العدد 923 - الأربعاء 16 مارس 2005م الموافق 05 صفر 1426هـ

إلى رئيس جمعية الأصالة عادل المعاودة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الخطابات والبيانات التي تنشر في الصحافة بين الفينة والأخرى لا تخدم المجتمع البحريني، وتشم منها روائح غريبة تعمل على الاصطياد في الماء العكر. والمشكلة تعاد في كل مرة بالنفس نفسه، إذ نوضع جميعا في سلة الاتهامات والتشكيك.

أنا مواطن بحريني ومثلي كثيرون، في كل مرحلة خطيرة تمر بها البلاد نرفع عقيرتنا معلنين اننا مع المواطن ومع القيادة السياسية في خطواتها الانفتاحية، وفي كل مرة نقدم صكوكا في ذلك لإيماننا بهذه المواقف الوطنية، وثانيا لنسجل مواقف وطنية نقطع من خلالها الطريق على من عاشوا على الوشاية والنميمة بين السلطة والمجتمع من كتاب وصحافيين.

جاء وقت الميثاق وصوتنا كلنا بانفعال، جاء وقت الانتخابات البلدية وصوتنا أيضا، جاء وقت الانتخابات البرلمانية وذهبت ومثلي كثير من الشيعة للتصويت، وجاء وقت المشروعات ودفنا أنفسنا في قضايا ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل كالفورمولا ،1 ورحنا ندعم هذا المشروع وغيره، كلها رسائل نريد أن نوصلها بأننا سنبذل كل ما في وسعنا لتقريب وجهات النظر. في الاحتفالات والأعياد الوطنية ننتهز الفرصة لتوصيل مثل هذه الرسائل الخيرة، ورحنا ندفع أمام الملأ باتجاه منع صور أية قيادات خارجية. وكتبنا ذلك في الصحافة وليس في الغرف المغلقة، ورحنا ندعم كثيرا من الخطوات ونوصل البرقيات التي لاشك أنها تذيب أي جليد، بل وتحملنا ضغط غير الواعين من أبنائنا، ورحنا نكلمهم في المساجد والمآتم عن أي خطأ قد يرد في رفع صورة أو... إلخ، وكل ما قلته مسجل ومحفوظ... لا أتكلم عن نفسي فقط بل هناك أمثالي كثيرون، وعلى رغم ذلك سرعان ما تجد هجمة شرسة على الجميع من دون استثناء لنوضع كلنا في سلة التشكيك وضرب الوحدة الوطنية. والصورة النمطية لقضية شارع المعارض تبرز على السطح بين الفينة والأخرى، وهناك من يستغل الأخطاء ليلقي رصاص الكلمات والتجريح على الجميع، اللهم إلا القلة... تابعت الكتابات التي كتبت، ولعل الكاتبة سوسن الشاعر هي الوحيدة التي كتبت بدقة في توصيفها عندما راحت تعالج المشكلة قائلة "فئة قليلة من الشيعة"، أما الغالبية فراحوا على طريقة "يا نار اكلي حطب"، لتشكك في الجميع ولتخلط الأوراق.

بعض هؤلاء النخب يعمل جاهدا لنكون الجدار الهابط في هذا البلد أو بمثابة الجمل الأجرب الذي تلقى عليه القمامة كما كان في السابق أيام قانون أمن الدولة، ولكن من يعتقد ذلك فهو يوهم نفسه، هذا الوطن للجميع وكلنا صوتنا للميثاق، وكلنا دعم مشروع جلالة الملك، وسنضع يدنا في يده لنصحح أي خطأ يقع هنا أو هناك، ولن نسمح لأي واش أو مغرض يريد أن يعيدنا إلى المربع الأول ويهمه الإيقاع بين السلطة والمجتمع، فإذا وقعت أخطاء من شباب هنا أو هناك فالأخطاء موجودة في كل المجتمع البحريني وليست هنالك فئة أو تيار بلا أخطاء، فهل يصح لنا يا رئيس جمعية الأصالة التشكيك في أي تيار لحدوث خطأ هنا أو هناك ونحن لم نسمح لأنفسنا بالتشكيك في أي تيار على رغم كل الحوادث التي تجري الآن في السعودية أو الكويت وعلى رغم أنها وصلت إلى درجة لا يمكن تصورها من تفجير وتكفير!

بالأمس قرأت بيان جمعية الأصالة الإسلامية، في الحقيقة أضحكني البيان وكدت أستلقي على قفاي من الضحك، فهو بمثابة من يريد أن يبيع التمر إلى هجر "الاحساء"، وأفضل ما أعجبني دعوتها إلى الوحدة الوطنية، شيء جميل، ولكن لعل الأصالة من الجمعيات التي تكتب وتنسى ما تكتب. أنا هنا بدوري لن أدخل في جدل، ولكن أتمنى من الأصالة أن ترجع إلى مجلتها التي تصدر وهي مكدسة في أرشيفي مع أشرطة كاسيت متنوعة بعضها للشيخ الفاضل المعاودة وبعضها من هنا وهناك، بعضها منذ أكثر من عام ولم أتكلم عنها ولا في مقال واحد لأن هدفنا الوحدة الوطنية، وممارسة الأخطاء هنا أو هناك يجب أن تعالج بالأسلوب الحكيم والمتوازن ومن قبل المعتدلين من أي فريق. ولكن أحب أن أذكر عادل المعاودة بتصريحاته في قناة العربية بتاريخ 1 سبتمبر/ أيلول 2004م في برنامج "إضاءات" من تقديم تركي الدخيل، والمقابلة مكتوبة وأقول له، هل يتناسب ما ذكره في المقابلة هذه ومقابلة أخرى في الكويت والنشرة التي تصدر عن جمعية الأصالة، ولن أطيل... أريد المعاودة أن يرجع فقط إلى العدد التاسع والعاشر من جمادى الأولى وجمادى الآخرة 1425هـ "يوليو/ تموز 2004"، ويرجع إلى صفحات رقم 38 - 41 من مجلة "الاستقامة" الصادر عن جمعية الأصالة. وإذا أراد المعاودة المزيد فسأعطيه المزيد من الأعداد الأخرى، وبعد ذلك سنتكلم عن "محاولة فرض نمط ثقافي أو احتفالات عاشوراء في الوحدات السكنية".

أما بالنسبة إلى احتفالات عاشوراء فسننصح أي شاب يرتكب خطأ في رفع صورة أو يسبب إرباكا، وهذه نقطة لا جدال في ضرورة تصحيحها، ونحن كتبنا عن خطأ هذه الممارسات قبل ثلاث سنوات، فلسنا بحاجة إلى بيانات جمعيات تعلمنا الحقوق والواجبات الوطنية. أما عن طقوس عاشوراء في الوحدات السكنية فنتمنى من وزارة الشئون الإسلامية منح الأهالي مآتم، وأن توثق الأراضي الوقفية التي هي بالمئات حتى لا يضطر الناس إلى اللجوء للبيوت، وهل من الانصاف بقاء منطقة بحجم مدينة حمد 20 عاما بلا مأتم واحد؟

وأعتقد يا سعادة النائب أن الإمام الحسين "ع" هو ابن رسول الله "ص"، ولبس السواد عليه فيه ثواب عظيم، ولا أظن أن أحدا ينزعج من الاحتفالات المشتركة التي حدثت هذا العام من الطائفة السنية والشيعية في موسم عاشوراء، إذ شارك الجميع في المرسم وكتابة مسرحية "الجوشن" والكلمات التي ألقيت في القناة البحرينية من كل الأطراف وفي مجلس الخاجة، وهو من مجالس أهل السنة، وفي هذا العام تم توزيع شريط عن الإمام الحسين "ع" لشيخ من الطائفة السنية يتكلم عن مناقب الإمام الحسين "ع"... هذه الفعاليات يجب ألا تزعجنا، بل يجب أن نشجعها، أليس كذلك يا سعادة النائب؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 923 - الأربعاء 16 مارس 2005م الموافق 05 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً