لبنان بلد عربي حبلى بالحوادث السياسية الداخلية والخارجية، والربيع المقبل سيكون موعد الولادة المتعسرة، التي ستوضح لنا لمن تكون الحكومات، والقرارات، والكلمة الفصل في هذه الحقبة. وبمعنى آخر، لمن تكون الغلبة في الاستحقاق النيابي "التاريخي"، ولمن تكون الأكثرية النيابية والسيطرة في ساحة النجمة - إذ يوجد مقر مجلس النواب - والساحات السياسية، خصوصا المتصل منها بالوجود السوري والقرار ،1559 هذا هو لب الحكاية الانتخابية.

ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء اللبناني عمر كرامي أن الانتخابات ستكون استفتاءا شعبيا على القرار .1559 كرامي لم يكن يحاول الإيحاء بأن الاقتراع في الصناديق سيكون ضد المشروع الأميركي أو معه، بل كان يعني ما يقول "يعني ان فهمكم كفاية".

على كل حال ها هو الـ "1559" مستمر في تدحرجه وتضخمه، انطلاقا من البيت الأبيض الذي يغذيه، مرورا بباريس إذ يتفقد جاك شيراك أوضاعها. ولكن الامتحان الصعب الذي سيواجهه اللبنانيون لن يكون اليوم أو غدا، بل إن موعده في ساحة النجمة ساعة يطرح مشروع القانون للمناقشة. كلنا بانتظار "ساحة النجمة" التي ربما تحمل عدة فحوص طبية، للتأكد من صلاحية قانون الانتخابات، أو ربما تحمل عدة تشريح لبتر البند غير المناسب للمرحلة المقبلة في لبنان. وبين مجلسي النواب والوزراء يتأرجح لبنان على حبل مشروع قانون الانتخاب والملفات ذات الصلة، فالمشروع سيعرض على الوزراء مساء اليوم ولاحقا في النواب. ولكن مع تصاعد المعارضة له، فقد بات مصيره مجهولا ومفتوحا على كل الاحتمالات