العدد 917 - الخميس 10 مارس 2005م الموافق 29 محرم 1426هـ

جمال الدين الأفغاني

الوسط - محرر الشئون الإسلامية 

10 مارس 2005

كتب الشيخ محمد عبده يوما واصفا الصفات النفسية والسجايا الأخلاقية للسيد جمال الدين الأفغاني: "أما أخلاقه فسلامة القلب سائدة في صفاته، وله حلم عظيم يسع ما شاء الله. وهو كريم يبذل ما بيده، قوي الاعتماد على الله لا يبالي ما تأتي به صروف الدهر، عظيم الأمانة، سهل لمن لاينه، صعب على من خاشنه، طموح إلى مقصده، قليل الحرص على الدنيا، بعيد من الغرور بزخارفها، ولوع بعظائم الأمور، عزوف عن صغارها، شجاع مقدام لا يهاب الموت كأنه لا يعرفه، فخور بنسبه إلى سيد المرسلين "ص" ولا يعد لنفسه مزية أرفع ولا عزا أمنع من كونه سلالة ذلك البيت الطاهر، وبالجملة ففضله كعلمه والكمال لله وحده". وهكذا كان جمال الدين قويا معتزا بنفسه لا يخاف ولا يهاب وانما يمشي في خطوات واثقة نحو هدفه الذي اختطه له وسط إعجاب كبير من مريديه ومستمعيه حين كان يلقي عليهم خطبه الحماسية مستنهضا ودافعا لهم للدفاع عن الاسلام وبلاد المسلمين ومحاربة الاستبداد. فقد كانت له مجالس سيارة في القاهرة غنية بالعلم والأدب والسياسة وصفها الصحافي سليم عنحوري يوما فقال: "إن الفئة التي كانت تتألف حوله على هيئة نصف دائرة فيها اللغوي، الشاعر، المنطقي، الطبيب، الكيمياوي، التاريخي، الجغرافي، المهندس، الطبيعي، وانهم كانوا يتسابقون على القاء أدق المسائل عليه، ويبسطون أعوص الأحاجي عليه، فيحل اشكالها فردا فردا ويفتح إغلاق طلاسمها ورموزها واحدا واحدا بلسان عربي لا يتلعثم ولا يتردد بل يتدفق كالسيل من قريحة لا تعرف الكلال فيدهش السامعين ويفحم السائلين"، وخصوصا أن جمال الدين الأفغاني كان واسع الاطلاع على ثقافة عصره وعلومه فقد نهل من المدارس الفقهية والإسلامية أصالة وعمق الفكر الاسلامي. الى جانب معارف الهند وعلومها وثقافات فارس وآدابها. كما هيأت له رحلاته الكثيرة في العالم الاطلاع الواسع على عادات الشعوب وثقافاتها، الأمر الذي شكل مصدرا من مصادره الثقافية المتنوعة.

هذا وتميز السيد جمال الدين بقدرة على التكيف مع المحيط الاجتماعي والسياسي الذي يحل فيه، وتمثل ذلك في تغييره ألقابه... فهو الأفغاني، والحسيني، والكابلي، والاسطنبولي والأسد آبادي، ولم يقتصر التكيف على ألقابه، بل كان زيه هو الآخر يتبدل بحسب ظروف وتقاليد المجتمع الذي يحل فيه، فمن العمائم السوداء والبيضاء، والخضراء إلى طربوش أزهري أو تركي، وعقال وكوفية حجازية

العدد 917 - الخميس 10 مارس 2005م الموافق 29 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً