آخر صيحات الترويج للانتخابات القادمة هو القيام بحملة لإصلاح المرافق الصحية لمساكن الناس! وتلك محاولة بائسة يائسة لشراء الأصوات، وهي صيحة جديدة على البحرين، وقد سبقنا إليها الأخوة المصريون، وهي عموما فكرة نقلها إلينا خبير مصري صديق نائب صامت في البرلمان البحريني، لأن "الاستوك" في المستودع والتخلص منه يكون بفكرة ذكية وضرب ثلاثة عصافير بحجر "العصفور الأول: هو شراء أصوات الناس، والثاني: هو التخلص من البضاعة المكدسة بمخزن التاجر، والعصفور الثالث: حسنات صدقات الفقراء والمحتاجين".

يا جماعة...الترويج الصحيح لا يأتي بتصليح مرافق الناس الصحية، فكرامة الناس أكبر قدرا من المرافق، وأعراض البحرينيين أغلى وأعز مما يتفوه به نائب برلماني ناهشا لأعراض نساء البحرين، واصفا تلك الأعراض بأنها سلع تعرض "للخلايجه"!

نائب آخر يشد على وتر حباله الصوتية في حركة استعراض بهلوانية صارخا متهما الحكومة بأنها... وإنها... وهو ذاته يلثم النعال خلف الكواليس! وعقول الناس تدرك لعق النعال الذي يقوم به في المجالس. والعجب العجاب، وآخر اختراع هو ما تفوه به في البرلمان وقال: إن الإرادة الشعبية تمثل إرادة السماء! أي فقيه دستوري أنعم الله به على شعب البحرين؟ فليحيا ممثلو الشعب ولتحيا التمثيلية الحاضرة.

ونائب آخر نقول له: إن عقول الناس أكثر قدرة على تمييز القول الخبيث من القول الطيب، وعلى ذلك لا تنطلي عليهم كلمات من مثل: إنني لا أدافع عن الحكومة لأن الحكومة لديها من يدافع عنها... وراح النائب يدافع عن وجهة نظر الحكومة في مسألة الدستور والميثاق والإصلاحات الدستورية، وبين كلمة وأخرى يردد بأنه ليس محامي الحكومة! يكاد المريب أن يقول خذوني! سيدي الكريم... لا ضير في أن تدافع عن وجهة نظر الحكومة؛ ولكن لماذا تتبرأ من الحكومة وكأنها شر مطلق، وذلك عمل غير صحيح. فإذا كانت تعجبك تصرفات الحكومة وتظهر نواجذك من الضحك معها فلماذا تتبرأ منها؟ لماذا لا تغضب في وجه الحكومة مثلما تصب جام غضبك من على المنبر على الضعفاء من بني البشر؟!

الأخ النائب الذي أثار مسألة الأرض الكبيرة، هل بإمكانه أن يتحفنا عن الاراضي الأخرى أيضا، في شمال المحرق وغربها وفي البسيتين والدير وسماهيج و... وعن بعض مشروعات محطات البنزين التي كادت أن تقام في الدبلوماسية، أم أن للأقربين حقوقا لا يجوز المساس بها... والناس مقامات!

النائب الذي أثار موضوع استجواب وزير النفط، هل غرق الاستجواب في بئر نفط؟ أم ذهب في مليون داهية؟ قصدي مليون دينار قيمة الأرض! وبالتالي لا داعي لصرف "البونس" إذ إن النائب رفض البونس! عقول الناس أكبر من أن تنطلي عليهم "حيلة" تبادل المقالات التي لا تجدي نفعا، بالضبط كما أن استدرار عطف الجماهير ومحاولة خداعهم لا يجدي نفعا! والأخ يرفض "البونس" لأن الحكومة أذلت الناس به، "ايش عليك يبه تمتع... وخل عنك الغلابه والغلبانين ووجع الدماغ".

سئمنا من تكرار بأن الملامة تقع على الحكومة... والحكومة... والحكومة... إذا ماذا تفعلون أنتم كنواب؟ أليس من واجبكم التشريع والرقابة؟! ويبدو أن دور التشريع تبخر بمرور ثلاثة أعوام على المجلس ولم يشرع قانون، وتبخرت "الرقابة" مع نفث "سيجار كوبي" من نائب برلماني قام بتحرير وزراء الفساد تحت رداء الطائفة. ويبدو أن النائب الكويتي وليد الطباطبائي لم يجانب الصواب في شأن مجلس النواب البحريني! إذ يعلق الناس هنا، في البحرين، على المجلس النيابي ويطلقون عليه تسمية تهكمية وهي: "مجلس بوصفر"، وصفر معناها غزد بالإنجليزي!

من يلج ساحة العمل السياسي عليه أن يتحمل المشاق والصعوبات التي تواجهه من الحكومة ومن مراكز القوة والضغط، وهنا المحك، والمحك الأساسي لمعرفة معادن الناس ووقوفهم مع الحق في وجه الباطل، وبين الحق والباطل سور وحاجز كبير واضح، يراه الصغير قبل الكبير في البلاد، بل إن جلالة الملك حفظه الله وهو على رأس الهرم السياسي في البلاد أكد أكثر من مرة وجود الفساد الإداري والمالي... فما هو المطلوب من النواب فعله؟