العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ

المنبر الديمقراطي يكرم مؤسسي وقادة نضال جبهة التحرير

في حفل بهيج...

ما ان غابت الشمس وبدأ القمر ينثر نوره الوهاج وأخذت النجوم تتلألأ رامية بضوئها وشعاعها على الأرض حتى زحف المئات من أعضاء جبهة التحرير الوطني والشبيبة والجماهير الوفية الى قاعة فندق كراون بلازا - رجالا ونساء واطفالا هموا وبدافع الوطنية الى ذلك المكان لكي يعبروا بكل ما تحمله امنياتهم وتطلعاتهم وحلقوا بنظراتهم نحو الجدار المضيء بنور شهدائنا الابراز ومناضلينا الشرفاء.

وفي غمرة الفرح والهيجان الروحي امتزجت القلوب وفاضت المشاعر وراح الجميع كل يعانق الآخر وبقبلات حارة صادقة وتهاني من القلب الى القلب الكل يهنئ الآخر بكلمات أثلجت الصدور "كل عام وانتم بخير ومبروك العيد الذهبي بمرور خمسين عاما يا رفاق".

فما اعظمها من لحظة رقصت فيها الطيور فرحا وغردت البلابل بتغاريد الفرح واخذ الحبيب يحاكي معشوقته.

وقبل بدء الحفل وقف الجميع دقيقة حداد على أرواح شهداء البحرين الخالدين الذين زهقت أرواحهم فداء لهذه الأرض الغالية، وما ان هدأت تلك المشاعر حتى غدت بمشاعر النضال فتوجت أحاسيسها الى واقع رهيب هز نفوس الحاضرين. بتلك الكلمات والمقدمات التي استهل بها راعيا الحفل الاخت مريم زيمان والأخ يوسف الحمدان اللذان أبهرا الحضور بتلك المعاني والكلمات الوهاجة وأحسنا في انتقاء المعلومة وراحا يسردان دور كل شهيد وكل مناضل فأعطوه حقه في الرثاء والتمجيد.

وما أن اعتلى رئيس المنبر الديمقراطي التقدمي حسن مدن خشبة المسرح حتى علت الهتافات وبحماس شديد بدأ كلمته بتحية الحاضرين ضيوف البحرين الذين جاءوا ليشاركونا احتفاليتنا هذه ثم حيا مناضلينا الشرفاء واثنى على دور شهدائنا الأبرار ممن أسسوا الجبهة وتحدث عن تاريخ نضالهم ودورهم البطولي وعرضت على الشاشة الكبيرة صور لشهدائنا ومناضلينا الأوائل... ثم بدأ التكريم اذ دوت القاعة بالهتافات والشعارات التعبيرية والتمجيدية ورحبوا بالمناضلين الافذاذ وهم أحمد الذوادي وعلي دويغر والمحامي أحمد الشملان وابراهيم ديتو، وحسن محمد صالح جناحي، ايمان شويطر، محمد حسن نصرالله، محمد جابر الصباح ويعقوب جناحي ومجيد مرهون، ومن الشهداء الخالدين حسن نظام، وهشام العلوي، وسعيد العويناتي ومحمد غلوم، والفقيدان عبدالله البنعلي وعلي مدان والفقيد عزيز ماشاء الله.

بعد ذلك غنى الجميع مع الطرب وبدأت فرقة أجراس بقيادة المايسترو خليفة زيمان وصلاتها الغنائية اذ غنى كل من الفنان القدير سلمان زيمان، والفنانة القديرة هدى عبدالله والفنانون احمد الغانم، فوزي الشاعر، حسين الحليبي، سلوى، ومن الشبيبة محمود العريبي، ومجموعة شباب الشبيبة.

ان الاحتفال بذكرى جبهة التحرير الوطني وبمرور خمسين عاما على تأسيسها يبرز من بينها ما يحمل من أمنية باقامة ذلك الحفل التاريخي البهيج تخليدا وتذكارا لأولئك الرجال المناضلين الشرفاء والشهداء الخالدين الذين ضحوا بدمائهم وحياتهم من أجل حرية هذا الشعب واستقلاله.

تلك الرموز والقادة الذين ساهموا بنصيب وافر من التضحيات والمعاناة بجانب رفاقهم على الجبهات كافة، بنضالهم الفكري السياسي أحرار ذاقو مرارة التعذيب والتنكيل في سجون الاستعمار على أيدي عصابة أمن الدولة.

أمنية وحلم راود قادة جبهة التحرير الوطني تبلور الى حقيقة باجتهاد يليق بمكانة ودور الجبهة ورجالها ليعبروا عما يكنه أعضاء المنبر وهو متنفسا لهم ليسلطوا الضوء على تلك الحوادث والمواقف المشرفة وتاريخ المسيرة النضالية الخالدة.

ان عملهم النضالي الكبير يتطلب منا اليوم جهدا وفيرا وعناء كبيرا في البحث في الكثير من الوثائق المهمة والمتراكمة منذ خمسين عاما لصوغها وهي الآن طليقة بعد ان كانت حبيسة وتحت سرية تامة.

ولزام علينا ان ننهج الطريق لنكرم ونخلد تلك الشخصيات وخصوصا الشهداء الابرار بتنظيم احتفالات تليق بالمناسبة وان نجسدها بكتاب موثق ومؤرخ يبرز فيه دور الجبهة ورجالها على مر تلك السنين وهو حلم متمثل في نفوسنا جميعا.

أما العامل الآخر وهو تطوع الكثير من الاعضاء المثقفين بصوغ ذلك التاريخ البطولي ليكون منهجا تسير عليه اجيالنا القادمة.

لقد استطاع ابطالنا بعملهم هذا ان يحققوا ما كان يطمح اليه الكثيرون من ابناء هذا الشعب وحقا ان هذه الاحتفالية حققت ذلك الطموح.

لقد لعبت جبهة التحرير الوطني دورا كبيرا في تاريخها النضالي وهو لن يكون الجهد الأخير بل سيظل منبرا رسمه القادة في مختلف الجبهات السياسية والفكرية وهو لا يقف من حيث الزمن عند بداية تأسيس الجبهة النضالية التي خاضوها ببسالة وانتصار وانما يمتد مع ماضيها الى ما قبل التأسيس موغلا في أعماق الكثير من المناضلين وهو ميراث لنا، فهو نضال سياسي ونشاط صعب وتحد قوي على مدار الخمسين عاما.

فقد عرفت الجبهة كيف تستثمر ذلك النضال ولاشك ان لاصداء الانتفاضة الباسلة نصيبا وافرا عم ارجاء البحرين وكانت انطلاقة نضالية اسهمت في تعميق الوعي السياسي لدى الشعب واصبحت الجبهة تمتلك قاعدة كبيرة قوية وصلبة استطاعت ان تجاري معطيات الواقع.

واحتفالية التكريم لؤلئك المناضلين الشرفاء وما تخللته من كلمات شكر وتقدير وما صاحبته من أشعار وأغنيات وطنية جسدت فينا معاني الحب والوفاء.

نعم أيها المناضلون تستحقون منا ذلك وأكثر فانتم من ناديتهم بالحرية ودافعتم عن كرامة الوطن وانتم من عاهد نفسه بأمانة واخلاص وحملتم المسئولية وواجهتم اصعب الظروف والمحن وعانيتم الكثير في السجون من تعذيب وتنكيل وتشريد وغربة أليمة لسنين طوال وتحايلتم على أنفسكم من أجلنا ومن أجل البحرين الغالية.

نعم أنتم من عمل في صمت وانتم من ابعد عن وطنه لأكثر من أربعين عاما في المنفى أنتم من افنوا زهرة شبابهم في السجون والزنزانات الانفرادية.

انتم تستحقون منا التكريم والاحترام والتقدير، انتم تاج على الرأس يا قادة يا أفذاء... تحية اجلال واعتزاز لدوركم البطولي التاريخي العريق لخمسين عاما ذهبي الشكل أحمر اللون كلون شعاركم وصمودكم في وجه الظلم والفساد.

ها أنتم اليوم تقفون مرفوعي الرأس شامخين، متماسكين يدا بيد فوالله لم يستطع ذلك الحضور الجماهيري الغفير ان يكتموا الدمعة في صدورهم فراحوا يبكون فرحا واجلالا لكم.

فماذا تستحقون منا أيها الابطال وبماذا نجزيكم اليوم فكل الكلمات والمعاني من مدح وتمجيد قليلة في حقكم فلو وهبنا ارواحنا ودماءنا لأجلكم فلا نجزي بحقكم ولا بحق شهدائنا الابرار الخالدين.

لقد تفاعل الحضور بهذا التكريم فأنشد الشعر وغنى الجميع ورقصت القلوب فرحا بكم ودوت اغنية الوطن تقهر الاعداء وزرعت الخوف في نفوس الاعداء وعملاء الاستعمار الظالمين بحق شعوبهم، فإلى جبهة التحرير الوطني أهدي هذه الأسطر من الشعر:

بحرين عرس الشهيد

بحرين يوم جديد

بحرين أرض المحبة

بحرين فجر عنيد

كل يوم صار منها

هي أرض لا تحيد

فجرت نهر الدماء

فهي تجري بالوعيد

انها صوت الفداء

جبهة التحرير عيد

كسرت قيد الزمان

انها يوم الشهيد

"إنني أهواك حتى الموت يا جبهة التحرير ويا البحرين"

تحية تقدير وعرفان لكل المناضلين في هذه الذكرى العزيزة ذكرى اليوبيل الذهبي ولكل الرفاق من رجال ونساء وكل عام وجميع أعضاء ومنتسبي الجبهة منتصرون.

علي الوادي

العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً