العدد 899 - الأحد 20 فبراير 2005م الموافق 11 محرم 1426هـ

الاستقالة في ثوب دعائي

بتول السيد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بات جليا أن إطلاق الصيحات النيابية بالاستقالة، لن تعدو مجرد صيحات ستخمد بعد حين، إن لم تكن خامدة أصلا. إن التلويح النيابي بالاستقالة في هذه الفترة بالذات، أي مع قرب انتهاء الأدوار "التمثيلية" في المجلس المنتخب، لعله سبيل جديد يلبس من خلاله النواب ثوبا دعائيا، دلهم عليه الالتفات إلى تدارك ما تبقى من أرصدة شعبية لاستغلالها في المعركة الانتخابية التي بدأ إعداد العدة لها منذ الآن، أي قبل "فوات الفوت"، ومن خلاله يرسل مسجا دعائيا إلى الناخبين لمغازلتهم فيها بالقول "كم نحن حريصون عليكم، ونتيجة عدم رضاكم وعدم تعاون الحكومة نفكر في الاستقالة - وليس سنستقيل"، في وقت عليهم أن يدركوا في المقابل أن الشجاعة والبطولة لا تكمن في تصريحات لن تتعدى كونها هباء منثورا، انما الشجاعة في طرح ورقة الاستقالة على الأرض، إن كان هناك إيمان حقيقي بها طبعا، وإلا فلا داع لرفع الشعارات على حساب الشعب والتغني على أوتار دعائية. إذ هم بالتالي لن يكونوا سوى مشابهين للحكومة في استعراض ورقة التعاون والحرص على تقدم التجربة، من دون أدنى تفعيل. ولكن يبدو أن واقع المنتخبين أثبت في أكثر من مرة أنهم لا يملكون سوى التصريحات "الهوائية" التي يعيبون فيها على الحكومة، فهكذا حال نواب اليوم والأمس، وبلديو اليوم والأمس.

النائب جاسم السعيدي ألبس الاستقالة ثوب التحدي، إذ بدا وكأنه يراهن على شجاعة "رافعي الأصوات بالاستقالة"، ويتحدى أن يقدم أحد النواب على اتخاذ هذه الخطوة، وبالتالي كان أكثر واقعية في تصريحه بشأن خيار الضغط على الحكومة، فما على المتراهنين إذا سوى الرهان، وما على المتحدين سوى قبول التحدي

العدد 899 - الأحد 20 فبراير 2005م الموافق 11 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً