" المتطرفة تعرقل الإنسحاب

شارون: عملية الإخلاء مرتبطة بالتطورات الميدانية

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض 

02 يناير 2005

بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس عملية عسكرية واسعة في شمال قطاع غزة أسمتها "رياح خريفية" تهدف لوقف إطلاق القذائف الصاروخية صوب المستوطنات الإسرائيلية، في وقت انسحبت فيه تلك القوات من خان يونس.

وفي مقابل ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إن عملية الإخلاء مرتبطة بالتطورات الميدانية، في وقت انتقلت فيه جماعات من "شبيبة التلال" الإسرائيلية المتطرفة إلى "غوش قطيف" لمساندة المستوطنين، ووافق مستوطنو "ايلي سيناي" شمال القطاع سرا على الانتقال إلى داخل الخط الأخضر.

وطالب شارون وزراء حكومته أمس بتقديم موعد التصويت على إخلاء المستوطنات من غزة وشمال الضفة الغربية في إطار خطة "فك الارتباط".

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن شارون سوغ طلبه هذا قائلا انه "يتوجب منح المستوطنين فترة زمنية كافية لينظموا أمورهم من ناحية السكن والعمل وغير ذلك"، وشدد شارون على أن إخلاء "غوش قطيف" سيتم على أربع مراحل، كما أقرت الحكومة، وليس مرة واحدة، وحذر من أن المناورات السياسية من جانب أية جهة في "إسرائيل" لن تساعد أحدا، مؤكدا "وإنني أنوي تنفيذ "فك الارتباط"". وتابع شارون محذرا الفلسطينيين انه في حال تصاعد الإرهاب فإن عملية إخلاء المستوطنات ستتأخر وانه في هذه الحال ستجتمع الحكومة وتقرر في الأمر.

وأفادت الإذاعة أيضا بأن عددا من الوزراء احتجوا على نية شارون تقديم موعد التصويت على الخطة للشهر الجاري.

وبدوره قال وزير الأمن الإسرائيلي شاؤول موفاز خلال اجتماع الحكومة إن "فك الارتباط" هي مهمة قومية وعلى هذا النحو يتعامل معها الجهاز الأمني.

وقالت الإذاعة إن موفاز شدد على أهمية اتخاذ القرار بشأن تعويض المستوطنين في أسرع وقت ممكن وان جنودا نظاميين وأفرادا في الشرطة الإسرائيلية سينفذون عملية الإخلاء، فيما سيستبدل جنود الاحتياط الجنود النظاميين في المهمات الاعتيادية.

إلى ذلك قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس إن مجموعة من شبيبة المستوطنات المتطرفين الذين ينعتون باسم "شبيبة التلال" انتقلوا في الأيام الأخيرة من مدينة الخليل، إذ نشطوا ضد الفلسطينيين، إلى مستوطنات "غوش قطيف" في غزة، لمساندة المستوطنين في مقاومة ما يسمى خطة الانفصال.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش قولها إن "شبيبة التلال" بدأوا ينشطون في غزة، خصوصا منذ مصادقة الكنيست في أكتوبر/ تشرين الأول على قانون الإخلاء والتعويض، ويتجمع هؤلاء المتطرفون خصوصا في المستوطنات المعزولة نسبيا التي تتعرض إلى القصف الصاروخي الفلسطيني كمستوطنات "نتساريم" "كفار داروم" و"موراغ".

وقال أحد المسئولين الاستيطانيين للصحيفة إن هؤلاء الشبان سيبدأون، خلال الأسبوع الجاري، بإجراء تدريبات على مقاومة خطة الإخلاء.

كما كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس النقاب عن اتفاق مبدئي بين سكان مستوطنة "ايلي سيناي" والحكومة الإسرائيلية على إخلاء المستوطنين وان مستوطنيها مستعدون لإخلاء المستوطنة والانتقال للسكن في منطقة نيتسانيم الواقعة شمال مدينة اشكلون "عسقلان" داخل الخط الأخضر. وقالت "يديعوت احرونوت" إنه تم نقل موافقة ومطلب المستوطنين بالانتقال للسكن في منطقة نيتسانيم، إلى شارون، ولمديرية "فك الارتباط" بصورة سرية قبل نحو الشهر وان هذا الاتفاق يعتبر "إنجازا" جديدا للحكومة في أعقاب موافقة سكان مستوطنة "بيئات ساديه"، البالغ عددهم 20 عائلة كافة على إخلاء المستوطنة والانتقال للسكن داخل الخط الأخضر على رغم أنهم يعبرون ظاهريا عن معارضتهم الشديدة للخطة لكنهم يتحدثون داخل غرف مغلقة عن قناعتهم بأنه لا يمكن منع تنفيذها.

احتفال جماهيري لـ "أبو مازن"

وفلسطينيا، نظمت حركة "فتح" في المحافظة الوسطى مهرجانا انتخابيا لمرشحها محمود عباس "أبومازن" وسط إجراءات أمنية مشددة ضمت المئات من أفراد الشرطة وحرس الرئاسة وذلك في ملعب اتحاد دير البلح بحضور جماهيري حاشد. وميدانيا، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن إسرائيليا أصيب أمس بجروح بالغة جراء سقوط قذيفتي هاون في المنطقة الصناعية ايرز في شمال القطاع، فيما أصيب خمسة بحالات الهلع جراء سقوط صاروخي "قسام" في بلدة "سديروت".

وقال مصدر فلسطيني إن قوات الاحتلال اقتحمت صباح أمس منطقة أبو صفية شرق جباليا وقامت عشر آليات عسكرية وجرافتان باقتحام منطقة أبوصفية باتجاه مدخل بيت حانون الجنوبي، وسط إطلاق كثيف للنيران على منازل المواطنين فيما شرعت الجرافات بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في المنطقة. وأضاف أن قوات الاحتلال، حشدت ما يزيد عن عشرين آلية عسكرية على معبر بيت حانون ما ينذر بعملية اقتحام واسعة في بيت حانون، في حين قصفت الطائرات في ساعة مبكرة من فجر أمس، تجمعا للمواطنين شمال مخيم جباليا، ولم يبلغ عن وقوع إصابات فيما أكدت الإذاعة أن القصف استهدف قاذفات للصواريخ. وفي خان يونس انسحبت قوات الاحتلال من حي الأمل بعد اقتحام دام أربعة أيام، وخلفت وراءها دمارا هائلا في المنازل والبنى التحتية إضافة إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، إذ أسفرت العملية عن استشهاد عشرة شهداء وأكثر من ثلاثين جريحا وتدمير عدد كبير من المنازل.


السماح لنحو 4200 "غزاوي" بتأدية فريضة الحج

غزة - أ ف ب

أفادت مصادر أمنية فلسطينية أن الفوج الأول المكون من 800 من الحجاج من قطاع غزة البالغ مجمل عددهم 4250 حاجا غادر أمس عبر معبر ايريز على أن تغادر الأفواج الستة المتبقية حتى فجر الجمعة. وأشارت المصادر إلى "أن "إسرائيل" تجبر الحجاج على النزول من الحافلات والسير على الأقدام لمسافة تزيد عن ثلاثة كيلومترات حتى الوصول إلى نقطة التفتيش الإسرائيلي، إضافة إلى طلب الجانب الإسرائيلي بوضع قائمة بأسماء الحجاج على مقدمة الحافلات ولا يسمح لكل حاج سوى بحقيبة واحدة فقط". وذكرت المصادر انه "تم منع أكثر من مئتي حاج من المغادرة إلى موسم الحج هذا العام"

العدد 850 - الأحد 02 يناير 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً