العدد 2887 - الأحد 01 أغسطس 2010م الموافق 19 شعبان 1431هـ

السفير الإيراني: لا نرى حرباً وشيكة في الأفق ولكننا مستعدون لها

أكد أن العقوبات الدولية لن توقف مشروع الغاز مع البحرين ... ولن نستخدم المحتجزين الأميركيين للمساومة

السفير الإيراني في البحرين حسين عبدالأمير         (تصوير: محمد المخرق)
السفير الإيراني في البحرين حسين عبدالأمير (تصوير: محمد المخرق)

نفى السفير الإيراني في المنامة حسين أمير عبداللهيان أن توقف العقوبات الأخيرة التي أصدرها مجلس الأمن الدولي ضد طهران مشروع تصدير الغاز إلى البحرين، وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد نمواً مطرداً في العلاقات التجارية والاقتصادية، إذ سيتبادل المستثمرون ورجال الأعمال الإيرانيين والبحرينيين زيارة البلدين، كما سيعقد مجلس رجال الأعمال البحريني الإيراني المشترك اجتماعه المقبل في طهران.

وعن احتمالات شن حرب على إيران قال عبداللهيان: «إن الكيان الصهيوني هو المحرك الحقيقي لهذه الحملة ضد الجمهورية الإسلامية من منطلق الخوف، وإذا أراد الصهاينة عبر هذا الكيان أن يقوموا في يوم ما باتخاذ هذا القرار فإنهم سيكتبون نهاية تاريخهم» على حد قوله.

وأضاف: « في كل الأحوال تعتقد الجمهورية الإسلامية ببعد شبح الحرب في المنطقة ولكنها على أتم الاستعداد لمواجهة أي تهديد. ونحن نعتقد كذلك أن سياسة العقوبات ضد إيران سياسة فاشلة، ونعتقد أن على تلك الأطراف أن تتحلى بالعقلانية». وذكر عبداللهيان أن بلاده ترحب بتحرك الزعماء العرب لاحتواء أي توتر في لبنان، فيما أوضح أن «محكمة الحريري حسب الشواهد والأدلة بدلاً من أن تكون هذه القضية إنسانية أصبحت قضية سياسية. وبعض الأطراف تحاول الاستفادة من المحكمة للضغط على المقاومة وحزب الله كما حدث سابقاً ضد سورية». وأضاف: «نحن نأمل بأن تؤدي التحركات التي قام بها الزعماء العرب إلى قطع الطريق أمام الأطراف التي تريد أن تتخذ المحكمة كذريعة لمواجهة المقاومة. وهناك بعض التيارات تبحث عن إعادة الحرب الأهلية في لبنان، وبصفة خاصة فإن إسرائيل هي أكثر من يربح من عدم الاستقرار»... وفي الشأن العراقي نفى عبد اللهيان أن تكون بلاده مصرة على بقاء رئيس الوزراء نوري المالكي، كما قال إن بلاده لن تضع أي خط أحمر في وجه إياد علاوي إذا كان هو خيار العراقيين». وهنا نص الحوار:واليكم نص الحوار:

ما هي تطورات العلاقات البحرينية الإيرانية ؟ وخصوصاً على ضوء اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين؟

- بخصوص العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومملكة البحرين فإن هناك أجندة متنوعة في جدول أعمالنا، فقد شهدنا الاجتماع الثاني للجنة العليا المشتركة بين البلدين، وكانت هناك اتفاقيات مشتركة بين طهران والمنامة بخصوص العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والتعاون الإقليمي وكذلك تم التباحث بين مسئولي البلدين بخصوص تفعيل الاتفاقية الأمنية التي تم التوقيع عليها العام الماضي.

وكان هناك توافق أيضاً في المجال التجاري والقطاع الخاص بين البلدين، وأكد الجانبان على تواصل مشروع إيصال الغاز الإيراني إلى البحرين، وخلال الأسبوع الحالي سيتم تدشين الخط المباشر بين المنامة وأصفهان لأول مرة، وننوي تدشين خط مباشر أيضاً بين المنامة وجزيرة كيش وهي جزيرة سياحية متطورة وجذابة.

والمرحلة المقبلة هي موسم للازدهار الاستثماري بين البلدين، إذ من المقرر أن يصل خلال الفترة المقبلة وفد من المستثمرين الإيرانيين إلى المنامة لتفقد الإمكانيات الاستثمارية في البحرين. وخلال الزيارة الأخيرة الناجحة التي قام بها معاون رئيس الجمهورية الإسلامية للشئون الاقتصادية كانت هناك اتفاقية جيدة بهذا الخصوص.

وبعد شهر رمضان المبارك سيقوم بزيارة الجمهورية الإسلامية مجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال البحرينيين، ومن المقرر أن يعقد مجلس رجال الأعمال التجاري المشترك بين البلدين اجتماعه في طهران.

في الفترة الأخيرة سرت أنباء عن تداعيات العقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على مشروع الغاز بين إيران والبحرين، هل ثمة علاقة بين الأمرين؟

- بالنسبة لمشروع الغاز أود أن أوضح أنه ليس هناك أية علاقة بينه وبين الحظر الاقتصادي الذي فرضه مجلس الأمن. وتعرفون جيداً أن هذا الحظر الظالم وغير السليم من قبل الأمم المتحدة جاء بواسطة الضغوط الأميركية، ولكن في موضوع النفط والغاز، فحتى العقوبات الجديدة كما تسمى لا تتضمن أية قيود في قطاع النفط والغاز. لذلك لا نرى أي مانع من الاستثمار في إيران. ولطالما أكد الجانبان الإيراني والبحريني وبصفة خاصة رئيس الجمهورية الإسلامية وجلالة الملك أن هذا المشروع استراتيجي لكلا البلدين. وأثناء عقد اجتماعات اللجنة المشتركة العليا كان هناك توافق جيد على هذا الموضوع، وخلال الفترة القليلة المقبلة سيتم التباحث بخصوص تحديد السعر النهائي للغاز.

وأود الإشارة إلى موضوع آخر بخصوص اليوم العالمي لحقوق الإنسان الإسلامي والكرامة الإنسانية الذي اقترحته الجمهورية الإسلامية على منظمة المؤتمر الإسلامي بأن يكون للمسلمين يوماً على المستوى العالمي، وقد أقرت المنظمة هذا الاقتراح وتقرر اختيار يوم 5 أغسطس/ آب من كل عام ليكون اليوم العالمي الإسلامي لحقوق الإنسان.

وعلى هذا الأساس فإن القرار الصادر من قبل المؤتمر الإسلامي يطلب من الدول الأعضاء في المنظمة إقامة فعاليات في هذا اليوم، وقد وصلتنا معلومات أنه من المقرر أن يعقد يوم عالمي لحقوق الإنسان الإسلامي في البحرين.

ثمة من يعتبر أن إقرار مجلس الأمن الدولي لعقوبات صارمة على إيران بصيغة شبه إجماع دولي يعتبر فشلاً للدبلوماسية الإيرانية أو للسياسة الخارجية للرئيس، محمود أحمدي نجاد؟

- بخصوص الملف النووي الإيراني فإن اتفاق تبادل الوقود لا يزال مفتوحاً، والتعامل المتسارع للأميركان أدى إلى الظروف الشديدة، إنهم فقدوا فرصة المباحثات والحوار لعدم قبول هذا الاتفاق، وبعد إقرار الكونغرس الأميركي عقوبات أحادية الجانب شهدت مجموعة (5+1) اختلافات كبيرة فيما بينها.

و من جانبنا فإنه على الرغم من ذلك ترى الجمهورية الإسلامية أن طريق الحوار هو أفضل السبل، ومن المؤسف أن هناك بعض الأطراف يعتقدون أنه بطرق أخرى يمكنهم التوصل إلى حل، أحياناً بخطفهم شخص مثل شهرام أميري يريدون أن يوصلوا رسالتهم، ويوماً آخر يلجأون إلى الإرهاب والتفجيرات لكي يقولوا كلامهم، أو بالتدخل في الشئون الإيرانية وإيجاد التفرقة والفتنة بين دول المنطقة.

ولكن الكلام الصريح والواضح أن المباحثات والتعاون بصورة منطقية هي الطريق الأنجع والسليم لحل كل الإشكالات، ونحن أدينا واجبنا تجاه حظر انتشار الأسلحة النووية، وكنا ملتزمين بالقوانين والقرارات ويجب أن نحظى بحقوقنا الطبيعية والمشروعة في إطار هذه الاتفاقية، لذلك مسيرة الحوار مفتوحة. ونعتقد أن من خلال هذا المشوار يمكننا أن نصل إلى حل.

ولكن العقوبات لم تجعل طهران تفكر قليلاً بإعادة النظر في تخصيب اليورانيوم؟

- كلا، فبالنسبة لتخصيب اليورانيوم للاستفادة منه في الأغراض السلمية هو حقنا الأكيد والمشروع ونحن سنواصل هذا الطريق من دون تردد. إن التعاون يعتبر منطلقاً استراتجياً للعلاقات الإيرانية، كما أن الدفاع عن حقوق الدول في المنطقة يعتبر من استراتيجيات سياستنا الخارجية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم يعتبر من مبادئنا، وحماية حقوق المسلمين والمقاومة وبصفة خاصة حزب الله في لبنان، من صميم واجباتنا. ونعتقد أن جميع الدول العربية والإسلامية تفتخر بدعم المقاومة.

وسيكون أمراً حسناً للغاية لو يساعد أصحاب العقل في الولايات المتحدة الرئيس الأميركي، باراك أوباما بتنفيذ شعار التغيير وترجمته عملياً، لأن ذلك من شأنه أن يخدم الولايات المتحدة والسلم الدولي.

إن الكيان الصهيوني هو المحرك الحقيقي لهذه الحملة ضد الجمهورية الإسلامية من منطلق الخوف، فالإسرائيليون لا يستطيعون وليست لديهم القدرة والمبادرة العملية للاعتداء على الجمهورية الإسلامية وإذا أراد الصهاينة عبر هذا الكيان أن يقوموا في يوم ما باتخاذ هذا القرار فإنهم سيكتبون نهاية تاريخهم. وقد أثبتت العقود الماضية من احتلال الكيان بأنهم أصحاب جرائم وضد منطق الإنسانية كما يحدث في حرب الإبادة على غزة مثلاً.

وفي كل الأحوال تعتقد الجمهورية الإسلامية ببعد شبح الحرب في المنطقة، ولكنها على أتم الاستعداد لمواجهة أي تهديد. ونحن نعتقد كذلك أن سياسة العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية سياسة فاشلة، ونعتقد أن على تلك الأطراف أن تتحلى بالعقلانية.


تأثير العقوبات

 

ولكن ألا يمكن تصنيف العقوبات الأخيرة بأنها إخفاق في الدبلوماسية الإيرانية؟

- نحن بعد الثورة الإسلامية وخلال 30 عاماً مضت كنا نواجه بالعقوبات الاقتصادية، والقرارات الأخيرة ليست إلا إقرار لما كانوا يقومون به عملياً في المراحل السابقة، وأعداء إيران حاولوا إضافة إلى العقوبات أن يستغلوا أي ثغرة ممكنة لإسقاط الجمهورية الإسلامية. وفي الظروف الجديدة لعقوبات مجلس الأمن ليس هناك أي جديد، ومن ناحية الفحوى بالنسبة للقرارات الجديدة فهم ينفذون ما كانوا يقومون به فعلاً. ولكن بما أن لديهم الكثير من وسائل الإعلام الحديثة فقد قاموا بشن حرب إعلامية ونفسية ضد الجمهورية الإسلامية. ونحن نعتقد أن الكيان الصهيوني يقف خلف هذه الأحداث والتطورات واللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة يقوم بإفشال مشروعات الرئيس أوباما للتغير.

هناك من يقارن بين العقوبات التي فرضت على إيران أخيراً بالعقوبات التي فرضت ضد العراق فترة الحصار في أيام النظام السابق، أليس كذلك؟

- إن الظروف الإيرانية مختلفة تماماً عن الوضع العراقي. وهذه الدول التي تعلن العقوبات أحادية الجانب هي الأكثر اهتماماً بعقد الاتفاقيات مع الجمهورية الإسلامية وهناك منافسة شديدة فيما بينها على الاستثمارات الإيرانية. ففي عهد الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش كانت هناك أطراف تسعى عن طريق غير مباشر للاستثمارات الإيرانية في حين أن الذين يعلنون الحظر فإنهم يخسرون أكثر وإذا كانوا جادين في حظرهم فهم يفقدون الفرصة الموجودة أمامهم. إن الولايات المتحدة وأعداء الثورة الإسلامية استنفذوا خلال السنوات الواحد والثلاثين كل الطرق، وجربوا كل الأدوات للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية. وكثيراً ما نقرأ ما يصدر عن مراكز البحوث والدراسات الغربية بأن الجمهورية الإسلامية تبحث عن مسيرة الاستقلال والتنمية للبلد، وكان لها دور مؤثر على الدوام في التطورات الإقليمية والعالمية.

كل ما في الأمر أن أعداء الجمهورية يريدون أن نترك المبادئ الأساسية للجمهورية الإسلامية، وإنهم يريدون إسكاتنا تجاه الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة وبقية الأماكن... إنهم يريدون تغيير هوية الجمهورية الإسلامية، وحتماً فإن الجمهورية الإسلامية المعتمدة على نظام ولاية الفقيه ستستمر في مسيرتها للدفاع عن المستضعفين على والمظلومين وهناك استيعاب كبير في الدول الإسلامية لما يجري.

الإمكانات الكبيرة في الدول العربية وعلى سبيل المثال مصر والمملكة العربية السعودية بإمكانها أن تكون دافعاً قوياً. والتعاون الإقليمي بين إيران وتركيا والدول العربية يمكن أن يؤدي إلى ظروف صعبة للكيان الصهيوني.

لقد تحملنا الكثير من التبعات بخصوص تخصيب اليورانيوم والحفاظ على مبادئنا، والآن كذلك فإننا مستعدون للدفاع عن بلدنا. وبالنسبة للعقوبات فإنها يمكن أن تحدث لأي بلد، لا أود أن أقول بأن الحظر لا يؤثر على أي بلد، ولكن المؤكد أن الحظر لن يلغي نوايانا بل سيقوي موقفنا بالإصرار على التقدم وتطوير هذا المشروع.

يجب ألا ننسى بأن في العام 2004 كانت لدينا مباحثات خلال عامين مع الاتحاد الأوربي وقمنا بتعليق اليورانيوم ولكن الأوربيين كذبوا علينا ولم يقبلوا الحصول على حقنا المشروع، وحاولوا تسويف الموضوع وإطالة أمد المباحثات وكانوا يبذلون جهوداً كبيرة خلف الستار حتى يقوموا بتفتيت القدرات الوطنية العلمية وإسقاط المنشآت النووية الإيرانية، في ذلك اليوم كانوا بالمباحثات يريدون إيقاف حقوقنا واليوم من خلال لغة القوة يريدون تعطيل المشروع، فالهدف واحد ولكن الأساليب مختلفة.

نحن لا نريد شيئاً أكثر من حقوقنا وليس هناك أي تقرير من المنظمة الدولية للطاقة الذرية يفيد بانحراف عن هذا المشروع من الجانب السلمي إلى اتجاه آخر. ونؤكد أن لغة الحظر والقوة لا تجدي نفعاً بل تقوينا في موقفنا.


ملف الأميركيين الثلاثة

 

في ملف آخر، الرئيس الأميركي، باراك أوباما طلب من إيران الإفراج الفوري عن الأميركيين الثلاثة المحتجزين لديكم عشية الذكرى السنوية لاعتقالهم، ما هو ردكم على هذا الطلب الأميركي؟

- إن ملف الأشخاص الثلاثة موجود لدى القضاء الإيراني. إنهم يتمتعون بجميع حقوقهم،والسفارة السويدية التي ترعى مكتب الحفاظ على المصالح الأميركية لديها اتصال معهم ولديهم اتصال مباشر مع عائلتهم، وأمهاتهم زارتهم في إيران، إنهم يعيشون في ظروف مناسبة وجيدة، والقضاء الإيراني سيتخذ القرار المناسب بشأنهم.

ولكن هل تعتبرون هذه القضية قانونية أم سياسية؟

- هم طرحوا الكثير من الكلام بخصوص أعمالهم التجسسية، والمهم إثبات ذلك في القضاء. وأود أن ألفت الانتباه إلى أن هناك إيرانيون موجودون في السجون الأميركية، ونحن نتوقع من الرئيس أوباما أن يقوم بمبادرة للإفراج عن الإيرانيين في أميركا.

هل أفهم من كلامك أن الأميركيين الثلاثة ورقة مقايضة في يد طهران في علاقتها مع واشنطن؟

- كلا، الأمر ليس على هذا النحو. إنهم دخلوا بشكل غير شرعي للأراضي الإيرانية، ولو لم يدخلوا لكانوا في أميركا الآن. ومن المؤكد أن هذا الموضوع يختلف تماماً عن قصة اختطاف أميري عبر أجهزة خاصة في أراضي دولة ثالثة.

ولكن هناك كثير من الغموض والألغاز في قصة عودة الفيزيائي أميري، فكيف استطاع

شهرام أميري الهروب من قبضة المخابرات الأميركية، هل من السهولة أن يهرب شخص مطلوب من الـ CIA؟

- هذا السؤال يجب أن يوجه للأجهزة الأمنية.

هل تقصد أن نسأل الأجهزة الأمنية الإيرانية أم الأميركية؟

- السفير (مبتسماً)... لقد أثبت الأمن الوطني الإيراني قدراته الكبيرة في محطات عديدة، مثل عملية إلقاء القبض على الإرهابي ريغي، وكان هذا الشخص له صلة مباشرة مع الموساد وجهاز المخابرات الأميركية، وكذلك إطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني في باكستان. وهذا دليل على كفاءة قواتنا الأمنية.


قلقون من تسييس محكمة الحريري

 

لننتقل إلى الشئون الإقليمية، لقد كانت بيروت منذ نهاية الأسبوع الماضي محطة لاستقبال الزعماء العرب الذين توافدوا عليها، وهناك أنباء عن زيارة وشيكة للرئيس، أحمدي نجاد أيضاً، كيف تقرأون هذا التزاحم على بيروت؟

- نحن يسرنا أن نرحب بالنشاط الدبلوماسي العربي في المنطقة، وأنا شخصياً أعتقد أنه كان من المفترض أن تتم هذه الزيارات في وقت سابق، والجمهورية الإسلامية ترحب بأي مبادرة تؤدي إلى الوحدة الإسلامية ووحدة الدول العربية، وهذا السبيل نحو الحد من تدخلات الأجانب في منطقتنا. وتؤكد الجمهورية الإسلامية أن الحلول تأتي بواسطة الدول في المنطقة.

من الطبيعي أن تكون هناك بعض القضايا بين الدول المنطقة وتؤدي إلى تبادل هذه الزيارات. ودول المنطقة خصوصاً والعالم عموماً أدركت هذه الضرورة، وأن هناك عناصر جديدة دخلت المنطقة، ولها دور مؤثر على المستوى الإقليمي، ومن أهم العوامل حزب الله وحماس والمقاومة الوطنية والإسلامية. ويجب الانتباه لهذه القوى مقابل جرائم إسرائيل.

في هذا الإطار، هل لك أن تخبرني عن موقف طهران من تداعيات المحكمة الدولية التي تحقق في جريمة قتل رفيق الحريري؟

- حسب الشواهد والأدلة أن بدلاً من أن تكون هذه القضية إنسانية أصبحت قضية سياسية. وبعض الأطراف تحاول الاستفادة من المحكمة للضغط على المقاومة وحزب الله كما حدث سابقاً ضد سورية. وأعتقد أن تصريحات الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله كانت واضحة جداً. ونحن نأمل بأن تؤدي التحركات التي قام بها الزعماء العرب إلى قطع الطريق أمام الأطراف التي تريد أن تتخذ المحكمة كذريعة لمواجهة المقاومة. وهناك بعض التيارات تبحث عن إعادة الحرب الأهلية في لبنان، وخصوصاً فإن أكثر من يربح من عدم الاستقرار هو الكيان الصهيوني، لأنهم يعتقدون حسب تحليلهم أن ذلك سيزيد من الظروف الصعبة للفلسطينيين وأنهم بزعمهم الخاطئ يعتقدون من خلال هذه الإثارات أن ينجوا بكيانهم المحتل. هم حددوا سيناريو في المنطقة ومن ضمنه قرار هذه المحكمة، ونحن نأمل بأن يؤدي التشاور بين زعماء المنطقة إلى وقف هذه المؤامرة.

قبل أيام وافقت لجنة المتابعة العربية على البدء بمفاوضات مباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ما هو موقفكم من هذا القرار؟

- خلال العقود الماضية أثبت هذا الكيان الإسرائيلي بأنه لا يلتزم بأي قرار بخصوص المباحثات، فما هي الالتزامات التي التزم بها الكيان الصهيوني حتى يلتزم بقرارات جديدة، ومن خلال اعتدائهم الوحشي على غزة.

ويا ترى ماذا حدث بخصوص الاعتداء على أسطول الحرية وما هي نتائج القرارات السابقة، الحل الوحيد للقضية الفلسطينية بيد سكان فلسطين، لتقرير مصير الشعب الفلسطيني عبر استفتاء شعبي عام داخل الأراضي الفلسطينية بمشاركة كل السكان وتقبله جميع الأطراف.

خمسة أشهر مضت على الانتخابات العراقية، والكثير من أصابع الاتهام توجه لكم حتى من بعض أصدقائكم - بأنكم تعطلون تشكيل الحكومة العراقية عبر الإصرار على بقاء نوري المالكي في رئاسة الوزراء؟ ما هو ردكم بهذا الشأن؟

- الجمهورية الإسلامية لا تصر على من يكون رئيساً للوزراء في العراق، هناك أصدقاء كثر للجمهورية الإسلامية من مختلف التيارات السياسية، وكل ما يهمنا في القضية العراقية هو السيادة الوطنية والحفاظ عليها واستقرار الأمن في العراق وخروج القوات الأجنبية وإحالة الشئون العراقية ، وأن يؤدي دوره الطبيعي في المنطقة. ولكن هناك بعض الجهات التي تفقد الشعبية في العراق تساهم في توتير الأجواء.

لو ذكرت لك السؤال بصيغة أخرى، يقال بأن طهران تضع خطاً أحمر أمام ترشيح رئيس القائمة «العراقية» إياد علاوي لرئاسة الوزراء رغم فوز قائمته بالانتخابات؟

- موقف الجمهورية الإسلامية هو تشكيل حكومة عراقية في أسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة بمشاركة جميع الأطراف التي فازت بالانتخابات وأن يحصلوا على تأييد البرلمان العراقي، وأي شخص يتم اختياره بهذه الآلية سنتعامل معه، سواء كان هذا علاوي أو المالكي أو غيرهما. نحن نحترم قرار الشعب العراقي. وليس لدينا أي خط أحمر على من يحظى بثقة الشعب العراقي إن كان علاوي أو غيره.


طهران تحقق في فرضية عمل الأميركيين الثلاثة ضد أمنها

 

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس (الأحد) إن الأميركيين الثلاثة الذين مر عام على اعتقالهم في إيران بعد «دخولهم بصورة غير شرعية» يخضعون لتحقيق بشأن احتمال قيامهم بأعمال ضد الأمن القومي، بحسب ما أورد التلفزيون الإيراني الرسمي عبر موقعه الإلكتروني.

وأعلن رامين مهمانباراست إن «الأميركيين الثلاثة تم توقيفهم لدخولهم الأراضي الإيرانية بصورة غير شرعية، وجريمتهم واضحة وعليهم أن يمثلوا أمام القضاء». وأضاف مهمانباراست «في المقابل، تجري السلطات المختصة تحقيقاً بشأن احتمال توجيه اتهامات لهم كتنفيذ أو النية في تنفيذ أعمال ضد الأمن» القومي. وتابع مهمانباراست «إنها مسألة قضائية صرفة»، مؤكداً أن إيران لن تخضع «للضغوط السياسية».

ويأتي تصريح مهمانباراست بعد يومين من دعوة الرئيس الأميركي، باراك أوباما إيران إلى «الإفراج فوراً» عن الأميركيين الثلاثة الذين تعتقلهم قائلا إنهم لم يعملوا أبداً لحساب الحكومة الأميركية ولم يرتكبوا «أية جريمة مطلقاً». وأضاف مهمانباراست أن ليست هناك «أية صلة بين الإيرانيين المعتقلين في الولايات المتحدة والأميركيين الثلاثة المعتقلين في إيران».

العدد 2887 - الأحد 01 أغسطس 2010م الموافق 19 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 3:01 ص

      بحرينيه

      اللهم صل على محمد وآل محمد
      أويد كلام الزائر رقم 13 ، والله ييبعد الامريكان والاسرائيليين عن التعاون والتجاره الموجوده بين إيران والبحرين حيث سمعت إنهم يريدون الضغط على البحرين لكي تقطع التعاون مع إيران .

    • زائر 19 | 5:53 م

      سوري واحب البحرين

      استحلفك بالله هل كان حال العراقيين ايام صدام هكذا
      اسال اي عراقي صادق تجده يترحم على ايام صدام
      اليوم بالعراق يوجد 1000000 صدام

    • زائر 18 | 12:25 م

      ان الله ينصر الموءمنين

      الى زائر رقم 3 لاتقارن جيش المجرم صدام مع جيش الجمهوريه . جيش المجرم كان عدد فقط غير موالي لطاغيه ومن اول هجوم فروا اما جيش الجمهوريه فيه رجال يتمنون الموت من اجل الجمهوريه اشدا , صادقون , يدوبون في حب الله وحب الجمهوريه . صمدوا وجاهدوا في الحرب المفروضه بقيادة امريكا واعوانها لم يستسلموا كما فعل جنود صدام . ان الله ينصر الموءمنين ا

    • زائر 17 | 12:10 م

      ابوماجد

      لمادا الهجوم على ايران والمعتدي والدي يرد الحرب هي امريكا , ايران لاتريد الحرب كل ماتريده هو العداله وحقها . عجب هدا الزمن الدي يقول سوف اشن الحرب صح والدي يقول سوف ادافع عن نفسي خطا

    • زائر 16 | 11:18 ص

      جربو ولو مرة

      ليش اهل الخليج خايفين من الحرب ، جربوا من المآسي والويلات والدمار والخراب ولو مرة ، لتقدروا النعمة وحياة الترف الي عايشينه، انتو احسن من غيركم ، على الاقل بتفتكون من الفساد والدعارة والمخدرات

    • زائر 15 | 10:36 ص

      دعوة للحكمة

      اتمنى من القيادة الإيرنية ان تأخذ العبر و الدروس من الأحداث التي مرت بالمنطقة.الجهل بقوة الآخر و الغطرسة يؤدي للدمار مثل مناطحة الجبال.ما يمتلكة الغرب من ترسانات عسكرية هي منتهى القوة و الإقتدار.لماذا نحن المسلمين نتميز بالكلام الزائد.الهند و الصين صنعت كل ما تريد بهدوء و سكينة اما نحن فلا نعرف ما نريد.ان الجهل و المرض و الفقر و الدعارة و المخدرات هي ما نحتاج الى محاربتها اولا و اولا .دعوة محبة لإيران الإسلام ان تكون اكثر عقلانية وحكمة في معالجة امورها،وان تجنب شعبها المسلم كل مكروه.
      ابو هاشم

    • زائر 14 | 8:53 ص

      يارب احفظ القيادتين

      اللهم احفظ القيادتين في مملكتنا الحبيبه وايران الاسلام واهلك امريكا ومن يتبعهم من الاصنام.

    • زائر 13 | 8:47 ص

      الى رقم 4 الجنوساني

      شكلك متوتر حدك وما قاعد اتركز عدل في مقالاتك وهذه جملة من مقالك !!!! لأن أمريكية تعرف أن صواريخ أيران لن تطال أمريكية!!!! مو قلنا لك بتمرض روحك وبدون ما اتهز شعره من ايران وهدا بداية الهلوسه وامسوي روحك من المثقفين العرب ...

    • زائر 12 | 8:32 ص

      ل 4

      ركز.... ركز زين قبل لا تكتب !

    • زائر 10 | 8:28 ص

      هذه فقره من كلام السفير

      وإذا أراد الصهاينة عبر هذا الكيان أن يقوموا في يوم ما باتخاذ هذا القرار فإنهم سيكتبون نهاية تاريخهم» والله كلام قوي وعين اليقين

    • زائر 7 | 7:51 ص

      يتكلم بكل ثقه

      اهني الميدان يا حميدان اللي عنده حساسيه من ايران الاسلام يشرب مرقدوش زين لغازات البطن هههههههههه

    • زائر 6 | 7:23 ص

      المستقبل الأيراني

      نحن ضد الحروب ياسيادة السفير لأن الحروب لاتأتي إلا بدمار والقتل وتشريد الناس والقضاء على الأقتصاد وقطع أرزاق الناس ويصبح الوضع مئساوي ولن ينفعنا أن أمتلكتم نووي وأصبحتم من الدول العُضمة لأن هذه لاينفع الشعوب لتي تريد السلام والعيش ولأستقرار
      ولذي جرا في العراق يعتبر درس لكل تجار الحروب ونتمنا من سيادتكم أن تمارسو دور سياسي يجنب أيران ودول الخليج الحرب لأن أمريكية تعرف أن صواريخ أيران لن تطال أمريكية ولضحية هم الشعب الأيراني إلذي يتطلع الى مستقبل خالي من الحروب والدمار ويكفي عنترية وجنون العضمة

    • زائر 5 | 7:09 ص

      بسك كلام فاضي

      قالها من قبلك صدام وراح في طرفة عين وكان يملك جيش جبار يكسر الحجر مو انتة اليوم جالس اتقول أحنه جاهزين لها خافو على الشعوب والاطفال وكبار السن مو جالس أتهههههههههر والي بيصدقك عقله صغير

    • السيد ليث | 2:18 ص

      صار خاطرنا ناكل لحم فرش من ايران مولحوم استراليا المعفنة

      يالله همتكم ياتجار نبي ناكل اكل طاج مسمى عليه مافيه كيماويات صحي للروح والبدن

    • زائر 2 | 12:32 ص

      خلكم بعيد عنا

      ولا تسحبون المتجنسين معاكم

    • زائر 1 | 11:42 م

      المتضرر هو الشعب

      هذه الدول المستبدة تدعي مناصرة الشعب الايراني في مشكلتها الداخليه و من ناحية اخرى تفرض عقوبات اقتصادية و الكل يعرف ان المتضرر الاصلي هو الشعب اما اصحاب السلطة و السياسيون لا ينقص شىء من مائدتهم و هم المستفيدين من السوق السوداء و تجارتهم تكون في افضل الحال .. و رجاءا كونوا واقعيين و اتركوا الأعلام تقول بأن فلان مسؤول انسان زاهد و و و و...

اقرأ ايضاً