دعا عدد من أصحاب المواقع الإلكترونية الى اعتماد ميثاق شرف اخلاقي يلتزم بموجبه الجميع بعدم السب او القذف بدلا من تطبيق حملة إدارة المطبوعات والنشر بوزارة الإعلام الداعي الى تسجيل المواقع الالكترونية التي تم إطلاقها من داخل مملكة البحرين أو تلك التي أنشئت من خارج البحرين وتتصل بشئون المملكة. وهاجم اصحاب المواقع الذين التقتهم "الوسط" تنفيذ الحملة التي من المتوقع اطلاقها ابتداء من 2 مايو /ايار وتستمر لمدة 6 اشهر، فيما وصف احدهم القرار بانه: "تطبيق لقانون الصحافة المجمد ولكن بصورة أخرى، على رغم أن المواقع الإلكترونية استثنيت منه".

دعوة إلى إصدار ميثاق شرف اخلاقي للحد من السب والقذف

تباين الآراء بشأن قرار "الإعلام" تسجيل المواقع الإلكترونية

الوسط - علي العليوات

رفض عدد من أصحاب المواقع الإلكترونية القرار الذي أعلنته إدارة المطبوعات والنشر بوزارة الإعلام تسجيل المواقع الالكترونية التي تم إطلاقها من داخل مملكة البحرين أو تلك التي أنشئت من خارج البحرين وتتصل بشئون المملكة سواء الفنية أو الرياضية أو الدينية أو السياسية وغيرها، وذلك من خلال حملة وطنية واسعة اعتبارا من يوم الاثنين المقبل 2 مايو/ أيار وتستمر لمدة ستة أشهر.

وعلمت "الوسط" من مصادر مطلعة بأن شبه اتفاق تم بين عدد من أصحاب المواقع الإلكترونية في البحرين للامتناع عن تسجيل مواقعهم لدى وزارة الإعلام، لأنهم يرون أن القرار يحد من حرية التعبير عن الرأي.

واعتبر أحد المهتمين بالمواقع الإلكترونية توفيق الرياش "قرار إدارة المطبوعات والنشر تسجيل المواقع الإلكترونية أمر خطير وغير مسبوق في أي دولة من دول العالم، إذ لا توجد أي دولة تلزم مواطنيها بتسجيل مواقعهم الإلكترونية على شبكة الإنترنت"، منوها بأن "بعض الدول تعمد إلى تسجيل المواقع التجارية فقط التي تحتوي على تعاملات مالية".

ورأى الرياش أن "هذا القرار هو تطبيق لقانون الصحافة المجمد ولكن بصورة أخرى، على رغم أن المواقع الإلكترونية استثنيت منه، واعتقد أن هذا القرار هو تفعيل لقانون امن الدولة من جديد عن طريق الحد من حرية التعبير عن الرأي في المواقع الإلكترونية، فهي بالتالي خطوة تراجعية لا تتناسب مع أجواء الانفتاح الذي تشهده مملكة البحرين".

وبالسؤال عن الهدف من وراء هذا القانون، أجاب الرياش: "الهدف منه هو التحكم في المواقع الإلكترونية أكثر مما هو ضبط للأمور الأخلاقية فيها، وأتمنى أن تطرح وزارة الإعلام ميثاق شرف أخلاقي للمواقع الإلكترونية أفضل من طرحها مثل هذه القيود، وبناء على هذا الميثاق يلتزم أصحاب المواقع الإلكترونية بعدم السب أو القذف مع عدم الحد من حرية التعبير"، مشيرا إلى "ميثاق الشرف الأخلاقي الذي وضعته جمعية الإنترنت البحرينية التي أوقف إشهارها لأسباب غير واضحة".

ويتضمن ميثاق الشرف الأخلاقي الذي وضعته الجمعية الكثير من النقاط التي تساعد على الاستخدام الأخلاقي لشبكة الإنترنت، وينص على "أن مفهوم الانترنت يفترض أساسا نشوء مسئولية اجتماعية أخلاقية لحل المشكلات التي يعاني منها الإنسان وبشكل ودي على أساس التفاهم المتبادل، ومن الضروري التصدي لهذه المسئولية المشتركة عبر التعاون من أجل الاتفاق على المصطلحات العلمية بلغات مختلفة، واعتماد معايير أخلاقية للكتابة في الإنترنت، وتكريس أسس جديدة لحماية شبكة الانترنت العالمية من التلوث الأخلاقي قدر المستطاع".

وما يتضمنه ميثاق شرف الجمعية "ان الحفاظ على الخصوصية من أهم المبادئ الأخلاقية لمجتمع المعلومات، وان ضمان وجود شبكة عالمية آمنة تحافظ على خصوصية مستخدميها يظل هدفا أعلى لبناء شبكة متماسكة ومستقرة. إن حماية حق الملكية الفكرية من أهم المشكلات الأخلاقية التي يواجهها مجتمع المعلومات العربي، وهو حق لا يمكن تجاوزه أو اختراقه أو الاعتداء عليه، ذلك أنه الأساس في أية تنمية مستقبلية للعمل الفكري والإبداعي والبرمجي المنظم في عالم المعلومات الرقمي العربي".

وطالب الرياش من وزارة الإعلام "التحكم في المواقع الإلكترونية اللاأخلاقية في البحرين، وتوفير برامج دعم للتحكم في المحتوى الأخلاقي الإلكتروني على غرار ما هو موجود في دولة الإمارات العربية المتحدة"، معتبرا ذلك "أفضل من إصدار قرارات لا تتناسب مع روح العصر".

إلى ذلك اعتبر مدير موقع قرآن نت الإلكتروني ونائب رئيس شركة الزيداني للتطوير الإلكتروني للأعمال حسين يوسف "قرار وزارة الإعلام غير موفق ولا يخدم الحركة التجارية في البحرين، فهناك آلاف المواقع الإلكترونية في البحرين مسجلة في وزارة التجارة، وهناك عشرات المواقع الإلكترونية الخاصة بمؤسسات المجتمع مرخصة في وزارة الشئون الاجتماعية، فليس من المنطقي أن تعود هذه المواقع للحصول على تصريح آخر من وزارة الإعلام".

وقال يوسف: "هناك تشريع سيصدر يسمح للشركات والمؤسسات ممارسة أنشطة استثمارية تجارية على شبكة الإنترنت، فقرار وزارة الإعلام يتناقض مع هذا التشريع، بالإضافة إلى ذلك فإن وزارة الإعلام غير مختصة بالمواقع الإلكترونية، فهناك الكثير من المواقع خارج البحرين تهتم بالفعاليات الدينية والاجتماعية والثقافية والتجارية وهي ليست مواقع بحرينية وإنما هي مواقع عالمية ومن غير المنطقي دعوتها للتسجيل في وزارة الإعلام".

وأضاف "الوزارة لم تكشف عما ستحصل عليه المواقع الإلكترونية بعد التسجيل، فهل ستحصل على مزايا معينة أم أن المواقع الإلكترونية التي لن تسجل ستعاقب".

وذكر مدير موقع قرآن نت الإلكتروني أن "وزارة الإعلام ليست الجهة الوحيدة التي تسجل المواقع بل هناك جهات أخرى يجب تسجيل المواقع فيها، ودور وزارة الإعلام يجب أن يكون في التواصل مع الجهات العالمية التي تشرف على المواقع الإلكترونية".

وبالسؤال عن توقعه لمدى إقبال أصحاب المواقع الإلكترونية على تسجيل مواقعهم، أجاب يوسف: "مدى الإقبال يعتمد على الامتيازات التي ستقدمها الوزارة لأصحاب المواقع، فيجب على الوزارة أن تطرح برنامج الامتيازات ليكون عنصر جذب نحو تسجيل المواقع".

ومن جانبه، قال أمين سر جمعية البحرين للإنترنت وحيد البلوشي: "إن القرار ليس بالجديد وهو مطروح منذ ثلاث سنوات، وناقشته الجمعية في جلسة حضرها مدير إدارة المطبوعات والنشر بوزارة الإعلام جمال داوود سلمان قبل فترة، وقد تبين أن الهدف من التسجيل هو إحصاء المواقع الإلكترونية البحرينية وإيجاد سجلات لها لتقديمها للمنظمات العالمية التي تهتم بمثل هذه الأمور".

وأشار "إذا كان الهدف من التسجيل هو هدف تنظيمي فنحن نشجع على هذه الخطوة".

وبخصوص ما أثير عن تضييق القرار لحرية التعبير عن الرأي، قال البلوشي: "حرية التعبير عن الرأي مكفولة للجميع بشرط حسن اختيار الأسلوب المناسب للكتابة في الإنترنت كما هو الحال في الصحافة".

وكان مدير إدارة المطبوعات والنشر جمال داوود سلمان أشار إلى أن "الحرص على تسجيل هذه المواقع يأتي انطلاقا من الأهمية في إيجاد وتوفير المناخ المناسب للاستثمار وتحقيق التنمية الاجتماعية التي تستند إلى تطور المفاهيم والنوعية بجوانب الحريات الشخصية وعوامل النهضة والازدهار". وأوضح أن "الإجراءات التي ستتبع لتسجيل مواقع الانترنت هي التزام واستكمال للإجراءات المتبعة لتسجيل كل أنواع المطبوعات التي تتبع الوزارة بما فيها الصحف والنشرات والمصنفات والوسائل المرئية والمسموعة التي جميعها صنفها التشريع كوسائل للتعبير عن الرأي، وباعتبار أن شبكة الانترنت إحدى وسائل الإعلام الالكترونية ووسيلة تقنية حديثة أصبحت بدورها موضع اهتمام في مختلف دول العالم ومن بينها البحرين"