تحتفل دولة الكويت اليوم بذكرى غالية على قلوبنا جميعا، ذكرى ارسيت فيها قواعد الديمقراطية واحترام سيادة القانون، وذكرى بزغت فيها شمس الحرية، ألا وهي ذكرى العيد الوطني المجيد الرابعة والأربعين وذكرى التحرير الرابعة عشرة.

وها نحن نحتفل بهذه الذكرى على أرض مملكة البحرين، التي كانت لها مواقف شجاعة لا تنسى في نصرة الحق الكويتي إبان حكم سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، فاحتضنت الكويتيين في أحلك الظروف وفتحت لهم ذراعيها، وها هي تحتضنهم مرة أخرى تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تحتضنهم كمستثمرين قصدوها ليوظفوا أموالهم فاستقبلتهم، وكطلاب علم قصدوها لينهلوا من مشاربها العلم والثقافة فكان لهم ما طلبوا.

إن الكويت إذ تطوي صفحة مضيئة من تاريخها لتتطلع إلى مستقبل أفضل مشرق بسواعد أبنائها، فلم يعد العمران والبناء هو الهدف بقدر التطلع لبناء الفرد الخلاق الذي يسهم في رفعة شأن بلده والرقي بها إلى أعلى المراتب، وهذا لا يتأتى الا تحت ظل قيادة حكيمة كالقيادة الحكمية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الأمين الشيخ سعد العبدلله السالم الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظهم الله ورعاهم.

إن ما نعيشه اليوم من تطورات وتغيرات تفوق سرعتها سرعة عقارب الساعة تتطلب منا العمل الجماعي، فعالمنا اليوم هو عالم التكتلات، والكويت تحرص كل الحرص على تنمية العلاقات الثنائية مع مختلف الدول الصديقة ولاسيما دول مجلس التعاون، ومن هذا المنطلق جاءت الاتفاقات الثنائية ومنها الاتفاق مع مملكة البحرين، الذي شهد شهر أغسطس/ آب من العام الماضي ثاني اجتماعات اللجنة المشتركة برئاسة وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم من الجانب الكويتي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة من الجانب البحريني، فسعت هذه اللجنة بتعليمات من القيادة الحكيمة للبلدين إلى تعزيز التعاون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأخيرا نتضرع إلى المولى عز وجل بأن يعيد هذه المناسبة علينا جميعا بالخير، وعلى الشعبين بالرفعة والسؤدد، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين.

* سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين