العدد 855 - الجمعة 07 يناير 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1425هـ

هل تشجع المكافأة الأبناء على أداء واجباتهم؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

كثيرا ما يعتقد الآباء أنهم عندما يكافئون أبناءهم. .. فإن ذلك سيشجعهم على أداء واجباتهم. قد يكونون محقين في بعض الأحيان... لكنهم لا يعلمون أنهم لن يعلموهم الاحساس بالمسئولية نحو واجباتهم وأدائها بهذه الطريقة فقط وإنما بمزجه بأسلوب آخر أيضا... ما هو؟

سنعرف ذلك من خلال هذا المقال إذ سندرك سلبية هذا الأسلوب وحده في بعض الأحيان.

بدر طفل في العاشرة من عمره... ظن والداه أنهما لو منحاه القليل من المال في كل مرة يؤدي خلالها مهمة مطلوبة منه في البيت... فإن ذلك سيشجعه على أن يقوم بواجباته المنزلية الموكلة إليه من دون تذكير.

قال الأب لزوجته: "ماذا لو استخدمنا نظام المكافأة مع بدر في أداء أعماله المطلوبة منه، أعتقد أننا سنشجعه بذلك على تحمل المسئولية... وسيستطيع أن يتعلم كيفية التوفير...".

وافقت الأم... وجلست مع زوجها لكي تحدد مقدار المكافأة التي سيقدمانها له عندما يحسن التصرف... وقررا أن تكون المكافأة في حدود "500 فلس".

جلس الوالدان مع بدر مساء وأخبراه بقرارهما... وأسعده ذلك القرار لأنه سيحصل على مال خاص به وسيوفر نصفه بحسب ما طلب منه والداه كشرط لإعطائه ذلك المبلغ كمكافأة.

... وبدأ ينظم إنفاقه لمصروفه... ومرت الأيام وجرى الأمر على أفضل وجه لعدة شهور... لاحظ الوالدان تحمله لمسئولياته من دون تذكير... وسعادته بماله الخاص وتنظيمه لمصروفه.

لكن الأب لاحظ بعد عدة شهور أن بدر لا يقوم بجميع الأدوار المطلوبة منه في المنزل.

قال له والده: "بدر هذا الأسبوع لن تحصل على مكافأة لأنك لم تكمل بعض واجباتك المطلوبة منك".

رد بدر "أنا لست بحاجة إلى المال هذا الأسبوع لأن لدي ما يكفي منه".

قال الأب لنفسه: "ماذا فعلت بابني... لم يكن هذا ما كنا نريد تعليمه أنا ووالدته".

لقد واجه والد بدر المشكلة التي يواجهها الكثير من الآباء عندما يستخدمون المكافأة كثيرا ليعلموا أبناءهم معنى تحمل المسئولية... المكافآت تكون مؤثرة مادام هناك حافز للابن لكي يحصل عليها من خلال أدائه لواجبه بطريقة متقنة... حتى يتعود على الالتزام والإتقان في العمل... لكن ماذا يحدث عندما لا يحتاج الطفل إلى المال لوجود ما يكفيه مثلما حدث لبدر؟

ماذا يلزمه هنا على أداء واجبه. وهنا يبرز الضعف في هذا النوع من التشجيع للابن لأداء واجبه كأحد أفراد الأسرة.

في إمكان والدي بدر إصلاح ذلك التمرين الذي طبقاه على ولدهما ليدرك معنى المسئولية بأن يوضحا له ماذا يتوقعان منه بعبارات واضحة... ويضعان قواعد تدعم هذه العبارات التي تقوم على تحمل الابن للنتائج المنطقية لتصرفاته السيئة بأن يحرم بدر من اللعب مع أصدقائه أو يحرم من مشاهدة التلفزيون إلى أن يؤدي الواجب الذي عليه. وعليهما أن يعطيا ابنهما فرصة أخرى بأن يقول الأب مثلا: "بدر... يبدو أنك لم تفهم بالضبط هدفنا من منحك مكافأة عندما تجيد عملك... كنا نريدك أن تعتز بنفسك وتتحمل المسئولية لا أن تهمل القيام بواجبك... لأنك تملك المال ولا تريد المكافأة نحن مازلنا نتوقع منك أن تقوم بأدوارك المطلوبة منك كأحد أفراد العائلة... سواء دفعنا لك أم لا... لذلك فإنك لن تشاهد التلفزيون اليوم بعد عودتك من المدرسة... أو تلعب مع ألعابك".

لقد أوضح والدا بدر هدفهما من إعطائه أية مكافأة عندما يؤدي عمله بإتقان... وإذا قام به بالنسبة لهذا الموقف التربوي فإنه سيحصل على مكافآته على شكل المبلغ المخصص له أو جزء منه... وإذا اختار بدر عدم القيام بواجبه أو دوره فإنه سيتحمل نتيجة عدم طاعته المنطقية إذن سنرى هنا أن بدر لا يستطيع أن يتفادى أن يكون مسئولا ويتعلم الدروس التي يريد والداه تعليمه إياها

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 855 - الجمعة 07 يناير 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً