العدد 869 - الجمعة 21 يناير 2005م الموافق 10 ذي الحجة 1425هـ

القابليـات الحسيـة للخيـل العربيــة

الخيل النشيطة تملك درجة عالية من الحس للتغيرات البيئية عن طريق الادراك الحسي المتكيف. ان قابلية الخيل للاستجابة للمحفزات الخارجية قد ظهرت بصورة واضحة من خلال التجارب العلمية ومن ضمنها القاء الأسئلة ومسائل حسابية فكان الرد عليها بالايماء بحركات الرأس والأطراف ومع هذا أحيانا هذا الرد لا يظهر بشكل واضح ودقيق الا بحضور شخص يفهم إشارات الخيل ويترجمها. عند الظروف الاعتيادية فإن الخيل لها القابلية لتمييز أماكنها في الاسطبلات من الرائحة، إضافة إلى ذاكرتها في التمييز، ما يعطي مؤشرات واضحة على إمكان تدجينها وترويضها. فكثير من القصص تروي لنا كيف تعود الفرس الى مكانها من مسافات طويلة وكيف انها لا تنسى من يؤذيها وتحقد عليه وتتحين الفرص للرد وكذلك تعرف من يحبها فهي لا تؤذيه وتسمح له بما لا تسمح لغيره وخصوصا الأصيلة منها.

إما عن الرؤية وهي الحاسة المهمة للخيل فاستطاعتها أن ترى في نطاق زاوية منفرجة 215 درجة بكل عين تمكنه من رؤية منظر شامل وعريض وتوجد زاوية معتمة موازية للجزء الخلفي من الرأس وقليلا الى الأمام منه. ان خط الانحراف لعين الفرس تضع الشبكية تدريجيا ابعد من العدسة باتجاه علوي وهذه الوضعية تمكن الفرس الذي ينقصه التكيف من ابقاء القدرة على الرؤية البعيدة والمراقبة مع الاستمرار على رؤية الاشياء القريبة بوضوح وبأقل جهد وعلى رغم أن الرؤية في ضوء النهار هي الأفضل فالرؤية في الليل لدى الخيل أفضل مما لدى الانسان. ان الخيل تستطيع تمييز الألوان فعلا وفي عدة محاولات تفريقية تم تمييز اللون الأصفر وبعده اللون الأخضر ثم الأزرق وأقلها الأحمر أما تمييز البشر فيتم باستخدام الخيل للملبس وشكل الوجه كعلامات فارقة للتعرف على شخص. وقد لو حظ أن الخيل تستجيب للرسوم التي تشبهها والرسوم الصورية والدمى.

اما حاسة السمع فكثيرة الاستعمال فالصيوان المتحرك يسهل توجيه السمع نحو مصدر الصوت من دون الحاجة الى تحريك الرأس أو الجسم وعلى أساس عناصر التردد لأصوات الخيل عالية الطبقة وتسمع الأصوات عالية التردد أكثر مما يسمعها الانسان وهي التي سمعت انفجار هيروشيما وناجازاكي قبل الجميع وهي التي سمعت طيارة الكونكورد أولا.

أما عن حاسة الشم فهي متطورة في الخيل ويبدو أن روائح براز وافرازات الخيل تؤثر على حياتها وفعالياتها التكيفية والاجتماعية والتناسلية وعن ظاهرة انجذاب الذكور لرائحة الأفراس عند العطاف تعتمد العلامات المرئية وللرائحة أهمية فهناك خيل عربية تشم الرائحة من بعيد وتحاول الذهاب الى الفرس العاطف. ويضرب المثل القائل "مثل حصان ال لاهوب" فهذا الحصان يصهل من بعيد على الفرس ويقطع القيود ويجري باتجاه الفرس وعند الوصول يتخلى عنها!

اما الحس اللمسي فهو موزع على غالبية جسم الفرس وهناك مناطق أكثر حساسية للمس كالمنطقة المحيطة بالرأس فغالبية الخيل يسهل قيادتها والسيطرة عليها من الاذن والشفة العليا لوجود نهايات الاعصاب الحسية المركزة فيهما. ان الخيل الأصيل تبكي من الألم أحيانا وتعبر بوجهها وأحيانا بنبرات صوتها وأحيانا الرعشات العضلية والتعرق وزيادة سرعة النبض والتنفس أما الاستجابة الخفيفة تظهر في الخيل الفتية وخصوصا الأمهار أثناء وبعد الولادة.

أما عن حاسة الذوق فتوجد الحليمات الذوقية على اللسان وهي تتذوق الغذاء وتحب الحلو وترفض كثيرا من المواد بعد تذوقها أو استعمال الذاكرة لأنها قد تذوقتها سابقا.

* جراح بيطري وخبير في الخيل وأنسابها

العدد 869 - الجمعة 21 يناير 2005م الموافق 10 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً