العدد 946 - الجمعة 08 أبريل 2005م الموافق 28 صفر 1426هـ

همسة في أذن "إذاعة القرآن الكريم"

رفعت عقيرتي سابقا - عبر الصحافة طبعا - كما فعل غيري، داعين إلى عودة الإذاعة إلى سابق عهدها، قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار وما بينهما، قرآن فقط حتى يجد كل فرد فيها ما يشده إليها. وهنا أعتقد أن الشد والجذب الذي دار على صفحات هذه الصحيفة وسواها مرده إلى حب البحريني لوجود إذاعة قرآنية يركن إليها المتعبون، ويتفيأون ظلالها كلما أحسوا بالوهن من الدنيا والرغبة في الانشداد إلى الآخرة. ولقد لمست من واقع اتصالي مع محرري هذه الصفحات الحرص على معالجة القضية بعيدا عن التشنجات رغبة في الوصول إلى نتيجة تبتعد عن المماحكات والصراعات التي قد تفسر بالرغبة في الانتصار لمذهب أو اتجاه معين، ومن هنا أريد طرح مقالي عليكم، راجيا أن يتقبله المشرفون على هذه الإذاعة المباركة بصدر رحب. كررت سابقا أن النظرية الكلاسيكية في كل فن تعني أنك حتى تصل إلى إبداع بمستوى ما فعليك أولا أن تنظر إلى من سبقك، وأن تتبع وتقتفي خطوات أولئك المبدعين، أي بالنهاية أن تقلد النماذج الخالدة. ومن هذه النقطة أوجه ندائي إلى كل من تصور أن البعض يهاجم بعض القراء حين يعبر عن أصواتهم بأنها "نشاز"، فأقول إن كثيرين من البحرينيين - ولاسيما في الفترة الأخيرة - ازداد تعلقهم بالقرآن الكريم، وعشقوا واستعذبوا سماع تلاوته، وخصوصا من فطاحل القراء المصريين وغيرهم الذين تلتذ الأسماع فعلا بسماع تلاواتهم. بل إن شريحة من حملة القرآن يتجهون إلى تعلم المقامات السبعة "بيات، رست، نهاوند، حجاز، عجم، سيكاه، جاركاه، صبا"، ولهم في رسول الله "ص" الأسوة الحسنة، فقد روى علماء الفريقين استحسان النبي "ص" للأصوات الحسنة، وورد في بعض الصحاح إعجابه بقراءة الأشعريين وغيرهم، وروي حديث في كتاب لابن الجزري عن الأمر النبوي بالتغني بالقرآن والمراد بالتغني هو تحسين الصوت، وروي أن الإمام الحسن بن علي "ع" سبط الرسول "ص" كان إذا قرأ القرآن سد الطرقات، رغبة من الناس في سماع حسن تلاوته. ومن هنا تأتي الدعوة إلى بث القرآن مرتلا "وليس بالحدر والتدوير فقط"، وبالأصوات المعهودة التي تحيي القلوب وتنعشها، كقراءة عبدالباسط والمنشاوي وشحات والطبلاوي ونعينع وشعيشع وشعبان الصياد و... القائمة تطول. من دون أن يعني ذلك أننا ندعو إلى منع أي صوت جديد، بل نقول هلا كانت الموازنة أكثر مقبولية، وأبرز مثال على هذه الموازنة إذاعتا القرآن الكريم من السعودية والكويت. وهنا لنا سؤال عن مشروعية بث الحفلات القرآنية، وهل هي حرام أو مكروهة، وأقصد بالحفلات هي المجالس القرآنية التي يتلى فيها القرآن ويبدي فيها المستمعون إعجابهم بقول "الله، اللهم صل على النبي "ص"..."، ولاسيما أنه أمر متعارف في مصر، ولا ينكر عليهم شيوخ الأزهر مادام الأمر منضبطا. وهو أمر ممتع شاهدناه على قناتي "المنار" و"سحر" ليالي شهر رمضان ونشاهده على "المصرية" أيام الجمع، وذلك بلحاظ أن هذه المجالس يبدع فيها القراء بشكل منقطع النظير، والأشرطة متوافرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأنا مستعد لتزويد الإذاعة بها. ولنا عتب أخير على إذاعتنا الحبيبة، وهي قضية بث الأحاديث النبوية عبرها، إذ نتمنى درءا للفتنة أن يتوقف بث الأحاديث؛ فالقرآن جامع للمسلمين تحت راية الإسلام فما أحوجنا من منبر رسمي كإذاعة القرآن الكريم إلى ما يؤلف لا إلى ما يفرق. هذه نصيحتي إليكم، ودعواتي لكم بالتوفيق لكل خير. محمد أحمد

العدد 946 - الجمعة 08 أبريل 2005م الموافق 28 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً