العدد 932 - الجمعة 25 مارس 2005م الموافق 14 صفر 1426هـ

كيف تعدون أبناءكم ليتغيروا إلى الأفضل

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

سيعارض الأبناء منذ البداية تغيير عاداتهم التي تعودوا عليها. .. إذ ليس من السهل عليهم تقبل هذا الأمر، بل ليس من السهل أيضا على الآباء أن يطبقوها بعد أن تعودوا على عاداتهم القديمة في تربية أبنائهم. وكلنا نعلم أن الكلام سهل لكن التطبيق صعب ويتطلب إرادة وصبرا للوصول إلى الهدف الذي نسعى إليه.

إن ما أريده من هذه الحلقات أن يتجاوز كل من الأبناء والآباء هذه الصعوبة ليتعودوا على أساليب سليمة من الناحية النفسية في تعاملهم مع بعضهم بعضا ليتطور سلوك الأبناء ويرتقي أسلوب تعاملهم مع آبائهم فيعم الهدوء والاستقرار نفوس أفراد العائلة.

لقد ذكرت من قبل أن أول ما ستلاحظه على ابنك عندما تتعامل معه بأسلوبك الجديد أنه يقاومه... وسيحاول اختبار مدى حزمك والتزامك في تطبيق طرقك الحديثة... لا تخف من ذلك... لأنه أمر مؤقت وطبيعي ويعتبر جزءا من طرق التعلم والتمرين على اكتساب العادات الجديدة.

إذا... لا تتوقع أن يسعد طفلك أو ابنك المراهق بأساليبك الحديثة... ولن ينفذها فورا لأنه لا يعرفها ولم يتعود عليها... بل إنه يتمنى لو يعود إلى طريقته السابقة التي تعود عليها. إن الله سبحانه وتعالى خلق البشر هكذا عندما يتعودون على عادات معينة يجدون من الصعب التخلص منها والتعود على عادات جديدة... سواء كانوا صغارا أم كبارا... إلا أن الأبناء سيطورون أنفسهم بتفعيل هذه العادات إذا قرروا ذلك بإرادتهم... ولن يقتنعوا بها إلا إذا جربوها بأنفسهم لكي يتراجعوا عما يؤمنوا به ويتقبلوا حقيقة أن آباءهم أصبحوا مختلفين عن السابق... عليكم باعتباركم آباء أن تطلعوهم على ما قررتم لكي تجعلوه منهاجا لكم كآباء وتمارسوه كسلوك يومي فيرونكم وأنتم تقومون بتطبيقه بشكل مستمر... كما انكم تتوقعون كآباء منهم أن يختبروا طرقكم التي تريدون تطبيقها عليهم... وسيفعلون كل ما في مقدورهم ليختبروا هذه الطرق وسيفعلوا ما في وسعهم ليقاوموكم ويعيدوكم إلى أساليبكم القديمة التي تعودوا عليها.

فإذا كانت الأم مثلا متسامحة ومتساهلة في السابق فإن ابنها سيتجاهلها ويتابع تجاهلها وسيتحداها وسيتوسل إليها لكي تسمح له بما تعودت أن تسمح له في السابق لكنها يجب أن تتقيد بما وضعته من خطط تعلمتها في الحلقات السابقة لكي توقف هذه الفوضى في علاقتها مع ابنها.

فتطل عليه بين فترة وأخرى وهو يؤدي واجباته الدراسية لتتأكد أنه يقوم بها... أو لو أراد أن يسأل سؤالا ترد عليه ثم تتركه يواصل حل واجبه بنفسه أو تواجه غضبه بأن تطلب منه أن يدعها وحدها إذا كانت غاضبة لخمس دقائق لكي تهدأ أعصابها وترد عليه من دون انفعال لتوضح ما تريده منه حتى ينهي واجباته المدرسية ثم تمضي عنه إلى أعمالها ليعتمد على نفسه في حل تلك الواجبات أو ارتداء ملابسه أو القيام بواجب منزلي آخر مطلوب منه من قبل العائلة كأحد أفرادها. قد تضطر كأب إلى استخدام النتائج المنطقية أو العواقب المنطقية لأنها تلعب دورا مهما وأنت تحاول أن تغير سلوك ابنك أو ابنتك... غالبا ما ستحتاج إلى استخدامها بين الحين والآخر لتدعم قواعدك الأساسية في التعامل معهما... لتحد من سوء سلوكهما ولكي تحاسبها على اختياراتهما غير المقبولة. وكلما استطعت الاستمرار أكثر في إقران فعلك بقولك ازدادت العادات الجديدة السليمة توطدا في سلوك الأبناء وكذلك في سلوك الآباء لأنهم يجربون أساليب جديدة أيضا لم يتعودوا عليها بعد... وسيقل اختبار الأبناء لآبائهم مع الوقت لأنهم يدركون أنها بلا فائدة وأنهم لن يحصلوا على ما يريدون من العودة إلى عاداتهم السلبية القديمة وسيتعاونوا معهم من دون أن يحتاجوا إلى معرفة عواقب عدم التزامهم بها.

وهنا أطرح هذا السؤال المهم: كم سيأخذ الأبناء من الوقت ليتعودوا على عاداتهم الجديدة؟ إن ذلك يعتمد على عدة أمور... منها سن الأبناء ومدى استمرارية الآباء في معاملتهم بالأسلوب الجديد... وطول الوقت الذي مر على الأبناء وهم متعودون على الأساليب القديمة السلبية... إن أكثر الآباء الذين استمروا في تطبيق الطرق الجديدة وجدوا أن محاولة أبنائهم اختبار مدى جديتهم في تطبيق هذه الأساليب قد قلت بعد 8 أسابيع... لكن الأبناء الأصغر سنا احتاجوا إلى وقت أقل ولم تزد محاولات اختبارهم أكثر من ثلاثة أسابيع. إذا، غالبية المراهقين سيحتاجون إلى ما بين 4 و8 أسابيع لكي تقل رغبتهم في اختبار آبائهم والاستجابة جديا خصوصا إذا وجدوا إصرارا من آبائهم وجدية في تطبيق العادات الجديدة وعدم تقبل الأبناء للطرق الجديدة واختبارهم لآبائهم سيمنح هؤلاء الآباء الفرصة لكي يتمرنوا ويكتسبوا مهارات جديدة وكلما تمرنوا ازدادوا مهارة... أما إذا تجاوب الأبناء سريعا فقد يعرض ذلك الآباء إلى العودة لا إراديا إلى أساليب تربيتهم التي تعودوا عليها من قبل وهذا أمر يحتمل حدوثه لأن الآباء أيضا من الصعب عليهم تغيير عاداتهم القديمة ويحتاجون إلى الاستمرار في تطبيقها على أبنائهم ليتقبلوها نفسيا ويتعودوا عليها

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 932 - الجمعة 25 مارس 2005م الموافق 14 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً