قال رئيس مان انفستمنتس في منطقة الشرق الأوسط وآسيا أنطوان مسعد إن النمو في الأموال الجديدة التي استثمرت في صناديق التحوط العالمية والمقدرة بنحو 150 مليار دولار بلغ في العام 2004 أكثر من 20 في المئة وأن معدل النمو سيستمر في العام الجاري في هذه الصناديق التي هي أداة استثمار متوسطة وطويلة الأجل.
وأبلغ مسعد مؤتمرا صحافيا على هامش مؤتمر الشرق الأوسط الدولي لصناديق التحوط الذي عقد في دبي هذا الأسبوع "اليوم يقدر أن إجمالي الاستثمارات في صناديق التحوط يقدر بما يزيد عن 1000 مليار دولار يديرها أكثر من ثمانية آلاف مدير استثمار وأن نحو 70 في المئة من المديرين موجودون في الولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف ان نحو 25 في المئة من المديرين موجودون في مناطق مختلفة من أوروبا "وفي العامين الماضيين رأينا مديرين يديرون صناديق تحوط في آسيا وأن أداء صناديق التحوط في العام 2004 كان عاديا ولم يكن هناك أداء متفوق".
وأضاف يقول "كان العام 2004 سنة عادية من ناحية الأداء لكل استراتيجيات الاستثمارات البديلة بسبب تقلبات السوق إذ صعدت أسعار النفط والذهب والمعادن الأخرى غير الثمينة وهبط سعر الدولار". كما قال إن النمو في أسواق المنطقة بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى نحو 50 دولارا للبرميل ليس له دخل في الاستثمارات البديلة.
وذكر مسعد: "إن أي مدير استثمار ينصح المستثمر أن يستثمر في صندوق تحوط لمدة تقل عن ثلاث إلى خمس سنوات تكون نصيحته خاطئة".
ودخل سوق صناديق التحوط نحو 700 إلى 800 مدير جديد في العام .2004 غير أنه أضاف ان أقل من 10 في المئة من مديري الصناديق هم مرخصون من قبل السلطات المعنية والباقي غير مرخصين. كما أن أقل من 20 في المئة منهم لديهم أداء ثابت لمدة ثلاث إلى خمس سنوات.
وشركة مان انفستمنتس "Man Investments" تعمل في المنطقة منذ نحو 20 سنة وهي مرخصة من قبل المنظمين "regulators" وتدير 42 مليار دولار في صناديق التحوط في العالم من ضمنها نحو خمسة مليارات دولار من المستثمرين العرب.
التحوط تعمل في المنطقة منذ نحو 20 سنة وهي مرخصة من قبل المنظمين.
وتحدث مسعد عن المنطقة فقال إنه في السنوات الماضية كان غالبية المستثمرين هم من الأفراد ولكن "التركيبة أصبحت اليوم تقريبا 40 في المئة من المؤسسات و60 في المئة من الأفراد الذين يستثمرون في صناديق التحوط إذ إن الاستثمار فيها سهل من حيث التنوع وهذا يساعد على تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها المستثمرون".
وقال مسعد إن الأدوات المستعملة من قبل صناديق التحوط أو الاستثمارات البديلة لاتزال غير موجودة في أسواق المنطقة العربية إذ إن الصناديق تستخدم العقود المستقبلية وهي غير موجودة في الأسواق المالية العربية في الوقت الحاضر.
وأضاف قد توجد هذه الأدوات في السنوات الخمس المقبلة ولكنها ليست موجودة الآن "وليس هناك صناديق تحوط تستثمر في المنطقة لأن الأدوات غير متوافرة".
ويعتمد الاستثمار في صناديق التحوط على الأداء المطلق والذي يعتمد بالدرجة الأولى على مهارات مديري هذه الصناديق ومقدرتهم على تحقيق معدلات نمو عالية في العائد على الاستثمار.
وتطرق إلى العام الجاري فقال مسعد: "نتوقع أن النمو في المبالغ المستثمرة في العام 2005 في مجال الاستثمارات البديلة سيبقى عند مستوى 20 في المئة على الأقل إذ إن الكل تقبل الاستثمارات البديلة كعضو أساسي في محفظة متنوعة".
كما قال مسعد إن الأموال التي استثمرت مع مان انفستمنتس الشرق الأوسط زادت إلى خمسة مليارات دولار في العام 2004 من أربعة مليارات وأن نسبة المستثمرين الأفراد تبلغ 50 في المئة والنصف الثاني من المؤسسات والشركات الأخرى.
وذكر مسعد أن "60 في المئة من المؤسسات التي استثمرت مع مان انفستمنتس في العام 2004 هي مؤسسات حكومية أو شبه حكومية".
وأضاف "نصيحتي للمستثمر أن ينوع من محفظته للتقليل من المخاطر ومن ضمن التنويع أن يضع نسبة معينة في صناديق التحوط".
وتطرق مسعد إلى مؤتمر صناديق التحوط الذي عقد في مدينة دبي فقال إن الاجتماع هو السادس وهو المؤتمر الوحيد الذي يركز على صناديق التحوط والاستثمارات البديلة في منطقة الشرق الأوسط ومان انفستمنتس هي الراعي الرئيسي للمؤتمر الذي هو واحد من أهم المؤتمرات التي استضافتها دبي حيث حضره نحو 500 شخصية من مختلف دول العالم.
وقال مصعد في كلمة له "يقف قطاع الاستثمارات البديلة عند مفصل تاريخي مهم سيتحول فيه من قطاع مزدهر لكي يصبح من المقومات الأساسية لقطاع إدارة الأصول وستشهد السنوات الخمس المقبلة المزيد من التنظيم والاندماج وتوحيد المعايير في مجال تقنية المعلومات والتبليغ بالإضافة إلى زيادة المنتجات الاستثمارية المطورة لمناطق بعينها".
وأضاف "سيكون على موفري صناديق التحوط التكيف مع هذه البيئة الجديدة ووحدها الشركات القادرة على الاستثمار في الأبحاث وفي تطوير المنتجات وفي اكتشاف أسواق وفرص جديدة ستجتاز هذا التحول بسلام وتواصل أعمالها بقوة".
كما توقع مسعد أن يرفع المستثمرون العرب في الوطن العربي استثماراتهم في صناديق التحوط بين ثمانية و10 في المئة من قيمة الأصول خلال العقد المقبل وقال إن هذا ينسجم مع التطورات الملحوظة في الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر أكثر أسواق صناديق التحوط تطورا في العالم.
وقال مسعد: "في ظل هذه البيئة ستميز صناديق التحوط نفسها عن أدوات الاستثمار الأخرى من خلال قدرتها على توفير هياكل منتجات مبتكرة والاستفادة من سعة استثمارية ممتازة وهذا سيعود بالفائدة على اللاعبين وذوي الباع الطويل والسمعة الراسخة والذين لديهم الموارد ورقعة الانتشار الواسعة في القطاع لكي يستقطبوا أفضل الاستثمارات والتقنيات والقادرين على الاستثمار في الأبحاث وتطوير المنتجات".
مديرة تطوير الأعمال في Calyon Financial التابع إلى Calyon الذي يعتبر ثاني أكبر بنك في العالم ومقر البحرين هنادي الأنصاري قالت إن الاجتماع كان مختلفا عن بقية الاجتماعات الأخرى من حيث نوعية الحاضرين والمستثمرين والنقاش الذي دار فيه. كما أنها وجدت المؤتمر فرصة طيبة للتعارف.
أحد المديرين الأجانب أبلغ "الوسط" على هامش المؤتمر ان مجموع الأموال المستثمرة في صناديق التحوط تبلغ نحو 1,2 تريليون دولار نحو 80 في المئة منها في الولايات المتحدة الأميركية إذ يتم استثمار 50 في المئة من الأموال في الأسهم ونحو 25 في المئة في السندات والباقي في العملات. وأضاف إنه لا يرى تغييرا يذكر على عائدات الصناديق في العام الجاري.
كما تحدث بعض الحاضرين عن وجود صندوقي تحوط إسلاميين واحد في الولايات المتحدة الأميركية والآخر في بريطانيا وأن مستثمرين يعملون على إنشاء صندوق ثالث في لندن يعمل بالشريعة الإسلامية التي تحرم الفائدة باعتبارها ربا.
وتشير بعض الأرقام التي نشرت على هامش المؤتمر أن العائد السنوي على بعض صناديق التحوط بلغ بين 16 في المئة في العام 2002 و47 في المئة في العام 2003 ولكنها كانت خمسة في المئة في العام .200
العدد 909 - الأربعاء 02 مارس 2005م الموافق 21 محرم 1426هـ