العدد 881 - الأربعاء 02 فبراير 2005م الموافق 22 ذي الحجة 1425هـ

يا أوقاف لا تحجبوا أنفسكم فأنتم المسئولون

عبدالله محمد الفردان comments [at] alwasatnews.com

المساجد والمآتم والمزارات والجبانات جهات مسئولة عن رقابتها والاشراف عليها إدارة الأوقاف. وكل ما يحدث فيها من نواقص، أو أخطاء أو تجاوزات منسوبة الى إدارة الأوقاف وهي مسئولة عن اصلاحها.

وإن إدارة الاوقاف قد حجبت نفسها تماما عن تدارك ما يحصل من ممارسات غير صحيحة بعيدة عن الأعراف الخلقية والدينية، وعن استكمال النواقص، وكأن الأمر لا يعنيها، وبذلك تكون إدارة الاوقاف قد تخلت عن واجبها الوظيفي والشرعي، فهي مسئولة عن نتائج هذا التقصير امام المجتمع.

فالمساجد دور للعبادة والثقافة الدينية، والنظافة في بعضها معدومة تماما، والمؤذن فيها أمي لا يحسن أداء الأذان لفظا، ولا حركة صحيحة للضوابط، واذا رفع صوته بالأذان كأنه نعيق غراب ينفر منه المصلون، والخطأ يرجع الى إدارة الأوقاف التي لا تعرف كيف تختار المؤذن، أو تمتحنه قبل الموافقة عليه، أو تصقله بدورة تدريبية أو تعقد له حلقات دراسية.

وليت هذا المؤذن يعرف أوقات الأذان فهو إما متقدم على الوقت أو متأخر عليه، وليس له كتيب عن أوقات الصلوات ومتغيرات الوقت، وبعض المؤذنين لا يحضرون المساجد أكثر أوقات الصلاة في الليل أو النهار لانشغالهم بأعمالهم الخاصة ولكن يرسلون من يخدمهم في أعمالهم الخاصة من الآسيويين، فيقوم هذا الأجنبي بفتح المسجد، ثم يلوذ بالفرار الى دكان سيده ليواصل خدمته، وأكثر أوقات غياب المؤذن في الصباح فلا هو ولا عامله الآسيوي يحضر المسجد فيبقى المسجد مغلقا فيعود المصلون الى بيوتهم من دون أن يصلوا في المسجد، ويؤدوها في بيوتهم.

وهناك خاصية لبعض المصلين تكون في الصيف وقت الظهيرة فإذا انتهت صلاته توسد يديه وغط في نوم عميق في المسجد، فيزعج بقية المصلين بشخيره، ويفسد جو المسجد بهيئته اثناء النوم وبعض الناس يدخلون المساجد ليس للصلاة فيها ابدا، ولكنهم يدخلونها اذا تضايقوا فإذا انقضت حاجتهم خرجوا منها من دون صلاة، وبعض المساجد فيها مزارات "مراقد للمؤمنين الصالحين" فيزورها الناس لتأدية النذور وزيارة المراقد، أو تكون لهدف آخر: للتعرف عليها أو للبهجة والحفلات في أيام العطل والاعياد والمناسبات الأخرى، وفي هذه المساجد يكثر الضجيج من أصوات النساء والرجال والاطفال فينشغل المصلون والزوار الآخرون عن تأدية صلواتهم وتأدية الشعائر الدينية الأخرى من الأدعية والزيارات وهو ما يخالف قدسيتها، الا أن إدارة الأوقاف لا تضع ضوابط لوقف هذه الفوضى الشديدة المتعالية بلوائح انضباطية ورقيب من إدارة الأوقاف يكتب بموجبه تقريرا عن هذه الزيارة ومحاسبة المسئول الذي وقع على طلبها، وكأن إدارة الأوقاف يتمثل فيها قول الشاعر العابث:

ولذيذ الحياة ما كان فوضى

ليس فيها مسيطر وأمير

وما يحدث في المساجد والمزارات يحدث في المآتم تماما التي هي للعزاء ورثاء الأئمة المعصومين وللأفراح في مواليدهم وغيرها من المناسبات الدينية وللتثقيف وضم الشمل، وتهذيب النفوس، وتوحيد الصفوف، بما ينفع الناس في دنياهم وآخرتهم، بما يرضي الله سبحانه وتعالى.

لكن وللأسف الشديد، تحولت بعض المآتم الى حلبات صراع على المناصب الإدارية، والتملك لشئون المآتم. وإدارة الأوقاف تتفرج وتصفق بيدين لمن ينتصر، وكأن الأمر لا يعنيها، فهي بعيدة عن الوعظ والارشاد وتهدئة النفوس، وتصفية القلوب بأعضاء ولجان تختارها من جميع المآتم ومن رجالات وعلماء الدين الأفاضل.

فلا رقابة لإدارة الأوقاف على المساجد والمآتم ولا زيارات ميدانية ولا وعظ ولا إرشاد بما يحدث داخل هذه المؤسسات الدينية، ولو كانت المساجد والمآتم مؤسسات خدمية لكانت عامرة بما يستوجب حضورهم لإدرار الأرباح ومنعا للخسارة.

في الجبانات ليس الحال بأحسن من غيرها، فأكثرها مسورة، فهي مسرح للأغنام نهارا، وللعب الصغار بكرة القدم ومأوى للكلاب ليلا يجوبونها، ولربما يندسون في قبورها المتقادمة يبحثون عن فضلات لطعام أو لحوم البشر فلا يجدون فيعبثون برفات الموتى. فسارعوا يا إدارة الأوقاف الى تسوير هذه الجبانات واعملوا على تشجيرها لتوفروا الظل عن حرارة الشمس لمن يشيعون موتاهم، واحرسوها بالنواطير ليلا ونهارا لمنع العابثين بها، وحمايتها من الحيوانات الضارية.

يا إدارة الأوقاف انتم مسئولون عن هذه الأخطاء والنواقص فلا تحجبوا أنفسكم عن هذا الواجب الوظيفي والديني، والله تعالى من وراء القصد

العدد 881 - الأربعاء 02 فبراير 2005م الموافق 22 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً