تعد مباراة منتخب البحرين الوطني لكرة القدم أمام نظيره الإيراني منعطفا مهما في تاريخ كرة القدم البحرينية، وهذه الأهمية لا تتمثل في انها بداية لمشوار المنتخب في التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المانيا 2006م بل تمثل الانتقال إلى مرحلة أخرى بدأت انطلاقتها بعد التأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم كوريا واليابان 2002م.
فقبل هذه التصفيات كانت صورة منتخبنا داكنة اللون غير واضحة المعالم الفنية... تميز فيها عطاء المنتخب بعدم الاستقرار وتأرجح نتائجه بين المد والجزر. وهذا ما كان عليه تصنيفه العالمي، فبعد ان كان في المركز "79" العام 1993م وصل العام 2000 إلى المركز "138"...!
وحينما وصل إلى المرحلة التي أشرت إليها وبعد أن تأهل للتصفيات النهائية، استطاع بكل فخر واعزاز أن يحقق نتائج مشرفة في تلك التصفيات وأن يتفوق على منتخبات آسيوية كبيرة الشأن كرويا ووصل به المقام إلى أن يكون صاحب الكلمة العليا في وصول المنتخب السعودي الشقيق لكأس العالم... ثم توالت نتائجه المشرفة فحقق المركز الثاني عربيا ثم خليجيا، وتوجها بالمركز الرابع آسيويا بعد أن اصبح المنتخب العربي الوحيد الذي تأهل إلى نهائيات البطولة... وأنعكست هذه النتائج على التصنيف العالمي للفيفا إذ حقق قفزات نوعية ادت إلى بلوغه المركز "44" في شهر سبتمبر/أيلول 2004م.
ومن حسن الطالع ان تكون بداية المرحلة الجديدة مع المنتخب الإيراني العتيد صاحب التاريخ الكبير في كرة القدم الآسيوية الذي يزخر بنجوم عالميين معروفين لدينا جميعا... لذلك فمهما كانت الصعوبة إلا أن منتخبات آسيا لم تعد تخيفنا ولم تعد ذلك المارد المخيف فتجاربنا مع إيران واليابان وكوريا تشفع لنا... والنتائج التي حققناها في تصفيات كأس العالم السابقه تؤكد لنا قوة وجدارة المنتخب الوطني.
لذلك فأنا اعتبر أن الانطلاقة الموفقة لمنتخبنا الوطني اليوم هي البداية لمرحلة جديدة يكون فيها المنتخب قادرا على عبور البوابة الآسيوية للوصول إلى العالمية... وهذا كل ما يتمناه كل بحريني
العدد 887 - الثلثاء 08 فبراير 2005م الموافق 28 ذي الحجة 1425هـ