العدد 852 - الثلثاء 04 يناير 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1425هـ

البرلمان ليس هو الحل لهموم الناس ولكن!

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

البعض كان يسألني: هل تعتقد ان حل مشكلات الناس سيكون عبر المشاركة في انتخابات 2006م؟ هل تعتقد ان الرز سيزداد وستكون هناك تشريعات، بمعنى هل أنت متفائل إلى هذه الدرجة؟ قلت له: بصراحة أنا لا أعول كثيرا على البرلمان ولا أرى اننا سنحصل على كل الحقوق ومخطئ من يضع كل بيضه في سلة البرلمان البحرينية أو أي برلمان عربي مهما كان حجمه. .. أنا لن ارفع شعار البرلمان هو الحل. ولن أنام يوما لأتوهم ان الشمس ستشرق ذات صباح من البرلمان البحريني ولا أعول عليه كثيرا ولكن عندما أدعو إلى المشاركة أدعو إليها باعتبارها تمثل عودة إلى جزء من المطالب وليست كل المطالب، جزءا من الحل وليست كل الحل، جزءا من الرقابة وليست كل الرقابة، جزءا من الضغط وليست كل الضغط ويجب ان نتعاطى مع البرلمان البحريني بعقلية واعية وذكية وليس بعقلية بعض نوابنا أو بعقلية رئيس المجلس الظهراني الذي أفهم من بعض تصريحاته ان البرلمان البحريني يكاد يكون أفضل من مجلس العموم البريطاني ذلك لأن في المجلس البريطاني انتقاد حاد للحكومة و"عدم احترام" وفي البرلمان البحريني هناك احترام للحكومة... أقول: القضية ترتكز على أعراف محلية وإقليمية ودولية وتارة العرف في العالم العربي أقوى من القانون والتوازنات أقوى من مواد الدستور وهنا اطرح سؤالا دلونيا على برلمان عربي قوي. مصر برلمانها يحمل الكثير من الديكورية، تونس مازالت غارقة في ثقافة تمديد الرئاسة وجمهوريات تحولت إلى جمهوريات وراثية وبين اظهرنا دول بلا دساتير وبلا برلمانات وبلا نقابات القضية كيف تدخل تخلق عرفا سياسيا كما قمنا في الصحافة عندما رفعنا سقف النقد حتى طال ارفع الوزراء وباتت "الوسط" تمارس دورا في النقد والتصحيح وإنجاح الملفات وخلق التوازن على رغم قساوة قانون تنظيم الصحافة السيئ الصيت.

أنا لا أعول على البرلمان البحريني كثيرا لكن أجد فيه طريقا نحو رفع السقف وطريقا للعمل السياسي وان نكون في قلب المعادلة لأن غيابنا يملأ الكأس بمن هم لا يمتلكون معرفة سياسية ويقودون قطار البرلمان إلى البرقع وإلى شم الغراء وإلى علاوة بشت وإلى فرض تسمية "بن" في اسم النواب وإلى ألفاظ ما انزل الله بها من سلطان. هل تقول: لسعادة النائب أو صاحب الفضيلة النائب وهكذا تحول البرلمان البحريني إلى برلمان مخطوف نحو تركيز البعد المناطقي إلى ان وصل الأمر لأن يطالب رئيس المجلس النيابي بخفض رواتب المواطنين وبالأمس بدأت تظهر ثقافة البلدوزر وقبلها إلى خطاب "خير يجلب الخير وكما تدين تدان و..." كما جاء في المقابلة التي أجراها الأخ بوصفوان مع الرئيس وبلغ الأمر بالبعض ان يطالب بتشريع قوانين تتدخل في المواكب وهكذا هو القطار يقاد نحو توافه الأمور وطفحت على السطح مواقف غير مسئولة من قضية شارع المعارض إلى رفض قانون يحرم التمييز إلى أن وصل الأمر - ونحن غائبون - إلى الدفاع عن التجنيس ومحاولات لتقنين قوانين تحد من الحريات كقانون التجمعات العامة وهكذا يؤخذ البرلمان يمنة ويسرة بل بعض نوابنا راح يرقص فرحا حتى سقطت ورقة التوت في ملف التأمينات والتقاعد بعد ان كانوا يلوحون بالعصا الغليظة وبانت نواجذهم وعروق رقابهم المتينة في بداية طرح الملف هذا ونحن مشغولون في البيضة والدجاجة.

البرلمان مؤسسة يجب ان نكون فيها وان يكون لنا حضورنا كوطنيين وكإسلاميين وان نقف ضد الفساد المالي والإداري وان نبدأ أول ما نبدأ بمناقشة البرلمان البحريني والأمانة العامة عن التوظيف كيف تم في البرلمان في الظلام وعبر الهاتف والاسماء موجودة تكشف زيف بعض الشعارات التي تقول ان المواطنة متساوية... وسؤال هل إذا تمت الموافقة على البونس هل سيرفض الناس البونس لأنه جاء من تحت ضغط البرلمان؟ ابدا الكل سيأخذ حصته. لماذا؟ لأن الناس يبحثون عمن يحقق لها مطلبا ولو صغيرا في رفع اقتصادهم. لماذا الناس يلتجئون إلى الصحافة في قضايا الإسكان وقروض الإسكان ومنح البيوت، والقضايا التي تتعلق أيضا بالصحة، والبعثات في التربية، ووقف الفساد في الأوقاف وغيرها و... ان الحل ليس في البرلمان انما الحل ان نشارك في كل شيء ان يكون للإصلاحيين ومن كل الأطراف حضور في الوزارات وفي البرلمان وفي النقابة وفي الصحافة وفي القضاء... ان نقف مع الحكومة في إيجابياتها ونشجع كل خطوة إيجابية وألا نجامل الأخطاء بل علينا ان ننتقد كل ممارسة خاطئة سواء من الحكومة أو من أي طرف في المجتمع. أقول: البرلمان ليس هو الحل ولكنه مؤسسة يجب ان نكون فيها ولو بممارسة ضغط بنسبة 30 في المئة. ان سيطرة التيار السلفي على البرلمان وضعف إدارة رئيس مجلس النواب هو بسبب ابتعادنا. علينا من الآن دراسة الموضوع بموضوعية قبل فوات الأوان في .2006 وفي المعارضة رجال محترمون وهم كثر - مهما اختلفنا معهم سياسيا - ولكنهم قمة في الإخلاص والوطنية والغيرة على مصالح الناس

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 852 - الثلثاء 04 يناير 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً