العدد 957 - الثلثاء 19 أبريل 2005م الموافق 10 ربيع الاول 1426هـ

أخلاقيات الجيش الإسرائيلي تتعمد قتل الفتية وإلقاء قنابل لتبرير قتل الفلسطينيين

محمد بوفياض comments [at] alwasatnews.com

أكد تحقيق أجراه الجيش الاسرائيلي بشأن ملابسات مقتل ثلاثة فتية فلسطينيين يوم السبت الماضي في رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر أن الجنود الاسرائيليين أطلقوا النار عليهم بهدف قتلهم.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أمس الأول أن التحقيق أظهر ان الجنود الاسرائيليين أطلقوا النار بهدف القتل ولم يوجهوا نيرانهم باتجاه القسم السفلي من أجساد الفتية مثلما ادعى الجيش بداية. وكان الجيش ادعى وقتها بعد مقتل الفتية بأنهم كانوا يقومون بعملية تهريب سلاح لتبرير جريمتهم.

ووفقا للتحقيق العسكري الاسرائيلي فإن جنودا من وحدة غولاني الاسرائيلية لاحظوا بداية وجود خمسة فتية يقتربون من المنطقة الأمنية الخاصة التي يحظر على الفلسطينيين دخولها بالقرب من محور صلاح الدين الحدودي، وادعى التحقيق أن ثلاثة من بين الفتية أخذوا يجرون باتجاه الحدود المصرية بعدما رأوا ان مدرعة إسرائيلية ابتعدت عن المكان وأرادوا الوصول الى فتحة في الجدار الذي بنته "إسرائيل" على طول المحور، ثم أطلق الجنود عيارات للتحذير فتراجع الفتية، ولكن عندما ابتعدت القوة المدرعة حاول الفتيان الدخول عبر الفتحة مرة أخرى، وفي هذه المرة شاهدهم أفراد قوة عسكرية اسرائيلية أخرى مؤلفة من ضابط دورية وجنديين وكان الفتية في هذه الأثناء عبروا من الفتحة في الجدار الأمني وأصبحوا على مسافة تبعد 15 مترا من الحدود المصرية.

وبحسب تحقيق الجيش الاسرائيلي فإنه في هذه المرحلة أطلق الضابط والجنديان 12 رصاصة باتجاه الفتية من مدى قريب أسفرت عن مقتل الثلاثة.

وقالت "هآرتس" ان الجيش لم يغير تعليمات إطلاق النار في منطقة المحور خلافا لمناطق أخرى في القطاع بادعاء الحاجة إلى مواصلة منع أعمال التهريب في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في هيئة أركان الجيش الاسرائيلي قوله ان قائد الدورية أخطأ عندما أطلق النار وكان عليه الاكتفاء بإطلاق النار على أرجل الفتية كونهم غير مسلحين، وأن الجنود تصرفوا وكأنهم يواجهون خلية مسلحة وهذا التصرف لم يكن مبررا وليس هناك أي سبب يجعل هذا الحادث ينتهي بثلاثة فتية قتلى. ولفتت "هآرتس" الى انه لم تتخذ إجراءات حتى الآن بحق الجنود الذين قتلوا الفتية الفلسطينيين وأن التحقيق مستمر.

وكان مصدر إعلامي إسرائيلي، كشف ان فرقة من جيش الاحتلال المرابطة في معسكر "غيريت" على الحدود المصرية - الفلسطينية، قرروا الانتقام لقائد فرقتهم من خلال القاء قنابل صوتية داخل معسكرهم، الأمر الذي كان يمكنه أن يتسبب بمقتل رفاق لهم أو إشعال النيران في منطقة بالغة الحساسية، والتسبب بالتالي بارتكاب جريمة، أو ربما مذبحة ضد الفلسطينيين، بزعم مهاجمة المعسكر.

وذكرت المصادر ذاتها أن الحادث وقع فجر الأربعاء الماضي، في معسكر غيريت الذي تعرض إلى الكثير من الهجمات الفلسطينية خلال سنوات الانتفاضة، وان رفاق قائد فرقة عسكرية في وحدة غولاني قرروا الانتقام له من قائد الكتيبة الذي قرر تنحيته.

ووفق المصادر ذاتها، فإن قائد الفرقة طلب من أحد جنوده المساعدة على ترتيب الطاولة تمهيدا لتناول الغذاء، ولكن الجندي واصل التحدث بالهاتف فقام القائد بالقاء كرسي نحوه، وإثر ذلك قرر قائد الكتيبة، المقدم رافي، إقصاء قائد الفرقة، الأمر الذي أغضب جنود الفرقة فقرروا الانتقام لقائدهم وعند الساعة الرابعة فجرا، هز المعسكر دوي انفجار هائل تبين، لاحقا، أنه نجم عن فعلة الجنود.

وتبين في الصباح ان القنابل كانت من صنع إسرائيلي ومن تلك المستخدمة في الجيش، فقرر القائد توجيه إنذار الى كل الجنود وتهديدهم بالعقاب الجماعي إذا لم يعترف الفاعل وقبل لحظات من انتهاء المهلة المحددة اعترف جنديان بفعلتهما فتقرر طردهما من الفرقة

العدد 957 - الثلثاء 19 أبريل 2005م الموافق 10 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً