العدد 2403 - السبت 04 أبريل 2009م الموافق 08 ربيع الثاني 1430هـ

الأيتام... والمرجفون في المدينة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اليتيم لم يحز على اهتمامٍ في حضارة من الحضارات كما في الحضارة الإسلامية... حتى ضمن الرسول (ص) الجنّة لكافل اليتيم.

إلى جانب المشاريع الرسمية التي تقدّمها الجمعية الملكية الخيرية برعاية الأيتام والأرامل، وبرامج الرعاية من وزارة التنمية الاجتماعية، وهي جهودٌ مذكورةٌ ومشكورةٌ... هناك مشاريع أهلية، تقوم بها الجمعيات، آخرها «الجمعية الإسلامية» في المحرق، حيث احتفلت بتكريم عدد من الأمهات والكفلاء. وكانت لفتة جميلة من رئيس الجمعية الشيخ عبداللطيف المحمود وهو يكرّم عددا من الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.

جميلٌ جدا اهتمام الجمعية بالإرشاد النفسي للأيتام، ومتابعتهم في الدراسة والتحصيل العلمي، من الصغر حتى دخول الجامعة. فهذه خطوةٌ مهمةٌ ليأخذ اليتيم فرصته الطبيعية في الحياة، بعيدا عن شظف العيش والحرمان. بارك الله هذه الجهود وبارك القائمين عليها.

«جمعية الزهراء لرعاية الأيتام» نظّمت أيضا في البلاد القديم «مهرجان اليتيم الثالث»، بمشاركة مؤسسات رسمية وجمعيات أهلية قدمت برامج صحية وثقافية وترفيهية مشابهة، فالكلّ يتنافس على رسم البسمة على شفاه الأيتام.

هذه الجمعية تعرّضت إلى حملة تشويه مقصودة من بعض الأقلام الداجنة، للإيحاء بأنها تموّل جهات خارجية «مشبوهة»، مشكّكة بحجم الأموال والمموّلين... بهدف التهويل وتضليل الرأي العام بأكاذيب لم يُحسن أصحابها طبخها.

الجمعية تقوم على مخاطبة الضمير الحيّ في دعم برامجها، فهي تقدّم ما تيسر من معوناتٍ للأيتام وأكثرهم من أبناء البحرين. وهناك أعدادٌ أخرى من أيتام العراق وأفغانستان ولبنان، وهي دولٌ نكبتها الحروب والاحتلال والعدوان الأجنبي. ومن الطبيعي أن تلقى مشاريع إغاثة هذه المناطق صدى كبيرا لدى البحرينيين قاطبة، بفعل التربية الدينية والقيم الأخلاقية التي تربوا عليها، خصوصا أنها بإشراف عالم دينٍ موثوقٍ كالشيخ محمد حبيب المقداد. ومن المحزن أن تبرز في الآونة الأخيرة نزعةٌ انعزاليةٌ أنانيةٌ بغيضةٌ تدعو للانغلاق على الذات، حتى في مثل هذا العمل الإنساني النبيل، بدعوى وجود فقراء بالداخل فلماذا نساعد الخارج.

هذه الأعمال الخيّرة ذات طبيعةٍ عابرةٍ للحدود، وأصحابها يطلبون ثواب الآخرة، فلا غرو أن نجد النسبة الأكبر من المتبرّعين هم من الفقراء أنفسهم، الذين يُؤثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ، ويدّخرون مبلغ خمسة دنانير شهريا، ليقدّموه لطفلٍ يتيمٍ في بلدٍ إسلامي مجاور. هذه قمة النبل والإيثار، ولكنّ مِن قومنا المتأخرين مَنْ سلّط قلمه لمحاربة هذه الأخلاق الكريمة في هذا الزمان.

في بدء المشروع كانت قيمة السهم ثلاثة دنانير شهريا، ارتفعت إلى خمسةٍ ثم إلى ثمانية، ولذلك عجز بعض الفقراء النبلاء عن الدفع، فكان يشترك الزوج والزوجة في دفع سهمٍ واحدٍ يقتطعونه من لقمة عيالهم، هذه هي مصادر التمويل أيها السادة... أكثرها من الفقراء لإخوانهم الفقراء.

هذه الجمعية أيضا، تنظّم مشاريع خيرية أخرى، من قبيل الزواجات الجماعية لصيانة الشباب، وعلاج المرضى، ومساعدة عامة الفقراء، من الصدقات الجارية التي يجود بها المحسنون ومحبو الخير من كافّة الطبقات. ومن المعيب أن يتطوّع بعض المُرجِفين والمرجفات في المدينة لتشويه كلّ هذا العمل الخيري، وتضليل الرأي العام والتأثير على القضاء لإيهامه بأنه «تمويلٌ» للمنظمات الإرهابية.

بارك الله كل الجهود المبذولة لرعاية الأيتام، من الجمعية الملكية الخيرية، إلى الجمعية الإسلامية، إلى جمعية الزهراء... وأبعدها الله عن ألعاب السياسة وشرور التسييس والإرجاف

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2403 - السبت 04 أبريل 2009م الموافق 08 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً