العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ

هل نجحت أمينة داوود في كشف زيف ولغط الأحكام الغربية المسبقة؟

المرأة والإمامة...

حسن الصحاف comments [at] alwasatnews.com

"لا تحدث بالعلم السفهاء فيكذبوك، ولا الجهال فيستفتنوك، ولكن حدث به من يتلقاه من أهله بقبول وفهم، فإن لعلمك عليك حقا، كما أن عليك في مالك حقا، بذله لمستحقيه، ومنعه من غير مسحقيه".

الإمام علي بن أبي طالب

طلب مني صحافي من البحرين ترك مهنة المتاعب ليغوص في بطون أمهات الكتب ويستمتع بما تجود به من غث وسمين، وبعد أن سمع مني اعتراضا على عدم رضى بعض الاخوة عن إمامة أمينة داوود لجمع من الرجال والنساء والاطفال يقدر عددهم بخمسين شخصا في الثامن عشر من مارس/ آذار الماضي، في نيويورك أن أكتب رأيي في الموضوع، فقلت إن الموضوع يحتاج إلى بحث طويل ومضن، غير أني أعده بأن أقوم بهذه المهمة بما فيها من خطر مجابهة بعض من يعتقد في نفسه بأنه المصلح والفاهم الأول والأخير للإسلام وقوانينه والمسلمين وسلوكياتهم الحسنة والسيئة.

تشير جميع الحفريات التي تتصل بحقب التاريخ القديمة إلى أن وضع المرأة الاجتماعي كان أفضل بمليون مرة من وضعها الآن على مختلف الأصعدة والأمكنة، فهي كانت "أول ديانة للرجل، فيها كان تعبده. وإليها شرعت الصلوات الأولى"، كانت تعبد وتأمر وتطاع في عراق الآشوريين والسومريين والبابليين، في مصر الفراعنة وعند اليونان والهنود والفرس، واعتبرها الهنود الحمر خالقة الكون الواحد الأحد، أي الله! والتماثيل التي تعج بها المتاحف اليوم لنساء لهن وقع حافل في التاريخ البشري تشهد بذلك، وقصص النساء العظيمات في الكتب السماوية ومنها القرآن، من بلقيس وامرأة العزيز والسيدة مريم العذراء وسواها تشهد بذلك. فمقام السيدة العذراء في القرآن كبير: "ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين" "التحريم: 12"، ولبلقيس: "إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم" "النمل: 23" وامرأة عمران: "إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم" "آل عمران: 35" وامرأة فرعون: "وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون" "القصص: 9" نساء عظيمات غيرن مجرى التاريخ بأفعالهن. والسؤال: ما الذي حصل ليتحول وضع المرأة إلى وضع مأسوي كما هو الآن؟ "كل المسلمين يرون أن وضعها غير مأسوي بمن فيهم المرأة المسلمة!" فهي موضع ريبة ولا تعدو كونها رمزا جنسيا في غالبية الأحيان يجب وضع كل القيود عليه حتى لا يضحى فتنة "والفتنة أشد من القتل" وهي قاصرة عقلا ودينا. والجواب ليس في يدي، غير أن الأمر بحاجة إلى دراسات مستفيضة لمختلف جوانب حياة الإنسان المسلم لتبيان الأسباب، وأهمها عقلية الرجل المتسلط.

لا ينكر أحد ذو عقل وسعة في الاطلاع امتلاء التراث العربي بالخرافات المتصلة بالمرأة ومدى "شيطنتها وشرورها". كما لا ينكر أحد أن التراث الإسلامي أيضا هو الآخر مليء بما ليس له صلة بالإسلام، يحد من حرية وحركة المرأة فكرا وجسدا نتاجا من نتاجات الجهل بحقيقة وضع المرأة في الإسلام.

فالتراث العربي يحمل صور عدائيته للمرأة، منها مثلا وأد البنات في الجاهلية، الذي سجله القرآن في الآية: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب. ألا ساء ما يحكمون" "النحل 61: 85 و95" فالقرآن هنا يناصر المرأة ويدافع عنها.

التراث الإسلامي أيضا مليء بما تتصدع له العقول من صور ما أنزل الله بها من سلطان في حق المرأة نبتت في بيئة قبل إسلامية وأخرى بعد إسلامية مشبعة ببعض الأفكار المغلوطة والمورثة من دون تمحيص وكأنها نص منزل. فكثيرون يعتقدون أنها "خلقت من ضلع أعوج"، وأن سبب خروج نبي الله آدم من الجنة يكمن في إغواء أمنا حواء لأبينا آدم، ليأكل من الشجرة المحرمة، فـ "أكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى" "طـه: 121" فطردا من الجنة، "فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين" "البقرة: 36" من هنا نستشف أن الرجل والمرأة سيبقيان عدوين لبعضها حتى يوم الدين، على حد فهمي. وفي التراث الإسلامي كثير من الأحاديث التي تقلل من شأن المرأة، وهي من وجهة نظري المتواضعة أحاديث مدسوسة، لأن الرسول العربي العظيم دافع عن المرأة دفاعا مستميتا وجعل قضيتها قضيته الكبرى حيث أوقف وأدها وجعل لها حقوقا وواجبات منصوصا عليها، فمن تلك الأحاديث التي لا تتوافق مع حركة التاريخ: "من تسع وتسعين امرأة واحدة في الجنة وبقيتهن في النار"؛ "إلا أن النار خلقت للسفهاء وهن النساء، إلا التي أطاعت بعلها"؛ "هلكت الرجال حين أطاعت النساء"؛ و"لاتزال الرجال بخير ما لم يطيعوا النساء"؛ "إياكم والنساء، فإن أول فتنة بين بني إسرائيل كانت بسببهن". "ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر"؛ "لولا المرأة لدخل الرجل الجنة". ونهى "النساء أن يتكلمن إلا بإذن أزواجهن". "وليس لهن نصيب في الطرق إلا الحواشي"؛ و"ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام". "المرأة المؤمنة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان. فإن النار خلقت للسفهاء، وإن النساء أسفه السفهاء".

وجاء أن الرسول وصف "المرأة" بأنها خلق "نجس". وفي حديث عند مسلم أنه "ثلاث يفسدن الصلاة: المرأة والكلب والحمار": قال رسول الله: يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه قيد آخرة الرجل، الحمار والكلب الأسود والمرأة. وفي رواية لابن عباس يذكر المجوسي واليهودي والخنزير إلى جانب المرأة من مفسدات الصلاة. وهناك أحاديث متفرقة يأتي فيها ذكر النساء مع الحيوانات: "إن المرأة دابة سوء". "الشؤم في ثلاث: الفرس والمرأة والبيت".

كما ينسب إلى الإمام علي بن أبي طالب حديث شائع مدسوس لتنافيه مع مجموع ما قاله الإمام في حق المرأة: "المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنه لا بد منها". كيف يقول مثل هذا من له زوجة مثل السيدة الزهراء، وابنة مثل السيدة زينب؟

هل يعقل أن نأخذ بتلك الأحاديث التي جاءت على لسان الرسول القائل في أحاديث كثيرة لما يكنه من حب خاص بالنساء: "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة"؛ و"ما أحببت من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء". ورد هذا الخبر بوجوه مختلفة: عن عائشة قالت: كان يعجب نبي الله من الدنيا ثلاثة أشياء: الطيب والنساء والطعام، فأصاب الاثنين ولم يصب الطعام".

العرب ورثوا مع البداوة تفضيل الولد على البنت وهذا ارث بدوي عربي ثقيل جدا ومازال معمولا به حتى اليوم في مختلف البلاد العربية والإسلامية، وإن شدد القرآن الكريم على أننا "نفس واحدة" كريمة بهيجة: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء" "النساء: 1". "أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم" "الشعراء: 7". "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون" "الذاريات: 49". "فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى" "القيامة: 39". فهذا التفضيل المعمول به حتى الآن على نطاق واسع هو تفضيل عربي بدوي موروث، صعب على الرسالة الإسلامية تطويره والارتقاء به إلى المستوى الذي تطمح له الرسالة لما له من تأصل في الفكر البدوي. ويورد محمد أركون في كتابه "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" بأن هناك قوانين بدوية راسخة في كثير من المجتمعات العربية ولا يمكن تغييرها بسهولة ولم يستطع الإسلام تغييرها منذ بدايته حتى الساعة وتتمثل في "نقطتين أساسيتين هما: البنى الأولية للقرابة، والتحكم بالجنس وضبطه" إلى جانب الكثير من الأمور الأخرى التي لاتزال متأصلة في العقلية البدوية "أركون 126".

لم اجد في جميع الآيات التي نظرت إليها ما يجعل فارقا بين الرجل والمرأة في أمر الصلاة، فالدعوة للجميع: "الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" "البقرة: 3". "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين" "البقرة: 43". "ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون" "المائدة: 6" "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين" "التوبة:18" "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم" "التوبة: 71".

ونجد في الآية فقط التي وردت في أهل بيت النبوة دعوة للمكوث في البيوت وعدم التبرج وعدم مخالطة الغرباء من الرجال: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" "الأحزاب: 33" ثم نجد "واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا" "الأحزاب: 34".

وفي القرآن كثير من الآيات الصريحة على المساوة بين الرجل والمرأة في كل شيء، كل بحسب اجتهاده وعلمه وثقافته: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب" "البقرة:269" والحكمة في هذه الآية تعني تفسير القرآن، أي من يستطيع تفسير القرآن "فقد أوتي خيرا كثيرا" والتفسير هو عمل صالح وراق في آن، "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا" "النساء: 124".

ويدعو القرآن اتباع من لا يسأل "أجرا" على دعوته وعلى قيامه بعمل صالح: "اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون" "يـس: 21" وإنه ليس هناك من تفضيل بين الرجل والمرأة في الأجر، فكل بحسب عمله: "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما" "النساء: 32". ولم يذكر امرأة أم رجلا.

في كتب الحديث هناك أحاديث تدل على أن للمرأة الحق في الذهاب إلى المسجد: "إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها" "البخاري حديث 236" كما أمرت الحائض أن "تعتزل" مصلى المسلمين "البخاري"، وجاء أن "نساء المؤمنات كن يصلين الصبح مع النبي "ص" ثم يرجعن متلفعات بمروطهن لا يعرفهن أحد" "البخاري، رقم 347" ويؤكد التاريخ الإسلامي أن السيدة أم ورقة أمت الصلاة في منزلها وكان خلفها في الصلاة زوجها وأولادها لأن الزوج لم يكن يعلم من القرآن شيئا بينما كانت هي من الذين جمع عنهن القرآن الكريم.

نتوجه لقواميس اللغة لنأخذ عنها معنى الامام فنجد "الإمام من يأتم به الناس من رئيس أو غيره؛ إمام الصلاة: الخليفة؛ كان أمير المؤمنين هو الإمام للمسلمين كافة.-: قائد الجند؛ حارب الجند مع أئمتهم، "واجعلنا للمتقين إماما": الدليل الذي يتبعه المسافرون؛ وإمام المسلمين: الخليفة الحاكم، كبير القوم. "يوم ندعو كل أناس بإمامهم": "إمام في النحو" : علم بارز في النحو. الإمام علي: لقب أطلقه الشيعة على علي وأولاده. الإمام الأكبر: لقب لشيخ الجامع. إمام المسافر" : دليله. "الوسيط" فإذا الإمامة لغة "هو ما أتم به من رئيس أو صاحب معرفة في علم خاص بما فيها علوم الإسلام.

من مهمات الإمام أي الوصف الوظيفي له، أكان دنيويا أم دينيا، أن يقود الناس. كما يجب توافر الخصال التاليه في الإمام: أن يكون تام الأعضاء، جيد الفهم، فطنا ذكيا، حسن العبارة، محبا للعلم، محبا للصدق، غير شره في الأكل والنكاح، كبير النفس والهمة، زاهدا في الدنيا، عادلا قوي العزيمة. وجاء عن الإمام علي: "لابد للناس من أمير: بر أو فاجر".

عندما نعود إلى أمينة داوود فإننا نرى انها تجيد قراءة القرآن وقد قرأته باللغة العربية وفسرته لمن لا يعرف العربية باللغة التي يعرفها آنذاك: الإنجليزية. والصورة التي رأينا فيها المصلين أوضحت بشكل لا لبس فيه أن المصلين يلبسون ملابس نظيفة محتشمة "خذوا زينتكم"، منتظمين في صفوف رائعة، متجهين بكل جوارحهم إلى الله، لم يكن هناك هاتف نقال ولا ما يحمله اليوم كثير من المسلمين في عالمنا العربي من أدوات معهم إلى المساجد. والملفت للنظر أن بيت الله "الكنيسة" استقبلت المصلين المسلمين وأعطت صورة رائعة عن مدى قبول المسيحين والمسيحية بشعائر المسلمين والمسلمين؛ وكانت أمينة داوود متحجبة لا يظهر منها سوى وجهها في الوقت الذي يصلي خلفها نساء غير متحجبات، كانت تصلي بالناس وكثير من رجال الصحافة يلتقطون لها الصور ويتابعون خلجاتها وأقوالها في الخطبة التاريخية، وقد اجتمع الأسود والأبيض والغني والفقير والعربي والافريقي والأميركي والطويل والقصير، كما ظهر بعض الأزواج يقفون جنبا إلى جنب وهم يؤدون الصلاة ومعهم بعض أبنائهم.

يتحدث الغربيون "ليس جلهم" "عن المكانة المتدنية وغير المقبولة للمرأة في المجتمعات الإسلامية. فهم يثيرون دائما مشكلات تعدد الزوجات، والطلاق، والحجاب، والعزل بين الجنسين، وحشر المرأة في المهمات المنزلية، وتبعيتها الكاملة للزوج، والقصور من الناحية القانونية" "محمد أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص 125" هل استطاعت امينة داوود أن تغير هذه الصورة النمطية والكليشهات والأحكام المسبقة، وتظهر للغرب أن المرأة تستطيع أن تقف مع الرجل صفا واحدا في مختلف فروع الحياة العملية منها والفكرية والإيمانية، بما فيها إمام المصلين من نساء ورجال وتقف فيهم خطيبا.

يقول السيد محمد حسين فضل الله في مقابلة له مع بن جدو ان "النص حركة في العقل"، بمعنى انه لا يقف عند زمن معين أو مكان معين وليس جامدا في مظهره أو جوهره وإن "الاجتهاد هو القوة الفكرية التي يمتلكها الإنسان المثقف" و"إننا كأسلاميين نستنطق الطريقة العقلية الفكرية في التفكير، التي تنطلق من خلال الحقائق الضرورية البديهية الأساسية التي تمون كل حركة الفكر". والاجتهاد وإن أغلق عند كثير من الجماعات الإسلامية هو "الأصل الثالث" الذي قرر به الرسول حين ارسل معاذ بن جبل قاضيا على اليمن وأمره بان يقضي أولا: "بأحكام الكتاب إن وجدت"، ثانيا: "بأحكام السنة النبوية اذا لم يكن هناك نص في القرآن". وثالثا: "بالاجتهاد إذا لم يكن هناك نص في السنة".

لنفترض هنا اجتهادا منا أن امرأة حلت على جماعة تفقه في الإسلام أو بلدا لا يفقه ناسه في الإسلام شيئا وهي الوحيدة القادرة على افهام هؤلاء القوم الاسلام الصحيح وتعليمهم الصلاة والصيام وجميع الفروض الإسلامية الأخرى، أي القيام بمهمات الإمامة، هل نرفض ذلك وليس من سبيل إلى وجود "رجل" يقوم بالمهمة الواجبة، والإسلام يدعو المرأة إلى الجهاد في سبيل الله مثل الرجل، أي القيام بالواجب تجاه تعليم هؤلاء أصول الدين وقوانين الشريعة.

التاريخ يعلمنا أن للمرأة مكانا جميلا وراقيا، فالسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب أفضل عندي من أبي موسى الأشعري، وهو رجل خدع في أمر إسلامي جليل من قبل عمرو بن العاص الذي يعد "ثاني دهاة العرب" بعد سيده معاوية بن أبي سفيان، في حين أن السيدة زينب وبحضور الإمام علي بن الحسين الملقب بـ "زين العابدين"، وقفت أمام طاغية العصر من دون خوف أو وجل وأفحمته أيما إفحام، فزعزعت ملكه. كما أن الروايات تشير إلى أن زين العابدين كان يستشير العقيلة زينب في الأمور كافة.

ختاما، نقول إذا كان بعض المسلمين فجروا في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول برجين شهيرين في مدينة نيويورك نكاية بأميركا وأفعالها، فإن المدينة ذاتها أبت إلا أن تفجر في وجه المسلمين جميعا والعالم الروحي أجمع قنبلة فكرية لها صدى أقوى من صدى انفجار البرجين وسيسمع حول العالم وسيبقى يسمع دويه لزمن طويل مقبل قد يكون ذا ثمرة حلوة لذيذة تستنهض فيه المرأة جل أدوات فكرها الذي أنعم الله به عليها، وتغير وضعها بيدها "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" "الرعد: من الآية 11"، وقد يكون ذا ثمرة مرة أشد مرارة من ثمرة تفجير البرجين وقنبلة رشدي وآياته.

نتمنى أن تكون أمينة داوود وفقت ونجحت في الكشف عن ما جاء به عنوان هذه العجالة. المستقبل سيظهر لنا ذلك. كلمة أخيرة نوردها من القرآن الكريم:

"ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب وال

العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً