العدد 850 - الأحد 02 يناير 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1425هـ

"كيميائيات" شهاداتهن حبيسة الأدراج

الأحلام حين يبخرها الواقع

كان العام 1997 هو العام الذي بدأت أغرس فيه أشجار الحياة في روض أحلامي، العام الذي التحقت فيه بجامعة البحرين، وكان مفترق الطرق، إذ كان علي أن أختار التخصص الذي سيرسم كل ملامح مستقبلي ويحدد كل معالم شخصيتي، وستبنى عليه حياة كاملة، هي مستقبلي كفرد ومستقبل مجتمعي وبلدي. ومع طموح وأحلام الشباب التي كانت تتملكني، وجدت نفسي في تخصص الكيمياء بفرعه في علوم الحاسوب. إذ بدا لي وقتها الأساس الذي سينشئ أجيالا لاحقة قادرة على التواصل مع ركب التقدم في الدول والمجتمعات الأخرى، وذلك عن طريق ربط العلوم بالتكنولوجيا. ولكني لم أكن أدرك أن حلمي هذا كان سبق حلم وزارة التربية والتعليم بـ 8 سنوات حتى تتخذ خطواتها نحو إنشاء مدارس المستقبل!

وكانت شمس العام ،2002 العام الذي تخرجت فيه في الجامعة وأنا أحمل شموع الأمل نحو الغد. حتى بدأت شموعي تنطفئ الواحدة تلو الأخرى، بعدما ركنت أوراقي في أدراج التربويين في وزارة التربية والتعليم، ليتوظف كل حملة التربية من جميع التخصصات في دفعتي التالية التي تلت عام تخرجي. ناهيك عن أولئك الخريجين والخريجات من تخصصات الرياضيات مثلا وعلوم الحاسوب والجغرافيا، الذين تم توظيفهم واستطاعوا تحقيق أحلامهم مدرسين ومدرسات، وهم الذين كان المفروض أن تصنف تخصصاتهم كغير تربويين، وتدرج أسماؤهم معي في القائمة ذاتها. لتبقى بذلك أسماؤنا أنا وزميلاتي الخريجات من التخصص ذاته إذ لا يزيد عددنا على 10 خريجات، تبقى ضمن لائحة غامضة في وزارة التربية لا ندري حتى الآن ماهيتها أو حتى مسماها الحقيقي. وخصوصا أن سبب استناد تخصصنا إلى علوم الحاسوب من دون التربية لم يعد مقنعا في ظل عمليات التوظيف السابقة التي حدثت لغير التربويين وبسبب آخر هو توجه الوزارة إلى إنشاء مدارس المستقبل، الحلم الذي ظل يداعب مخيلتنا طوال 5 سنوات الدراسة في الجامعة. ومع كل ذلك، فالآن ونحن نجد تخصصنا الأنسب لهذا المشروع المتقدم الذي طرحته الوزارة أخيرا ليتناسب مع البرنامج التخصصي الذي طرحته جامعة البحرين بأعوام سابقة لكن تبدو أسماؤنا وكأنها منسية حين يبتعث المدرسون والمدرسات للتدريب على نظم الحاسوب فيما نملك نحن المهارات والكفاءات والدراسة ما يكفينا عن هذا التدريب!

فإلى متى ستظل حقوقنا حبيسة أدراج قسم التوظيف؟ ومن سيعيد بصيص الأمل إلى أحلامنا التي ذهبت في سلال البطالة والإهمال؟وهل سيكون لدعوة ملكنا حفظه الله ورعاه في القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي إلى خلق فرص عمل للمواطنين والقضاء على البطالة أي تأثير في قرارات وزارة التربية والتعليم التي تواجه تخصصنا بالرفض في كل مرة، هذا في ظل تسرب أخبار عن احتياجاتها الحقيقية لتخصصات العلوم والكيمياء.

"الأسماء والعناوين لدى المحرر

العدد 850 - الأحد 02 يناير 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً