العدد 962 - الأحد 24 أبريل 2005م الموافق 15 ربيع الاول 1426هـ

مصانع المعامير تحصد أرواح 20 مواطنا في 7 أعوام

الغاز الخانق يفتح ملفات الموت البطيء

أكدت مصادر طبية ما ذكرته مجموعة من أهالي قرية المعامير من أن المصانع المحيطة بالقرية حصدت في أقل من سبعة أعوام أرواح 20 مواطنا بعد إصابتهم بأمراض سرطانية جراء تلوث البيئة بغازات وأدخنة ناتجة عن عمليات تصنيع، وأضافوا أن 50 آخرين في المنطقة ذاتها بالإضافة إلى قرية النويدرات يعانون أمراضا سرطانية، فضلا عن ارتفاع نسبة أمراض التخلف العقلي والتشوهات الخلقية. وأكد نائب رئيس جمعية الأطباء المستقيل عبدالخالق العريبي صحة هذه المعلومات، وقال: "إن وزارة الصحة تحتفظ بسجل يبين إصابة 15 شخصا في المعامير بالسرطان منذ العام 1997 و50 حالة في النويدرات، ما يعني أن معدل الإصابة يبلغ نحو عشرة أشخاص في العام الواحد". وذكر العريبي أن "النسبة تعد كبيرة مقارنة بعدد سكان القرية التي لا يتجاوز نفوسها أربعة آلاف شخص". وواصل: "إن الأمراض الناجمة عن التلوث البيئي لم تتوقف عند الازدياد المطرد في أعداد المصابين بالسرطانات، والتي من أخطرها سرطان الدم "اللوكيميا"، إذ امتدت إلى الإصابة بأمراض الغدد اللمفاوية وأمراض الرئة والقصبات الهوائية"، واعتبر العريبي التلوث الذي تعاني منه المعامير "سببا رئيسيا في إصابة الأهالي بغض النظر عن الأسباب الأخرى". إلى ذلك، بعث رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس بلدي المحافظة الوسطى عباس محفوظ خطابا إلى وزير النفط ورئيس شركة "بابكو" يطالب فيه بمعرفة أسباب تسرب غاز خانق من مصنع "بابكو" مساء الجمعة الماضي الذي أثر على أهالي المعامير.


أهالي المعامير يموتون ببطء أمام مرأى الحكومة ... وخلال سبعة أعوام

ملوثات المصانع تقتل 20 وتصيب 50 بأمراض السرطان

الوسط-عبدالجليل عبدالله

قال أهالي قرية المعامير ان المصانع المحيطة بالقرية حصدت في أقل من سبعة أعوام أرواح 20 مواطنا بعد اصابتهم بأمراض سرطانية جراء تلوث البيئة بغازات وأدخنة ناتجة عن عمليات تصنيع، وأضافوا أن 50 آخرين في المنطقة ذاتها وقرية النويدرات يعانون من أمراض سرطانية فضلا عن ارتفاع نسبة امراض التخلف العقلي والتشوهات الخلقية. في الموضوع ذاته أكد الطبيب عبدالخالق العريبي صحة هذه المعلومات. وقال: "ان وزارة الصحة تحتفظ بسجل يبين إصابة 15 شخصا في المعامير بالسرطان منذ العام 1997 و50 حالا في النويدرات، ما يعني أن معدل الاصابة يبلغ نحو عشرة أشخاص في العام الواحد"، وذكر العريبي أن النسبة "تعد كبيرة مقارنة بعدد سكان القرية الذي لا يتجاوز أربعة آلاف شخص". وأردف "أن الامراض الناجمة عن التلوث البيئي لم تتوقف عند الازدياد المطرد في أعداد المصابين بالسرطانات والتي من أخطرها سرطان الدم "اللوكيميا" إذ امتدت إلى الاصابة بأمراض الغدد اللمفاوية وأمراض الرئة والقصبات الهوائية"، واعتبر العريبي التلوث الذي تعاني منه المعامير سببا رئيسيا في إصابة الاهالي بغض النظر عن الاسباب الاخرى. إلى ذلك بعث رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس بلدي المحافظة الوسطى خطابا إلى وزير النفط ورئيس شركة بابكو يطالب فيه بمعرفة اسباب تسرب غاز خانق من مصنع بابكو مساء الجمعة الماضي أثر على أهالي المعامير. إلى ذلك شيعت المعامير الاسبوع الماضي فاضل عنان "14 عاما" بعد معاناة دامت 13 سنة مع مرض يسمى برادر ويلي "ضيق في التنفس" وأرجع الاطباء حال عنان إلى تعرض الابوين قبل الانجاب إلى ملوثات بيئية. وكان عم المتوفى أصيب منذ شهور بتليث رئوي جراء تلوث تسبب في وفاته بحسب تقرير طبي. من ناحيتها حصلت "الوسط" على شهادات طبية لبعض من توفوا بسبب أمراض السرطان وبينت تقارير أن 20 شخصا توفوا خلال سبعة الأعوام الماضية بأمراض سرطانية تركزت في منطقة الحلق والرئة والمعدة والكبد والغدد اللمفاوية. في غضون ذلك أرسل رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس بلدي الوسطى عباس محفوظ خطابا إلى وزير النفط الشيخ عيسى بن عبدالله آل خليفة ورئيس شركة بابكو مصطفى السيد والهيئة العامة لشئون البيئة يستفسر فيه عن انتشار غاز خانق في المعامير انبعث مساء الجمعة الماضي من مصنع بابكو بكميات تجاوزت المعتاد يوميا، وجاء في الخطاب ان المجلس البلدي يشعر بالقلق على حياة المواطنين بسبب التلوث، وحذر في الوقت ذاته من احتمال انبعاث غازات أخرى أشد خطورة إذا بقي الحال من دون حل جذري. وطالب محفوظ بالتحقيق في الحادث ومعرفة أسبابه وما ينجم عنه من أضرار كما طالب باتخاذ الاجراءات الوقائية وموافاة المجلس البلدي بما يتم اتخاده لضمان سلامة المواطنين. من ناحية أخرى وجه الناشط البيئي عمار مختار نداء باسم الأهالي إلى عاهل البلاد لحمايتهم من ملوثات المصانع تفاديا لسقوط ضحايا آخرين، وقال مختار أن الأهالي يموتون ببطىء أمام مرأى الجهات الرسمية من دون أن تتخذ أية اجراءات لانقاذهم، وأضاف "أن القرية تحولت إلى منطقة موبوءة تنتشر فيها أمراض السرطانات بمعدلات مخيفة تفوق معدلات المناطق البعيدة عن المصانع فضلا عن وجود 15 شخصا يعانون من التخلف العقلي منذ ولادتهم"، وواصل "يولد أطفال في المعامير مشوهين خلقيا"، كما رجح وجود حالات اصابة بالسرطان لم يتسن اكتشافها بعد. وعدد المتحدث بعض المصانع الملوثة بقوله ان شركة بابكو تحيط بالقرية من جهتين إذ تقع مصفاة التكرير جنوب غرب المعامير بنحو كيلو متر وتقع في الشرق براميل النفط الضخمة وتبث كلتا المنشأتين مواد كيماوية تشكل خطورة على السكان. وتطرق إلى أن بابكو تبقي في الخلاء أكواما كبيرة من الكبريت الأصفر تشاهد من داخل القرية لافتا إلى أن الرياح تنقل مادة الكبريت إلى الاهالي، وتحدث ايضا عن الأعمدة الطويلة التي تحرق الغازات السامة فيخرج منها بعد عملية الحرق دخان ملون يحول ليالي المعامير إلى النهار بفعل النيران الضخمة. ويضيف "نسمع صفارات الإنذار التي تشير إلى تسرب الغازات ونستنشقها مع الاوكسجين... الموجودين في الشارع يختبئون في بيوتهم من شدة الروائح الغريبة... إنها تندرج تحت أصناف فمنها ما يجعل مستنشقها خمولا للغاية وأخرى تسبب الدوار والغثيان والرغبة في التقيوء... لم يتضح للأهالي ما هو حجم الخطر الذي ينتج عن استنشاق هذه السموم لكن واقع الاصابات المرتفعة بمرض السرطان يكفي للتعريف بخطورة المواد التي حلت محل الاوكسجين. وذكر مختار أن مصنع ألبا للألمنيوم تغطيه طبقات الكربون الكثيفة إضافة الى مواد سامة يحاول مسئولون التقليل من شأنها لكن جولة سريعة على محيط المصنع تكشف مدى خطورة المواد المستخدمة إذ قضت على النخيل المجاورة له، ويشاهد عن قرب مساحات يغطيها الكربون الأسود ومواد أخرى متأكسدة مع الألمنيوم حال صهره ويرجح أن ذلك يعود الى مواد تحاط بسرية عن مدى خطورتها. كما تحدث عن مصنع البتروكيماويات قائلا انه: "يتسبب في أضرار خطيرة" ودعا القائمين عليه إلى الكشف عن ماهية الدخان والغازات المنبعثة من الاعمدة وخصوصا أن المصنع لا يبعد عن القرية سوى كيلو متر واحد معتبرا أن قائمة الاموات والمرضى بالسرطانات أصحاب حق في أن يعرفوا المواد المنبعثة على رغم كشف متخصصين بعض أخطار المصنع. وعرج مختار على محطة الرفاع لتوليد الكهرباء قائلا انها: "تشكل خطرا إذا هبت الرياح من الغرب إلى الشرق إذ يغطي الدخان بيوت القرية". ورجح المتحدث أن تكون المحطة سببا في حدوث بعض حالات السرطان، واستعرض ايضا وجود شركة نفايات ومصنع لاعادة تصنيع القمامة لا يبعد سوى أمتار من القرية ساعدا على انتشار الفئران والقوارض والروائح السامة، ودعا المهتمين بالبيئة والحقوقيين إلى معاينة ما أحدثته وتحدثه المصانع في المعامير

العدد 962 - الأحد 24 أبريل 2005م الموافق 15 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً