العدد 873 - الثلثاء 25 يناير 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1425هـ

سياحة عائلية... "اخرطي"؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

مع القلة الكبيرة والشحة المفرطة في الأماكن السياحية العائلية "المحترمة" التي يريد أن يقصدها البحريني أو حتى الخليجي والعربي مع عائلته في الأيام العادية أو أيام الإجازات في نهاية الأسبوع أو الإجازات الرسمية المفاجئة منها والطويلة مثل التي صادفتنا حديثا في مناسبة عيد الأضحى المبارك، فلن ترانا "العوائل" إلا مكسوري الخاطر ومحسرين. .. فأنا من جملة الناس الذين لا يحبون الذهاب إلى المجمعات "على رغم قلتها وتجمعها في مكان واحد" في هذه المناسبات كون وقتك سيضيع عليك في الشارع الممتد من مملكة الأطفال في شارع الملك فيصل مرورا بالكوبري الجديد لدوار السوق المركزي إلى الإشارة الضوئية التي تدخلك إلى مجمع السيف والعالي! فتتخلل هذه الوقفة الطويلة ارتفاع في درجة حرارة السيارة على رغم برودة الجو... وضجر للأطفال وملل لك ولزوجتك ومن معك كون الموضوعات التي ستتكلم عنها خلصت وحتى المشكلات والهوشات في السيارة قد حلت! والحوادث التي تمر عليك في تلك اللحظة لا تخرج عن زحمة سيارات وآخرين طائشين يركبون على الرصيف وغيرهم لو استطاعوا لمشوا بسياراتهم فوق سياراتنا من فرط ضجرهم واستعجالهم للوصول إلى أهدافهم وممارسة سياحتهم سواء النظيفة أو غير النظيفة في البحرين... إذا هذا نموذج... والنموذج الآخر والأسهل في نظري هو أن تلزم الجلوس في مجلسكم أو بيتكم أو بيت العائلة وتظل تسولف وتتذكر أيام العيد أول والحين! وهذا ما أفعله أنا فعلا وما يفعله الكثيرون غيري وأمثالي... وكفى.

إننا نعيش في بلد يمتلك فعلا جميع المقومات السياحية "على الأقل" التي تؤهله... ومثال على ذلك البحر... فنحن لا نعدو كوننا جزيرة يحيط البحر بها من جميع الجوانب... ولكن أين هي تلك الشواطئ التي نتحدث عنها؟... أنتكلم عن بلاج الجزائر؟... واحسرتاه... أم نتكلم عن الأسوار الممتدة بطول السواحل التي تفصلها عن القرى البحرية! أم انك تتكلم عن "كورنيش" الملك فيصل والذي لا يعدو كونه بحرا ورصيفا وبس! ولنطلق عليه ممشى أشرف لنا... أو أنك تقصد الكورنيش البحري... وااه على هكذا كورنيش فقير مهمل حتى الباعة المتجولون الشعبيون يستخسرون الذهاب إلى هذا الساحل لقلة مرتاديه وتحوله إلى فندق يرتاده الذين يمكن أن نسميهم Home Less من عمالة سائبة وهاربة... والموجود من أكشاك في هذا "الكورنيش" تبيع "الاستاندرد" من متطلبات الأطفال يكفي ويزيد... آه تذكرت فهناك ساحل اسمه ساحل أبوصبح في نهاية شارع البديع... لا أنصح بزيارته الآن تحديدا... فزيارته بعد سقوط "زخات" المطر الأخيرة هي ضرب من الجنون، فالأرض لا تعدو كونها منطقة وحل تذكرني بمسابقة الحصن التلفزيونية القديمة... خلاص... هذا الموجود... فأين ذهبت الشواطئ والأطراف الأخرى من البحر؟!

هذا نموذج من السياحة "النظيفة" التي ننشدها في بلد سياحي لديه المقومات الطبيعية هباها الله إلى هذه الأرض... ونوعية أخرى من السياحة الناجحة في البلدان الأخرى... هي الأسواق الشعبية... أين هو سوقنا القديم؟... مسكين انه يحتضر ونزل مستواه إلى درجة تصعب حتى على العدو... قم بزيارة خاطفة لسوق المنامة يوم الجمعة... لترى بأم عينك ماذا يحدث... إن تلك المنطقة تصبح سوقا شعبيا لإحدى ضواحي كيريلا أو بنغلاديش لا مكان لك... فالعرض والمعروض ليس لك... وإن أردت البحث عن أحد عمالك الهاربين فأعتقد أن وجوده يوم الجمعة هناك هو بالتأكيد.

ولعلمكم... متى ما أتاني زائر أو صديق من إحدى الدول الأخرى... أتدرون ماذا أفعل؟... آخذه لنجلس ثلاثة أرباع الوقت في أحد المقاهي "المحترمة" بعيدة عن العاصمة... وبعدها آخذه في جولة لا تخرج عن سوق الحلوى بالمحرق ومتحف البحرين إذا كان زائر البلد أول مرة... وبس؟! ولكنني إذا ما زرتهم... تعال وشوف البرنامج إللي يعملونه لي... وا احراجاه؟!

إضاءة

إجازات راحت... وإجازات أكثر آتية في الطريق... نريد برنامجا "محترما" يلبي طموح هذا الشعب المسكين غير مشروعات الأسر المنتجة التي صارت تبيع بضاعات مصنوعة في تايلند والفلبين... أو ذلك "الآجار" الهندي المعلب في علب أخرى مع بعض اللمسات من إضافة جبن هناك وزيتونه هنا... نريد برنامجا "مجانيا" محترما... هلا فكرتم وتشاورتم فيه من الآن؟... فاستفيدوا من وزير جديد على الأقل؟

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 873 - الثلثاء 25 يناير 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً