العدد 2889 - الثلثاء 03 أغسطس 2010م الموافق 21 شعبان 1431هـ

تحرير المعلومة وحرية الحصول عليها

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

من بين حقوق الفرد هو حق التعبير عن الرأي وحرية المعتقد الذي يدور في فلك حق الحصول على المعلومة، ويندرج الحق في الحصول على المعلومة من ضمن الحقوق المدنية والسياسية وان كان بعض كتاب القانون والناشطون في مجال حقوق الإنسان يعتبرون الحق في الحصول على المعلومة يتداخل مع جميع الحقوق، سواء كانت مدنية أو سياسة أو اقتصاد.

إن هذا الحق (حق الحصول على المعلومة) يمثل صدقية الدول في احترام حقوق مواطنيها فإذا تمكن الفرد من ممارسة هذا الحق فإنه سيتمكن من الوصول إلى كل معلومة تتعلق بنشاطه الإنساني الذي يغطي جميع الحقوق الأخرى، حيث لم يعد بإمكان متتبع أو مواطن مهتم بالشأن العام أن يتغاضى عن حقه بالاطلاع على المعلومة المفيدة، ونقول المفيدة لأن لهذه الفائدة مفاهيم كثيرة، أهمها ما يستنتجه الفرد منها بعد الحصول عليها، وإذا أردنا أن نتحدث بوضوح أكثر، فالنقد بلا معلومة لا يمكن أن يلقي الضوء بطريقة صحيحة على أي موضوع، وهذا ما يجب على السياسيين والمسئولين وحتى المواطنين إدراكه.

كما يجب عند الحصول على المعلومة إن تكون بعيدة عن التجيير لصالح هذا الطرف السياسي أو ذاك، وعندما لا يستطيع الساعين الى المعلومة من سياسيين أو صحافيين أو كتاب من الحصول عليها لأي سبب كان أن لا يقلبوا الحقائق أو يقوم بالإساءة المباشرة لهذا الطرف أو ذاك.

لكن وقبل كل ذلك هناك عدة تساؤلات تثير جدلية تحرير المعلومة:

هل يقع حجب المعلومة من ضمن البديهيات لما تشهده الساحة الصحافية من شد وجذب بغية الحصول على المعلومة؟، أم أن الحصول على المعلومة تواجه صعوبة لصبغة الكثير من الصحافيين المحسوبين على هذا التيار السياسي أم ذاك؟

وما هي المعلومة التي من المفترض أن تكون معلنة؟

قبل أيام قرأت أحد التقارير المعنية بالبحرين والصادرة من قبل إحدى الدول الأجنبية، علماً بأن هذه التقارير ليست سرية فهي في متناول الجميع، ولكن يحرص على قراءتها كل مهتم بالقراءة وخاصة المتعلقة ببلده في الخارج.

ما أذهلني حقاً هو محتوى هذا التقرير، حيث يحوي عدة أبواب منها المناخ، التضاريس، الموارد المائية، نسبة المياه العذبة المحلية والصناعية، الأخطار الطبيعية، البيئة، الاتفاقات الدولية، معدل المواليد، الوفيات، الناس، متوسط العمر، معدل النمو السكاني، المجموعات العرقية، الإحداثيات الجغرافية، العطل، السلطة التنفيذية، التشريعية، القضاء، الدستور، القوانين المستحدثة، القوى المدنية، النقابات، دخل الأسرة، الميزانية، النفقات، الدين العام، معدل الاقتراض للفرد، الزراعة، الصناعة، استهلاك الغاز، البترول الكهرباء، الصادرات، الواردات، الاتصالات، بث الإذاعة، النقل، المطار، خطوط الأنابيب. وما خفي أعظم في هذا التقرير.

أيضاً قرأت تقريراً آخر صادر من دولة أجنبية، ولكن من خلال سفارتها في دولة أخرى (أوروبية)!

ما استوقفني عند القراءة هو الفارق بين التقريرين والهدف الأول منه، بمحتواه الثري الذي يأخذ من الأرقام الصحيحة طبعاً بعد التمحيص في بعض أبوابه بمجهود شخصي، والآخر الصادر من إحدى السفارات ولكن بنكهة أحد المراسلين، حيث جاء في محتواه: النسبة والتناسب بين هذا المذهب وذاك، والاعتقالات السياسية! علما بأن البحرين ليس لديها معتقل سياسي واحد، أو معتقل بسبب حرية التعبير أو الحقوق السياسية، وذلك الأمر نتركه للقارئ. فعلى حد علمي بأن لدينا من الجمعيات السياسية من أبدعوا بالإيجاب والسلب.

عند ذكري لهذين التقريرين ليس الهدف منه القراءة النقدية بقدر ما أردت توضيح كيف يتم توظيف المعلومة، إذ من المفترض أن لا نختلف على تحرير المعلومة، فحسب اعتقادي من المفترض أن تكون متاحة وخاصة أنها تعد أحد حقوق الإنسان، ولكن تكمن نقطة النظام في الهدف منها وكيف يتم تجييرها.

إن هذين المثالين لا يمنحان العذر لحجب المعلومة أو التعفف والحذر من تحرير المعلومة، إذ في الوقت الراهن وفي أغلب الأحيان يضطر المتتبع (الصحافي) إلى العلاقات الشخصية للحصول على وسيلة توصله إلى مصدر تلك المعلومة، ويقابل الصحافي بوجه بشوش في حال كان يعمل في الصحف المقبولة لدى المسئول، وبوجه أقل بشاشة وحذر إن كان من الصحافة غير المقبولة، وكأنه «ضبع جاء يفترس فريسته أو يؤذي أحداً ما».

بالطبع لا أحد يستطيع أن ينكر مدى نجاح الصحافة المحلية، ولو كان بسيطاً ووفقاً للمعطيات الموجودة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها، إذ إنها أسهمت وتسهم بشكل أو بآخر بعكس الصورة الواضحة للواقع، دون أن ننكر أن هناك من يرتكب الأخطاء بعكس الصورة بطريقة مشوشة وغير واضحة وأحياناً مغلوطة مما يؤدي للابتعاد عن هكذا صحافيين، ولكن التعميم هو الخطأ.

إن الاعتراف بدور الصحافة لا يحتاج إلا لقراءتها والاطلاع على ما يكتب بداخلها، وعندما يتم ذلك سيعلم البعض أن الصحافيين يعملون بجد كي يسهموا في عملية البناء ويأخذون دورهم الحق في بناء وإصلاح ما أفسده العطار في دوائرهم.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2889 - الثلثاء 03 أغسطس 2010م الموافق 21 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:57 ص

      سؤال مهم و الأهم هو الإجابة عليه

      أن غياب المعلومة الصحيحة له خطر مجتمعي بسيط حيث تسبب كثر الشائعات و تداولها من قبل ذوي عدم الأختصاص فتوفير المعلومة الصحيحة و بطريقة شفافة هو وقاية للمجتمع ... و لكن السؤال المهم و الكبير الذي هو من عدة أجزاء ما هي المعلومة و متى هذه المعلومة و كيف هذه المعلومة و لمن هذه المعلومة التي يجب أن تنشر و مشكور أخوى بوخالد على هذا الطرح / أخوكـ أحمد جوهر

    • زائر 12 | 1:02 م

      هذا قدرك

      زائر 10 المحامى قدم دليل ان محمد رياض لم يكن فى البحرين من اصل بس فسر لى كيف ينقل للمستشفى قبل على قولتك الحادثه المزعومه يعنى هو المستشفى والحادث حصل فى المستشفى ثانيا هذا قدرك موشى ديان الذى تضرب به المثل يا الفاهم

    • زائر 11 | 9:53 ص

      الحبيب الزائر 9

      انا رقم 6 ما برد عليك لكن روح وشوف خبر اهالي معتقلي المعامير وارجع ارشيف الوسط وشوف الاخبار كل يوم اقعد لك ساعة وحدة واتصفح جرايد الايام والاسابيع والشهور والسنوات الماضية

    • زائر 10 | 9:41 ص

      الى الزائر 9

      وين الزائر 16 الي ترد عليه ما شفنا ويش كاتب، وادا تقصد الزائر 6 فانته تعرف زين ان الموقوفين والمحكوم عليهم المحامين مالهم قدمو ادلة دقيقة تثبت براءتهم لكن القضية مسيسة من البداية يعني من باب المثال محمد رياض الي اتهمو اهل المعامير انهم قاتلينه قدم المحامي دليل يثبت ان المرحوم نقل للمستشفى قبل حادثة القتل المزعومة بما ادري كم ساعة الظاهر انكم ما تقرون الجرايد لو مثل ما قال موشيه ديان العرب لا يقرؤون وإذا قرؤا لا يفهمون

    • زائر 9 | 6:58 ص

      معلومه

      استاذنا لا تنسى وانا متاكد انك ما نسيت عنوان الخبر او الحدث بعض الكتاب يستغله لتحوير الخبر او الموضوع خصوصا ان بعض القراء لا يكلف نفسه قراءه الخبر بل يعتمد على العنوان زائر 16الموقوفون بتهم جنائيه وليست سياسه الا اذا القتل فى قاموسك سياسه هذا شئ اخر

    • زائر 8 | 5:46 ص

      ياجماعه لاتضلمون الزائر الاول والله انا اللي كنت كل مره ارد

      والله العضيم اني انا اللي كنت اكتب واشرشح الكاتب كل مره والله لا تضلمونه والله والله والله اني انا اللي كل مره انتقد رفيجكم الثقيل

    • زائر 7 | 4:37 ص

      نحو زيادة الشفافية من خلال تسهيل الحصول على المعلومات

      أن الشفافية “لن تترسخ ما لم تكون هناك حرية حقيقية للإعلام”، مستطردا وأن “الخلاص من الفساد الإداري لن يتم إلا بوجود قانون حق الحصول على المعلومات”.
      أن توفير المعلومات للإعلام واتاحة الفرصة له لنشرها “يمكنه من ممارسة دوره كسلطة رابعة حقيقية تستمد قوتها من حق الشعب بالإطلاع على الحقيقة ومراقبة أداء السلطات الثلاث مثلما يسهم بترسيخ الديمقراطية في البلاد”،
      شاكر لك بو خالد من محبكم بو احمد

    • زائر 6 | 4:23 ص

      في تقارير غير بعد شكلك ما شفتها

      اقتباس (علما بأن البحرين ليس لديها معتقل سياسي واحد) استاذ سلمان شخبارك ان شاء الله تقرأ الجرايد الي تكتب فيها والي ما تكتب فيها ان شاء الله تدري ان في معتقلين عى خلفيات سياسية بعضهم محكوم عليهم وبعضهم بعدهم الظاهر انك قاعد في البيت تقرأ دواوين شعر ومشغل التلفزيون على قناة البحرين الرياضية تاكل حب والايسي ينفخ عليك لو انت ساكن في القاهرة من سنين ولا تدري ويش صاير في البلد ؟

    • زائر 5 | 2:03 ص

      للمتداخل الأول مع التحية

      إلي المتداخل الأول كنت أتمني أنك فهمت المكتوب بس أضن قرأة بس مب راضى تفهم . ليش ما تسأل عن المعلومة إللي علي الأقل بينت ترسية المناقصات والتوضيف والهدايا في دائرتك , ولا أنت من اصحاب الهادايا يالمتداخل الاول أنا املاحضك تخصصك الصبح تكتب مداخلتك حتي قبل الموضفين لايدامون . كيف جو الاردن ؟ أظن الرسالة أوصلت بسؤالي الاخير لك . تسنع

    • زائر 4 | 1:55 ص

      إلي الزائر الاول

      شكرا يا بوناصر علي طرحك لمواضيع أحن في امس الحاجة لقراءتها علي الاقل لزيادة المعرفة ولكن تصعب دائما علي المتداخل الأول اللي يطلع عينا في كل مقال من مقالاتك ويشرح المقال غلط . وهذا مب غريب علية .
      عادل الطويل الله يعجل بتفريج وضعة ورجعة لعيالة وأهل ورمض معاهم . إذا كان الماخذ علي الكاتب بأنه أحد المهتمين في قضيتة . أنت يامتداخل الأول اسويت لنا . ما بي اقول علي مستوي القضايا اللي تخب عليك لا في فريجكم ولا عن اللي ادافع عنهم وش ضفت . سر يابو خالد تري القافة تشير

    • زائر 3 | 1:47 ص

      تحرير المعلومة

      شكرا علي المقال اللي حط النقط علي الحروف . تحرير المعلومة , حرية الحصول عليها , فعلا هذا الذي نحتاجة ولكن قبل كل شيئ كيف يتم توضيفها أنا في اعتقادي أن هناك كثير لا يستحقونها لسبب أنت ذكرتة وهو كثير من الكتاب توجهم سياسي , وشكرا لختيارك هذا الموضوع الحساس .

    • زائر 2 | 1:29 ص

      الشكر علي الجهد من شيم الرجال

      أخي بوخالد يسعدلي صباحك وشكراً علي الموضوع المطروح وجهت نظري في الموضوع بأن الصحفي المخلص لوطنة لاينشر مايسئ لوطنة حتي لوكان صحيح لأن لايوجد بلد في العالم كامل الدسم ومن غير أخطاء كبيرة كانت أو صغيرة حرية الصحافة الممنوحة يجب أستغلالها في رقي البلد لأن إذا أصبح البلد راقي نحن أيضاً سوف نرقي معه هذا إذا كان ولائنا للوطن أما تعليقي علي موضوع الطويل الجماعة ماقصرو وبيض الله وجوههم ولكن لاتنسي أن الطويل في بلد آخر له سيادة وقوانين لايمكن تجاوزها وطقاق روحه لايصيح.

    • زائر 1 | 11:02 م

      الطويل بعده فى الدوحه

      شأخبار عادل الطويل أخ ناصر؟
      ألم تملأ السماء صراخا وتصريحا ودعاية عن قرب رجوعه وأنكم أنهيتم كل الاجراآت؟
      لم لا تواصلوا الحملة أم أنها أصبحت عبئا لا رصيدا يضاف لكم؟
      تحتاج جهد ومتابعة حقيقيين لا دعاية واستهلاك وطنطنه؟

اقرأ ايضاً