العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ

إعادة تجربة!

جعفر الديري comments [at] alwasatnews.com

عطفا على المحاضرة القيمة التي ألقاها الفنان والمسرحي البحريني عبدالله يوسف في أسرة الأدباء والكتاب والتي تحدث فيها عن تجربته الفنية والتشكيلية حين ألمح إلى تلك العلاقة التي ربطت بين الفنان والناس والتي كانت سببا من أسباب ازدهار الفن والأدب لدينا.

عطفا على تلك المحاضرة أقول عنه كان بودي ليلتها سؤال يوسف عن حال المثقفين والفنانين والكتاب الشباب - إذا كان من غير الممكن وصفهم بالمبدعين - من هذه الفكرة. وهل أنهم كجيل جديد وعوا الدرس تماما أم أنهم على الطريق نفسه ابتعدوا عن الناس كثيرا. فتلك فكرة جديرة بالتوقف عندها لما تحمله من دلالات وأفكار ربما لو تم استثمارها لكانت حرية بخروج جيل مبدع من الشباب مع أن مثقفينا ومبدعينا الشباب على درجة عالية من الثقافة والتميز.

والمشكلة التي تعترض المثقفين والمبدعين الشباب أن الواجهات الثقافية محدودة لدينا وعندما تقترب من هموم هؤلاء الشباب المبدعين تفاجأ بتلك الصورة المتشائمة التي يحملونها عن هذه الواجهات وتفاجأ أكثر بتلك الروح المتمردة على ذلك الأسر الذي تمارسه هذه الواجهات بحسب ما يصفون، فذلك الشاعر الكبير شاعر مغرور لا يلقي بالا لغيره وذلك الكاتب لا يعرف إلا من هم تحت وصايته وذلك المثقف لا يرى إلا الحداثة وما بعد الحداثة وآخرون ينحون باللوم على تلك الكلمات التي تخرج من أفواه بعض المثقفين فتحرج الموهوبين الشباب من مثل "إن تجربتك تعيد تجربة فلان من الشعراء" أو "إن تجربتك الشعرية مكبلة بأسر القوافي".

وأمام هذه الصورة القاتمة وأمام هذه الأفكار لا يمكنك أن تتوقع الكثير من الشباب فحتى أولئك الذين يؤمنون بفكرة الالتصاق بالشعب لا يمكنهم تحقيق شيء إزاء واجهات لا تعتبر أن لهم استقلاليتهم في أفكارهم وتوجهاتهم والمنحى الذي يتخذونه في حياتهم الثقافية والإبداعية. فإلى أين يتجه المبدع الشباب إذا كانت الصفحات الثقافية نفسها في الصحف والمجلات لا تخرج عن هذا النطاق مع ملاحظة أن هؤلاء المثقفين الكبار أنفسهم بأفكارهم تلك لهم هيمنتهم أيضا على تلك الصفحات الثقافية؟!

ليس أمام الشاعر أو الكاتب الشاب سوى مجاراتهم في توجهاتهم والابتعاد عن شيء يسمي الناس أو أنه يلتصق بالناس فيكتب ليحتفط بما يكتب عل وعسى أن يحصل على فرصة لنشرها في كتاب أو ديوان شعر

العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً